تفسير سورة الفلق للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}
رب الفلق هو الله ، والفلق : الإصباح ، ويجوز أن يكون أعم من ذلك أن الفلق كل ما يطلقه الله تعالى من الإصباح ، والنَّوى ، والحَبِّ كما قال الله تعالى { إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ} وقال : {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}
اي : من شر جميع المخلوقات ، ومنه النفس ؛ لأن النفس أمارة بالسوء ، فإذا قلت :من شرِّ ما خلق. فأول ما يدخل فيه نفسك ، كما جاء في خطبة الحاجة : ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا) وقوله {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} يشمل شياطين الإنس والجن ، والهوام وغير ذلك.
اقرأ أيضا :تفسير سورة الكافرون للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}
الغاسق قيل : أنه الليل. وقيل إنه القمر والصحيح أنه عام لهذا وهذا ، أما كونه الليل فلأن الله تعالى قال : {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ} والليل تكثر فيه الهوام والوحوش، فلذلك استعاذ من شرِّ الغاسق ، اي : الليل. وقوله {إِذَا وَقَبَ} أي إذا دخل
{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}
{النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} هنَّ الساحرات يعقدن الحبِال وغيرها ، وتنفث بقراءة مطلسمة فيها أسماء الشياطين على كل عقدة تعقِد ثم تَنفث ، تعقِد ثم تَنفث ، تعقِد ثم تَنفث ، وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً ، فيؤثر هذا السحر بالنسبة للمسحور ، وذكر الله النَّفَّاثات دون النَّفاثين ؛ لأن الغالب أن الذي يستعمل هذا النوع من السحر عنَّ النساء ؛ فلهذا قال : {النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} ويحتمل إن النَّفَّاثات يعني : الأنفس النَّفَّاثات فيشمل الرِّجال والنِّساء.
{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}
الحاسد الذي يكره نعمة الله على غيره ، فتجده يضيق ذرعاً إذا أنعم الله على هذا الإنسان بمال ، أو جاه ، أو علم ، أو غير ذلك ، فيحسده
التسميات :
فى رحاب القرآن
تفسير سورة الفلق للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
Reviewed by Gharam elsawy
on
7:52 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات: