الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (الجزء الثانى )

سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم   السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (الجزء الثانى )

لم تكن حياة السيدة فاطمة رضي الله عنها في بيت زوجها مترفة ولا ناعمة بل كانت أقرب الى ان توصف بالتقشف والخشونة لان علي رضي الله عنه لم يكن ذا حظ من مال موروث او مكتسب وابوه –على عظم مكانته- كان قليل المال كثير العيال
وقد دخلت رضي الله عنها بيت الزوجية لا بالفراش الوثير وانما بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين وجرتين وشئ من العطر و الطيب

وكان علي رضي الله عنه قد بنى بها في بيت أمه فاطمة بنت سعد ، وكان ذلك بعيدا عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تتمنى أن تكون بالقرب من أبيها ،وسرعان ماتحقق أملها ،عندما تحول حارثة بن النعمان عن أحد منازله وكانت قريبه من رسول الله صلى الله عليه وسلم واهداها للرسول صلى الله عليه وسلم لتسكن فيها فاطمه رضي الله عنها وتكون بالقرب من احب الخلق إليها

وكانت رضي عنها تعمل بيدها بالرحى تطحن الحب ،حتى أثرت في يدها وتنظف بيتها بنفسها ،وتخدم زوجها وقد أثر ذلك عليها ، وعلم علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم إليه سبي فطلب منها أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهبها من السبي خادم
فيروي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد فتح الله عليه وجاءته غنائم وسب وسبايا في احدى الغزوات فطلب منها زوجها أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما من السبي فأتت النبي صلى الله عليه و سلم فقال: " ما جاء بك وما حاجتك "
قالت: جئت لأسلم عليك وأرخى عليها الحياء ستارا فلم تطلب منه شيئا وعادت
فقال لها علي: ما فعلت
قالت: استحييت ان اسأله فرجعت

فقاما وانطلقا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم وشكيا له حالهما وطلبا ان يهب لهما خادما فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم:" والله لا اعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما انفق عليهم ولكني ابيعهم وانفق عليهم اثمانهم " ، وانصرفا شاكرين راضيين بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم

ثم أتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تغطيا بقطيفة لهما إذا غطيا رأسيهما بدت أقدامهما واذا غطيا أقدامهما انكشفت رأساهما ، فهبا للقاء الرسول صلى الله عليه و سلم ، فابتدرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلا:
" مكانكما "
وقال لهما: " الا اخبركما بخير مما سألتماني "
فأجابا: بلى يا رسول الله
قال: " كلمات علمنيهن جبريل تسبحان دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا واذا أويتما الى فراشكما تسبحان ثلاثا و ثلاثين وتحمدان ثلاثا و ثلاثين وتكبران ثلاثا وثلاثين" ثم ودعهما ومضى ، فمازالت فاطمة وعلي رضي الله عنهما يواظبان على ترديدهما طوال حياتهما
ويروى انه قد حدث بينهما رضي الله عنهما خلاف مما يحدث بين الزوجين فأصلح بينهما رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان قد دخل عليهما باسر الوجه وخرج صلى الله عليه و سلم وقد امتلأ وجهه بشرا فقيل له:يا رسول الله دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك فقال صلى الله عليه و سلم: " وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب أثنين الي "

اقرأ أيضا :سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (الجزء الأول )
وروى أن عليا رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل ، فقد جاء بنو هاشم بن المغيرة-أبو جهل-يستأذنون رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينكحوا ابنتهم لزوج ابنته علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، وكان قد خطبها منهم ، فلم يأذن وقال صلى الله عليه و سلم على المنبر:
" إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوا أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ، إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابنتي فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها "
رواه مسلم
وفي رواية أنه صلى الله عليه و سلم قال: " أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني ، فصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني ، و أنا أكره أن يفتنوها، وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحد أبدا " رواه مسلم
فترك علي رضي الله عنه هذه الخطبة واسترضى زوجته وقال لها: والله لا اتي شيئا تكرهينه أبدا
وفي غزوة أحد خرجت السيدة فاطمة رضي الله عنها مع نساء المسلمين ، لمداواة الجرحى وسقايتهم ، ولما رأت رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد انكسرت رباعيته وسال الدم على وجهه الشريف ، جرت عليه واعتنقته أخذت تمسح الدم من على وجهه الشريف ، ولما وجدته لا يتوقف حرقت حصيرا ومنعت به الدم فامتنع ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
" أشتد غضب الله على قوم أدموا وجه رسولهم وهو يدعوهم إلى الله "
وقد ولدت رضي الله لعلى رضي الله عنه ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة ، وقد سماهما رسول الله صلى الله عليه الحسن والحسين، وكان على رضي الله عنه قد اختار اسم حربا للحسن ، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحسن رضي الله عنه ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل واحد منهما كبشا وصنع لهما العقيقة ، وفي العام الخامس من الهجرة ولدت رضي الله عنها ابنتها زينب ثم ولدت أم كلثوم رضي الله عنهم جميعا..
ولما أنزل الله تعالى قوله : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة و وعلى والحسن والحسين وقال:
" اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالها ثلاثا

ليست هناك تعليقات: