الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سيرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم (الحلقة الثالثة والعشرون)


الحلقة (23)
يلا صلوا على النبى :)
محنة مدينة " الطائف" و إيذاء الحبيب ﷺ (ج1):'( <3
زي مقولنا إمبارح مات "أبو طالب" عم النبى و ماتت خديجه زوجته ويحزن النبى عليه الصلاه و السلام حزن شديد و يبدأ الإيذاء يتضاعف على النبي عليه الصلاه و السلام, و يكون ماشى فى طرقات مكة فيرمو عليه طوب و رملة, ويتوعدوه بالقتل والدبح, بعد ما كان عمه أبو طالب بيحميه.فيضيق صدر رسول الله, وتثبته  الآيات الكريمات : ""وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت""، ""فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ""و يفضل القرأن يثبت الرسول ﷺعلى الإيذاء ده...
طيب ليه مات ابو طالب وخديجة دلوقتى بالذات؟ كان لازم يحصل كده, عشان النبى يعرف أنه ليس له إلا ربه سبحانه وتعالى, دايماً لما ربنا بيقبض حد عزيز عليك بيكون رايد يعلمك إن انت ملكش غيره...و يستجيب النبى و يتوكل على الله أشد التوكل,و فضلت قريش تضيق على النبى تضييق شديد و ليل نهار تتوعد النبى بالقتل, والنبى مش عارف يعمل ايه؟, ففكر يسيب مكه..  أرض الله واسعة.. و يروح لبلد يعرض عليها انها تحميه و ساعتها يقدر منها يكمل الدعوه لدين الله عزو جل.ففكر النبى يخرج لبلد إسمها الطائف,

 إشمعنا إختار الطائف ؟ لإن الطائف هى القوة الموازية لقريش داخل الجزيرة العربية, اصل قريش فى مكه أكبر قبيلة داخل الجزيرة العربية وذات حسب ونسب, وبعدها على طول قبيلة ثقيف فى الطائف ..و دايما كان بين الطائف و قريش تنافس ان مين فيهم يكون رقم واحد. . عارفين الآيه دى : "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم" والمقصود بالقريتين: (مكة والطائف), تفسير الأية دى إن الكفار بيقولو ليه القرأن منزلش على سيد مكة أو سيد الطائف؟ , فرد الله عز وجل فى الأيه اللى بعدها عليهم و قال: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".
 المهم عشان كده الرسول اختار الطائف لإنها قوة تحميه ،فخطط الرسول انه يروح الطائف و يعرض عليهم الإسلام وبعدين يطلب منهم الحماية, ولو وافقو حيرجع لمكة يجيب أصحابه عشان يكونو فى أمان معاه, اصله محبش ياخد اصحابه من البداية عشان لو الطائف رفضت فيبقى الموضوع تم فى هدوء وفى السر ومن غير شوشره وساعتها حيقدر يرجع لمكه من غير ما تعرف أنه لجأ لبلد تانى فساعتها قريش تأذيه اكتر ..
طيب إزاى النبى حيقدر يخرج من مكة من غير ما قريش تعرف و تحس بيه فتمنعه ؟ النبى قرر يخرج من غير ناقه..رغم أن أرض الطائف عالية فالمشى ليها حيكون صعوداً, وهى على بُعد 100 كيلو من مكة..و كمان ماخدش معاه لا أكل ولا شرب.. طب ليه كل ده؟ عشان محدش ياخد باله إنه حيمشى مسافة بعيدة فيراقبه..اللى بيحصل ده زى ما نكون خارجين من بيتنا من غير عربيه و لا شنطه ..فأى حد حيشوفنا بالهيئة دى حيعرف إننا حنقضى مشوار قريب وراجعين، لكن لو معانا شنطة فى ايدينا ومفتاح عربية الكل حيفهم إن مشوارك بعيد, فساعتها ممكن تتراقب ..وده نفس اللى فكر فيه رسول الله..
طيب و توقيت الخروج ؟ النبى اختار يخرج فى عز الضهر فى حر مكة الشديد والشمس عمودية, عشان تكون مكة هاديه و أغلب الناس فى بيوتها ومحدش يشوفه، طيب هل حياخد ابو بكر الصديق و عمر بن الخطاب معاه؟ لاء مش حياخد معاه أبو بكر ولا عمر لإن قريش عارفة إن النبى بيعتمد عليهم وهما دراعه اليمين فلو أخدهم حيفهمو إنه بيخطط لحاجة.. بس حياخد معاه زيد إبن حارثة بس ( فكرينه ^_^ ؟ دا  اللى خديجه ادتهوله هديه والنبى بقى يعامله زى ابنه .. ده الصحابى الوحيد اللى اسمه مذكورا لفظآ فى القرآن)
المهم الحمدلله النبى رتب كل حاجه ..بس عايز ألفت نظركوا لحاجه جميله اوى، الصحابة بيقولو : "كنا نرى رسول الله ياخذ بالأسباب حتى نقول انه لا يتوكل على الله, ونراه يتوكل على الله حتى نقول أنه لا يأخذ بالأسباب"... كان بيتوكل على الله 100% وياخذ بالأسباب 100% ، عمل كل الإحتياطات عشان ميتراقبش و هوه خارج من مكه وفى نفس الوقت عارف ان ربنا هو الحفيظ القدير و أن اللى رايده ربنا حيكون..
و يوصل الرسول للطائف, اكيد حتقعد بقى ترتاح شويه يا رسول الله بعد المشوار الطويل ده؟ لأ..مش حيرتاح ..تخيلوا!! حيروح  على سيد القبيله عشان مينفعش حد يدخل البلد من غير إستئذان سيدها ويبدأ يعرض عليهم أنهم يحموه عشان يدعوا إلى الله..
 راح على سيد القبيلة فى الطائف  و كانوا  3 أخوات : عبد ياليل، حبيب ، مسعود التلاته أخبث من بعض ..
و يوصل لبيتهم و يدخل عليهم صلى الله عليه و سلم ..تخيلوا الحالة الجسدية والنفسية للرسول وقتها بعد الطريق الطويل ده مع الحرص انه قلقان ان مكه تحس بيه و رغم ده شوفوا حيواجه ردود افعال صعبه جدا من سادات الطائف.. اول حاجه عرض النبى عليهم الإسلام, لكن موافقوش..فقال النبى لهم "يا معشر ثقيف  إذا رفضتم الإسلام, فهل تحمونى أنا وأصحابى؟ حتى أبلغ دين ربى للناس فإن قريش منعتنى أن أبلغ دين ربى؟"
فيردوا و يقولوا : "لا والله أبداً" و رفضوا يحموه عليه الصلاه و السلام ،فقال النبى: " إن ابيتم الحماية, فأقسمت عليكم لا تخبرو قريش إننى جئت استعين بكم عليهم".. أصل لو قريش عرفت إن النبى راح للقوة المنافسة ليهم عشان يحتمى بيهم  ممكن تقتله او مش حتدخله مكة تانى .فرفضوا جدا وقالوا : "والله لنخبرنهم".و راح واحد منهم قايل "قم يا فلان, فاركب فرساً و اسبقه لمكة وقل لهم إن محمد بن عبد الله جاء إلينا ليستعين بنا عليكم, فرفضناه من أجلكم".وطبعاً قام الراجل وطيران على مكة وكل ده و النبى واقف..
و مش بس إكتفو بكده, ده كمان واحد منهم قال: "يا محمد أما وجد ربك خيراً منك يرسله؟".والتانى راح قايل: "يا محمد إما ان تكون نبياً حقاً فأنت أعظم من أن اكلمك, وإما ان تكون كذاباً فأنت أحقر من أن اكلمك. يعنى من الاخر بيقوله مش حكلمك o_O و التالت قال: "والله يا محمد لو رأيتك متعلق بأستار الكعبة تُقسم بأنك نبى، ما صدقتك أبدآ".. و بعد ما سمع النبى كل الكلام ده, قالهم: "يا معشر ثقيف أبيتم الحماية وأبيتم بأن لا تخبرو قريش وأبيتم الإسلام ..فدعونى أرحل"...
فردوا عليه و قالوا : "لا والله حتى تُضرب وترجم بالحجارة, حتى لا تعود هنا مرة أخرى"..ويمسك النبى إيد زيد بن حارثة و يخرج من البيت, ويخرج وراهم زعماء الطائف ويجمعوا سفهاء الطائف ويقولوهم:  محمد حيعدى من هنا، تقفوا له صفين يمين وشمال و ترموا عليه كل ما تصل إليه إيديكم من طوب و حجاره و رملة, و تضربوه ضرباً مبرحاً حتى لا يرجع هنا مرة اخرى...
ويعدى رسول الله صلى الله عليه و سلم و يترمى عليه الطوب والزلط والرمال, وتخيلو بئه الوضع ده و كل حد فيهم بيرمى بعزم قوته..و يبدأ ينزف و رجليه تتعور لإنه بيجرى على طوب فتتشقق قدميه, فبيجرى و وراه خط من الدماء..وكان زيد بن حارثة بيحاول يحميه فبقى يحضنه و يدخل راس النبى جوه صدره عشان الضرب ييجى فيه و ميجيش فى رسول الله, وبدأ ينزف زيد وينزل الدم على شعر النبى..
و وسط القسوه اللى بيتعرض لها النبى و وسط نزيف من دم النبى الشريف ،يقوم النبى طول الطريق بسرعه يحاول يضمد جروح رجله .. طب ليه؟ خايف على نفسك يا رسول الله زى اى حد فينا؟ لأ .. الرسول عليه الصلاه و السلام بيضمد جراحه عشان دمه الشريف مينزلش على ارض الطائف..اصل النبى خايف من ان الارض تشهد على اهل الطائف يوم القيامه ..(بتضمد الجراح !!رغم انك اتأذيت يا رسول الله و مكنتش مضطر تعمل كده .. صدق من سماك رحمه للعالمين  :') ♡)
و يمشى رسول الله بسرعه بسرعه وأهل الطائف وراه بيضربوه لحد ما وصل بستان بتاع اتنين اخوات واحد اسمه عتبة و التانى شيبه بن ربيعة، عتبة و شيبة كانوا كفار, لكن منظر النبى ساعتها لا يتحمله بشر..فبسرعه فتحوا له باب البستان, فيدخل الرسول و زيد, و يقفل عتبة و شيبة الباب عشان الناس من وراهم متدخلش.. و بدأ زيد يتطمن على رسول الله ويضمد جراحه...
ويرفع رسول اللهﷺ ايديه للسماء يدعى, أصله أفتكر أن ده حصل له بسبب تقصير أو غلط عمله وبسبب ده حصله اللى حصل ..فبدأ يدعوا و يقول: "اللهم انى اشكو اليك ضغف قوتى (جسمى ضعيف) وقلة حيلتى (مش عارف اعمل ايه) وهوانى على الناس (هونت على كل الناس), انت رب المستضعفين وانت ربى, إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى (الطائف) أم إلى قريب ملكته امرى (مكة), إن لم يكن بك غضب عليا فلا ابالى, اعوذ بنور وجهك الذى اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل على غضبك أو ينزل بى سخطك, ولك العتبة (يعنى عاتبنى وعاقبنى يارب) حتى ترضى, ولا حول ولا قوة الا بك"..شايفين ماقلش يارب ليه عملت فيا كده ..ابداً !!.. انك لعلى خلق عظيم يا حبيب الله..

ليست هناك تعليقات: