الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

خبيرة بالشئون الصينية :  صراع بين بكين  وتل أبيب في ساحة  الانتخابات الاسرائيلية  



كشفت دراسة للخبيرة فى الشئون السياسية الصينية الدكتورة نادية حلمي ،   كشفت عن صراع خفي يجري بين أجهزة الاستخبارات في كل من الصين وإسرائيل لرسم ملامح الانتخابات التي تجري حاليا في اسرائيل ، وأن الأمر يأتي في سياق محاولات اسرائيلية لاستغلال  الأقليات اليهودية أو بمعنى أدق تلك (المتهودة) على الأراضى الصينية، والتى يتم تهويدها لأسباب سياسية بحتة من قبل "منظمات إستخباراتية إسرائيلية" تلعب على الأراضى الصينية كلعبة مستقبلية من قبل "جهاز الموساد"   لإثبات "حقوق تاريخية مستقبلية" لليهود كأقلية معترف بها فى المستقبل من قبل حكومة بكين .      
  وقالت  الدكتورة نادية حلمي  المحاضر والباحث الزائر بمركز دراسات الشرق الأوسط  جامعة لوند بالسويد و  مدرس العلوم السياسية بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف ،  مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا  ، إن "اجتياح الصين لـ إسرائيل" كما وصفته القناة العاشرة الإسرائيلية فى تحقيق خاص لها  مؤخرا حول هذا الملف  ، يبرز في أن بكين لا توجه استثماراتها في اسرائيل نحو تحقيق الربح فقط   ، لكنها  تسعي  لحسم تلك المعركة الانتخابية لصالح حليفها المقرب "نتنياهو" من خلال استثماراتها ومشروعاتها العملاقة لدى حكومة "تل أبيب " ، لافتة إلي أن                             
 تقارير أمنية إسرائيلية أعلنها "فعلياً" رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلى (أرغمان)  حذرت "صراحة" فى تقرير منشور بالصحافة العبرية  مؤخرا من "تدخل دولة أجنبية فى الانتخابات الإسرائيلية  " ، ووقتها ردّت روسيا على ذلك بنفى أن يكون لديها نية بالتدخل، فيما بقيت أصابع الاتهام موجهة بالأساس إلى الصين بهذا الخصوص.
ويأتي  التخوف المعلن في  اسرائيل  
  من (الدور الإستخباراتى الصينى) داخل الشارع الإسرائيلى،  بسبب وجود "جالية صينية" كبيرة فى شوارع "تل أبيب"، وهو ما يتفق مع التحذير الذى أطلقه رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلى الجنرال "ناداف أرغمان" وتحذيره من قدرة الصين على التأثير فى إسرائيل وفى سياساتها المستقبلية ،  مشيرة إلي أن   " أرغمان"  حذر أيضا  فى خطاب له يوم 10 يناير 2019، قامت بنشره صحيفة "تايمز أوف إسرائيل " ،      
 من أن  "إسرائيل بحاجة لإنشاء نظام إشراف لمنع سيطرة الشركات الصينية على بنية تحتية مركزية "؛  لافتا إلي  أن الشركات الصينية سوف تسيطر على تشغيل جزء من ميناء حيفا وبناء القطار السريع فى تل أبيب، فضلاً عن السعى الصينى لشراء شركات إسرائيلية كبرى.
وتلفت الباحثة إلي ما أعلنه صراحةً رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) فى الصحافة الإسرائيلية خلال شهر يناير 2019، من أن إسرائيل مهيأة للتعامل مع التدخل بالانتخابات أكثر من أى مكان آخر ،  فضلاً عن تحدث "نتنياهو" بصراحة من أن إسرائيل جاهزة لإحباط التدخل الإلكترونى فى مسار الانتخابات  ، قائلا :  (نحن جاهزون لأى سيناريو ولا يوجد دولة جاهزة أكثر منا ). 
وتشير  الدكتورة نادية حلمي إلي طلب                            
       جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" على موقعه  الرسمى  منذ  عدة سنوات مترجماً للصينية ، وذلك " لمواجهة  تجسس بكين  على الأراضى الإسرائيلية ذاتها " ، مشيرة  إلي أن  موقع  "الشاباك" استخدم  جملة خطيرة هى " إحباط  عمليات التجسس الصينية ضد إسرائيل"  ، كما طلب الشاباك أن يكون المتحدث باللغة الصينية خبيراً أيضاً فى الشأن الصينى وملماً به على أن يعمل فى "وسط إسرائيل"، مع اشتراط أن يكون "المرشح لهذا المنصب" صاحب مهارات عالية، وشخصية قوية، والأهم من هذا أن يكون متمتعاً بقدرات عالية بشأن "التقديرات الأمنية والحس الأمنى الذى يجب أن يتمتع به المرشح لهذا المنصب" ، مبينة أن هذا الإعلان   اجتذب الكثير من الطلاب الإسرائيليين الذين يدرسون اللغة الصينية، فضلاً عن انتقال العشرات منهم خلال السنوات الأخيرة إلى الصين للعمل والدراسة .                        
ويوصف جهاز الاستخبارات الصيني بأنه واحد من " أكبر وكالات الاستخبارات وأكثرها نشاطا علي سطح الأرض " ، وتعد        
 وزارة أمن الدولة الصينية   هى الوكالة المسئولة عن الاستخبارات والأمن فى جمهورية الصين الشعبية، فهى الوكالة المنوط بها مكافحة التجسس والإستخبارات الخارجية والأمن السياسى ،  ويقع مقرها الرئيسى بالقرب من وزارة الأمن العام لجمهورية الصين الشعبية فى بكين .  
وتنوه  الباحثة إلي أن 
         الصين تحاول ومن خلال أجهزة استخباراتها وعملائها المنتشرين حول العالم أن تنافس الولايات المتحدة وأن تصبح قوة عالمية لا يستهان بها وهى تبذل كل الجهود لبلوغ هذا الهدف ،  مبينة أن                                                                             
       "وزارة أمن الدولة" الصينية  ، أثبتت كفاءتها من خلال التدابير الفعّالة ضد المؤامرات الخارجية والأنشطة المضادة للنظام الإشتراكى فى الصين، كما تؤكد بعض التقارير الإستخباراتية   وجود ما لا يقل عن (120) ألف عميل تابعين لها يعملون تحت غطاء غير رسمى فى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا واليابان معظمهم رجال أعمال ومصرفيين وعلماء .
وتري الباحثة أن 
      "الرغبة الصينية" فى تحديد مسار "الإنتخابات الإسرائيلية" بين "نتنياهو" و "غانتس"  ربما تأتي من خلال هذا الوجود الصينى الكبير فى "إسرائيل"، والتى تعتبرها "حكومة بكين" مهمة فى إطار المبادرة الصينية العملاقة للحرير والطريق،  كما  أحدثت الشركات الصينية تقدمات كبرى فى إسرائيل، تشمل: السيطرة على شركة الغذاء المحلية العملاقة "تنوفا" عام 2014، وإدارة موانئ حيفا وأشدود ".  
وتضيف  أن  "التدخل الإستخباراتى" الصينى فى "الإنتخابات الإسرائيلية" وحسمها لصالح "نتنياهو" وليس "غانتس" ، ربما يكون مدفوعا أيضا بموافقة   "نتنياهو"على تلك الصفقة الضخمة التى تمنح مجموعة "شنغهاى للموانئ الدولية" الصينية بإدارة محطات الحاويات فى ميناء (حيفا) ابتداء من عام 2021 ،   وتواصل : لعل السبب الجوهرى الذى يدفع "الإستخبارات الصينية" للوقوف وراء "نتنياهو" هو رغبة بكين فى السيطرة على موقع إستراتيجي كبير فى ميناء (حيفا) بالقرب من قاعدة عسكرية بحرية إسرائيلية، وهو الأمر - الذى إذا ما حدث – فإنه قد يضر بالوجود وبالقواعد الإستخباراتية الإسرائيلية، بل والأفدح أن ذلك التواجد الصينى – إذا ما نجح فى ذلك –   قد يمنع السفن العسكرية الأمريكية من دخول ميناء حيفا نفسه، وهو ما تحاربه الاستخبارات المركزية الأمريكية   بقوة داخل الأراضى الإسرائيلية لمواجهة هذا النفوذ الإستخباراتى الصينى المتغلغل.                                                                   
      وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، أدت المخاوف من التدخل الصينى المتنامى فى قطاعات هامة للأمن القومى الإسرائيلى إلى إلغاء وزارة المالية الإسرائيلية صفقات صينية كبيرة لشراء شركتى التأمين العملاقتين الإسرائيلتين، وهما: "كلال" و "فينكس" عامى 2016 و2017 على التوالى ،  مع وجود "إتهامات صينية صامتة" بأن "ناداف أرغمان" مدير جهاز "الشاباك الإسرائيلى" قد شارك فى إتخاذ هذه القرارات ضد مصالح الصين .                            
     وتتفق المخاوف "الإستخباراتية الإسرائيلية" مع المخاوف الأمريكية، فخلال زيارة مستشار الأمن القومى الأمريكى "جون بولتون" إلى إسرائيل فى يناير 2019، دعا "بولتون" صراحةً 
 المسئولين الإسرائيليين لاتخاذ موقف أشد ضد شركات الإلكترونيات الصينية 
                                                                "        و "هواوى"  ZTE
      وتواصل أنه 
      فى السنوات الأخيرة، عززت إسرائيل بقيادة (بنيامين نتنياهو) علاقاتها الإقتصادية والتجارية مع الصين، حيث فازت العديد من الشركات الصينية المقربة من السلطات فى بكين فى العديد من المناقصات لمشاريع بنية تحتية فى إسرائيل ، ومن أهمها: مشروع سكة القطارات الداخلية فى تل أبيب،  بالإضافة إلى مشروع ميناء حيفا الجديد،  موضحة أنه  ظل هذه التطورات، تشعر الإدارة الأمريكية بالقلق، خاصة وأن القوات البحرية الأمريكية ترسو عادة فى ميناء حيفا الإسرائيلى، وسط مخاوف من تجسس صينى لا يمكن منعه على تلك القواعد والقوات الأمريكية ، لافتة إلي أن  مسئولين أمريكيين  كرروا خلال جميع زياراتهم إلى "تل أبيب" تحذيراتهم للمسئولين الإسرائيليين قائلين لهم بشكل صريح : "نظموا موضوع التجارة مع الصين، أو سننظمه نحن ".
وفي هذا الإطار ، دعت دراسة صدرت مؤخراً عن "معهد أبحاث الأمن القومى" فى جامعة تل أبيب، إلى متابعة الصراع الأمريكى - الصينى حول سوق التكنولوجيا العالمى خاصة داخل "تل أبيب"، لما يمكن أن يمثله ذلك من خطورة على أمن إسرائيل ، حيث حارب الولايات المتحدة الشركات الصينية داخل اسرائيل ، كما تتهم    واشنطن شركة "هواوى" الصينية بزرع أجهزة تجسس فى هواتفها الخلوية داخل إسرائيل، وأنها تتعاون مع إيران وكوريا الشمالية "
وتوضح الدكتورة نادية حلمي أن 
        الرد الإستخباراتى الإسرائيلى  علي واشنطن في هذا الشأن جاء صريحا - وربما لأول مرة -    بواسطة  سلطة حماية المعلومات التابعة لجهاز الأمن العام (الشاباك)،  بالرد نصا   :  (أننا لا نسمح للصين ببناء بنية تحتية للاتصالات من أى نوع فى إسرائيل، مع إجبار جميع شركات الاتصالات الإسرائيلية على الانصياع لهذا "الموقف الأمنى" من عدم التعامل مع الجانب الصينى فى هذا الصدد، والامتناع الإسرائيلى عن إدخال مركبات ومعدات صينية دقيقة فى أجهزتها ).                                                                             
        ولكن، وعلى الرغم من رد سلطة حماية المعلومات التابعة لجهاز الأمن العام (الشاباك) على الجانب الأمريكى فى هذا الصدد، إلا أنه يتوقع أن تكون هناك مدن وبلدات إسرائيلية ضالعة فى تعاون تكنولوجى كبير مع الصين، وهو ما اعتبرته الدراسة البحثية الصادرة من "مركز أبحاث الأمن القومى" فى تل أبيب، من أنه قد يشكل "خطراً مستقبلياً" على أمن تل أبيب ، لافتة إلي زيارة                                                                                      
        وفد صينى مؤخراً، إلى إسرائيل بعد تردد أنباء عن أن مدينة (نتانيا) الإسرائيلية هى واحدة من أكثر المدن المتقدمة فى مجال إدارة مدينة ذكية، مع سعى الوفد الصينى إلى تعزيز العلاقات التجارية مع هذه المدينة الإسرائيلية. 
 وتقول الباحثة إنه ربما كان هناك  تعاون وثيق بين الاستخبارات الصينية والإسرائيلية يثير حنق واشنطن فى مجال إدارة المدن الذكية الإسرائيلية الغنية بالتكنولوجيا الصينية، لذا، جاء رد جهاز "الشاباك" الإسرائيلى على الجانب الأمريكى بأنه لا تعاون فى هذا الصدد، على الرغم من "صراحة" هذا التعاون بين الجانبين الصينى والإسرائيلى بعيداً عن أعين الأمريكان .           
      وتثير الاستثمارات الصينية فى إسرائيل، وخصوصاً فى ميناء حيفا، قلقاً أمريكياً كبيراً، أستدعى زيارةً من مستشار الأمن القومى الأمريكى (جون بولتون) إلى "تل أبيب" فى 7 يناير 2019، وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن "موضوع الاستثمارات الصينية شكل "الوجبة الرئيسية" خلال اللقاء الذى جمع بين "بولتون" و "نتنياهو"، وهو صلب الإهتمام الأمريكى ، كما 
          جاء  في هذا الإطار تحذير وزير الخارجية الأمريكى (مايك بومبيو) فى حديث له يوم 21 مارس 2019، من هذا الانفتاح الاقتصادى الإسرائيلى على الصين، مشدداً على أنه: "إذا انتقلت أنظمة صينية معينة إلى أماكن معينة فى إسرائيل، فإن هناك إشكاليات قد تطرأ على قدرة الولايات المتحدة على العمل المشترك مع إسرائيل ولن نتمكن فى بعض الحالات من القيام بذلك ".

ليست هناك تعليقات: