الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من الظلمات إلى النور) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 20 )

سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من الظلمات إلى النور) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 20 )


أهمية بعثة النبي إلى أهل الأرض :

رأينا في بلاد مسلمة من يعبد الشيطان مع أن الرسول  يقول: (إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي منكم بما تحقرون)
لكن في هذا الوقت بعض شباب وشابات المسلمين أعطوا الشيطان الذي كان قد يئس منه أمر لا يتخيله عقل.
بعد كل هذا ألا تشعرون أن العالم بأسره وليس العالم الإسلامي فقط يتجه إلى هاوية سحيقة؟ ألا تشعرون أن المسلمين بحاجة إلى الإسلام؟ بل ألا تشعرون أن غير المسلمين بحاجة إلى الإسلام؟ ألا تشعرون أن أمريكا وأوروبا وأسيا وإفريقيا بحاجة إلى هذا الدين؟

لقد وصلت الأرض إلى حالة من التردي والضياع قبل البعثة النبوية الشريفة، حتى عبر رسول الله عنها بقوله: (إن الله قد نظر إلى أهل الأرض فمقتهم جميعاً عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب)، وأخشى أن تكون الأرض قد وصلت مرة أخرى إلى حالة من التردي والضياع حتى يمقتها ربها، إلا بقايا من المؤمنين.
اقرأ أيضا :سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من الظلمات إلى النور) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 19 )
نحن نحتاج إلى بعثة جديدة كما كانت الأرض محتاجة قبل رسول الله إلى بعثة، لكن ليس هناك نبي بعد رسول الله، وليس هناك دين بعد الإسلام،

فمن يحمل الراية إن لم نكن نحن؟ ومن يعلم الناس إن لم نكن نحن؟ ومن يأخذ بأيدي المظلومين والمقهورين والمشردين والمحزونين في العالم بأسره إن لم نكن نحن؟

لقد فقه ربعي بن عامر رضي الله عنه وأرضاه هذه الوظيفة جيداً، فعبر عنها في سهولة ويسر وبعد نظر، قال: لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

كل العباد، وليس في بلاد المسلمين فقط، بل في روسيا وأمريكا وأوروبا وإستراليا.. وكل بقعة على الأرض.

ثم قال: ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

إذا كنا نحن الجيل الذي يفقه حقيقة هذه الوظيفة الكريمة الشريفة، ويسير في خطوات الرسول الخاتم  في بناء أمته، وفي دعوة الأمم إلى الدين النقي الخالص، إذا كنا نحن هذا الجيل فسوف نصل وسوف نستفيد من دراسة حياة الرسول  أعظم استفادة

أما إن لم نكن نحن هذا الجيل فلنحذر الترهيب الإلهي الشديد: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}[محمد:38].

بهذه النظرة المدركة لقيمة هذا الدين في حياة الأرض كلها سنبدأ إن شاء الله في فقه سيرة الحبيب محمد ، {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }[غافر:44].

ليست هناك تعليقات: