الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

من قصص الأنبياء (قصة سيدنا آدم عليه السلام ...الجزء الثالث )

من قصص الأنبياء (قصة سيدنا آدم عليه السلام ...الجزء الثالث )

رجوعاً لتفاصيل مراحل خلق ابونا ادم :
يُروى إنه بعد مابقى صلصال ربنا سابه فترة قبل ما ينفخ فيه الروح
في الفترة دي جاله إبليس وقعد يلف حواليه ويحاول يفهم إيه المخلوق ده؟! .. كان مستغربه جداً , وكان بيضرب جسد أبونا آدم بـ رجله فـ يطلّع صوت كده زي الصوت الي بتسمعه لما تخبّط بإيدك على قُلّة [ويُقال إنه ماكنش بيضرب جسده ده كان بيدخل جواه من فمه ويطلع تاني] , ومن هنا عرف إبليس إننا كـ بشر مجوّفين من جوا , فـ إستشف إن ده مخلوق ضعيف ولا يتمالك.
و ده يدينا إشارة إن إبليس والجن عموماً مش مجوفيين زينا.
إبليس كان جن عابد تقيّ عمره ما عصا الله, عايش حياته كلها في مرضاة الله والتقرّب إليه لدرجة  إنه سمحله يطلع السما ويدخل الجنة ويبقى مع الملايكة لتشبّهه بيهم في صلاحهم وأعمالهم , عشان كده هو الجن الوحيد الي كان مع الملايكة لما ربنا أمرهم بالسجود لسيدنا آدم.
فـ من كُتر التعبّد اللي كان فيه وثِقته في مكانته وصلاحه , إستحقر آدم وتكبّر على السجود لـ مَن هو -في ظنه- أقل منه! فـ تجرأ على ربنا بعصيان أمره ..[ولإن التكبّر كان أول معصية عُصي الله بها فـ إتقال إنها أصل كل المعاصي , وأن "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر" ]
_
سيدنا آدم لما ربنا نفخ فيه الروح دخلت الروح أول حاجة في راسه, فـ عطس , فقالت الملائكة قُل الحمدلله , فقال الحمدلله [وبكده تكون أول كلمة قالها آدم هي الحمدلله] , فـ ربنا قاله "رحمك ربك" ..[ وبكده تكون نزلت عليه الرحمة قبل أي حاجة , قبل حتّى ما تكتمل فيه الروح!]
فلما وصلت الروح لعينيه شاف ثمار الجنة وإبتدا يتأمّلها , فلما وصلت الروح لبطنه إشتهى الثمار دي , فـ نط علشان ياكلها , بس النطة كانت قبل ما الروح توصل لرجله أصلاً , فـ معرفش ينط طبعاً .. ومن هنا جت الآية (خُلِق الإنسان من عجَل) .. [آية 37 : سورة الأنبياء ]
اقرأ أيضا :من قصص الأنبياء (قصة سيدنا آدم عليه السلام ...الجزء الثانى )
بعد اكتمال الروح ربنا مسح بيمينه على ظهر أبونا آدم فـ وقع من ظهره كــل الناس الي هيتخلقوا في المُستقبل.. إتعرض عليه ذُريته كلها إلي يوم القيامة.
أهل الجنة منهم كان عندهم علامة من نور بين عينين كل واحد فيهم .. فـ بص على واحد منهم كانت العلامة الي بين عينيه منوّرة جداً فـ عجبته ..
وده اللي خلّاه سأل : " أي ربي من هذا؟ "
فقال سبحانه : " هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يُقال له داوود"
إستفسر أبونا آدم : " ربي كم جعلت عمره؟ "
فـ أخبره سبحانه : "60 سنة"
ساعتها ضحّى أبونا آدم وطلب : "ربي زِده من عمري 40 سنة"
فـ ربنا بـ قُدرته غيّر أعمارهم هُمَّا الاتنين.
أبونا آدم كان مفروض عُمره 1000 سنة .. فبقى 960 سنة .. لما جالُه ملك الموت يقبض روحه وهو عنده 960 سنة , إستغرب لإنه لِسّه فاضل 40 سنة من عُمره!.
[بعض الأنبياء بيبقوا عارفين أعمارهم] ..
 فـ ملك الموت فكّره إنه تنازل عنهم لابنه داوود
أبونا آدم كان نِسي , من غير ما يقصد .. بس من هنا بقينا كلنا بننسى .. والنسيان بيوّلد الخطأ, الجحود, والإنكار
فـ بَقت الصفات دي في ذُريته من بعده.
"نَسيَ آدم فنَسيَت ذُريته , وأخطأ  آدم فأخطأت ذُريته" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
_
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } .. إيه هيّ بقى الأسماء دي ؟!
معناها أسماء كل شيء في الدنيا , كل الحيوانات كل الجمادات كل الصناعات ..
وبعد ما ربنا علّمه كل ده , عرض المخلوقات على الملائكة وقالهم : {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
تعرفوا الحيوان ده "مثلاً" اسمه ايه ؟ طبعا الملايكة ماكنتش تعرف غير الي ربنا علمهولها ..{ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}..
في حين ان المخلوقات دي لما عُرضت على سيدنا آدم قال اسمائها كلها وماغلطش في أي حاجة.

بس ليه ربنا قالهم إن كنتم صادقين ؟! صادقين في إيه بالضبط؟ ..
الحكاية ان الملايكة لما ربنا بلّغهم بخلق أبونا آدم وسألوه إستعجاباً زي ماقولنا قبل كده , رجعوا طمّنوا نفسهم على مكانتهم عند ربنا بإعتبارهم عباد الله المُكرّمين المخلوقين من نور اللي بيعبدوه ليل نهار بلا كلل أو ملل , فأياً كان المخلوق الجديد هيفضلوا هُمَّ أكرم منه وأعلى عند ربنا ..
فـ ربنا أثبتلهم إن سيدنا آدم مُكرّم أكتر منهم وعنده علم مش عندهم ,
وبناءاً على التفسير ده هيكون معنى السؤال "أخبروني بأسماء باقي المخلوقات إن كنتم صادقين في زعمكم أنكم أكرم من آدم" ..
ولذلك ختم بـ تذكيرهم أنه سبحانه لا تخفى عليه خافية حتى الكلام الي بيقولوه في سرهم {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}.. [ آية 33 : سورة البقرة]
وهنا مافيش أي إهانة للملائكة أو تقليل من شأنهم إنما الغرض هو إثبات أن الله يُفضّل من يشاء من خلقه ويرفع مكانة من يشاء.
بس هنا في حكمة , لو نفكر ونتفكّر هنلاقي إن الملايكة أصلاً مش محتاجين يعرفوا أسماء المخلوقات والصناعات وباقي الحاجات , بعكس أبونا آدم و ذُريته إللي محتاجينها بشكل أساسي في تعامُلاتهم اليومية.
 فـ تخيّل لو مَكُنّاش نعرف اسم أي شيء في الدنيا , ساعتها مَكَنش حد هيعرف يعبّر عن إللي هو عايزه غير بإنه يجيب الشيء نفسه قدامك ويشاور عليه! .. وده عملياً إستحالة يحصل في حاجات كتير جداً زي الجبال والطير والشجر وغيرها من الحاجات إللي يستحيل نقلها من مكانها.. وبإفتراض إنه مش مستحيل فهو هيبقى في قمة الصعوبة والمشقّة علينا في التعامل مع بعضينا..
ده يبيّن لنا قد إيه ربنا رحمنا بتعليم أبونا آدم أسماء المخلوقات علشان يسهّل علينا نرمز لكل حاجة بإسم.

ليست هناك تعليقات: