الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سلسلة السيرة النبوية ... إلى الرفيق الأعلى (الجزء الثانى )

سلسلة السيرة النبوية ... إلى الرفيق الأعلى (الجزء الثانى )

وفي يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من وفاته صلى الله عليه وسلم، ارتفعت حرارة المرض في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي عليه ، فقال: «هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم» فأقعدوه في مخضب ( إناء يغتسل فيه )، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول: «حسبكم، حسبكم» .


وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد- وهو معصوب الرأس- حتى جلس على المنبر، وخطب الناس- والناس مجتمعون حوله- فقال:
«لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» 
وفي رواية «قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد »   البخاري
وقال: لا تتخذوا قبري وثنا يعبد»    متفق عليه 

 وصلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ، وعرض نفسه للقصاص قائلا: «من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه» .
ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر،  ثم أوصى بالأنصار قائلا:
 «إن الناس يكثرون، وتقل الأنصار، حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه قوما  وينفع فيه آخرين  فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم»  البخاري

ثم قال: «إن عبدا خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده» قال أبو سعيد الخدري: فبكى أبو بكر رضي الله عنه . قال: فديناك بابائنا وأمهاتنا فعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بابائنا وأمهاتنا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا "
متفق عليه 
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُد، إلا باب أبي بكر » 
متفق عليه 
اقرأ أيضا :سلسلة السيرة النبوية ... إلى الرفيق الأعلى (الجزء الأول )ويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال- وقد اشتد به الوجع-: «هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده» - وفي البيت رجال فيه عمر- فقال عمر رضي الله عنه : قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبك كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا عني»    البخاري
وأوصى ذلك اليوم بالصلاة وما ملكت أيمانكم.

والنبيّ صلى الله عليه وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم- يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب

ليست هناك تعليقات: