الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

الدكتور محمد المختار المهدى في خطبة بعنوان الهوية الإسلامية تبدأ من الصغر :

علينا تعليم الأطفال القرأن والسنة
أعداء الإسلام يزرعون في المسلمين روح الاستسلام والهزيمة
التوبة تحتاج الى مسابقة ومصارعة مع النفس
يجب استنهاض الهمم بالأمة الإسلامية

كتبت: ريهام سعيد
يقول الدكتور محمد المختار المهدى أن الرسول- صلي الله عليه وسلم- قدوة الخلق والطريق إلى الجنة
ولقد وصانا الله عز وجل بالتقوى والعمل الصالح ويقول عز وجل - وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا وذلك خلال خطبة عقدت مؤخرا بعنوان الهوية الإسلامية تبدأ من الصغر في مسجد الشهداء بمدينة نصر
ويقول ان التقوى هي الميزان الصحيح لأقدار الناس امام الله فيقول" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" والوسيلة الوحيدة لتنزل رحمة الله على الإنسان وإعطائه نورا ليسير به أمام الناس كما أنها تعطى المؤمن فرقان يميز به بين الحق والباطل وبين الثواب والخطا قال تعالى " ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم " مضيفا ان لها مردود ملموس فهى تخرج المرأة والأمة من أى مأزق وأزمة وتفتح أبواب الرزق الواسع وتقود إلى جنه النعيم
" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا , وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرً"
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " من معجزات الإسلام أن منهج التعليم والتربية يبدأ منذ الصغر من أول ولادة الانسان حتى تنسجم الفطرة مع وحى الله
ويقول المصطفي – صلي الله عليه وسلم- كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "
كما يؤكد فضيلة الدكتور المختار المهدى انه يجب علينا ان نبدأ مع الطفل المنهج الإسلامي ونسمعه أيات الله حين يستطيع الكلام ونحاول ان يحفظ كلام الله فان ذلك يزكى روحة وينمى لديه القيم القرأنية والأخلاق الإسلامية ويستوعب شمولية المنهج الإسلامي 
لانه هو المقياس على غيره فإذا تعرض بعد ذلك لأي فكر او ثقافة قاس ما يقرءوه مستقبلا على ما استقر في وجدانه وهو صغير لأنه هو الحق
ويذكر ان المصطفي – صلي الله عليه وسلم- حين يرى سيدنا عمر بن الخطاب ومعه جزء من التوراة يقراه ومازال القران ينزل ومازال الإسلام يبدأ في تثقيف أصحابه قال لعمر والله لو كان موسي حي ما وسعه إلا إتباعي وأمره ان يعكف على متابعة كلام الله وجاء القران ليوضح مهمة المصطفي في التربية فيقول مرارا في كتاب الله " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " ثم يتحدث القران عن ان هذا المنهج ليس خاص بعصر نبينا محمد إنما هو مستمر إلى الأبد ويصفح بقوله ذلك "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " مؤكدا ان المقصود من الأيات ليس سماع القران وتزكية الروح وتعليم ما جاء من عند الله إنما المقصود أن نعمل بما سمعناه وبما قراناه وتعلمناه وإلا كنا كالحمار يحمل إثقالا ويضرب لنا مثلا بقوم موسي " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين " ويضيف ان هذا ليس وصف وانما مثل يضربه الفرقان لكل من يسير على منواله.
وأضاف ان من يعلم عن كتاب الله ودينه ولا يعمل به يسلك مسلك المكذبين والذى تعلم ولم يعمل كالذى لم يتعلم ولم يعمل مصيرهم واحد
موضحا ان أول وصول لأعداء الإسلام الى أرض الإسلام يقلب الميزان ويقوموا بتعليم أبنائنا في طفولتهم لغات أجنبية ويضع أمامهم النمط الغربي على انه المثال النموذجي والرمز الإيجابي بحيث يكون المعيار لما سيأتي بعد ذلك فإذا علمنا أولادنا منذ الصغر حضارة الغرب وفتن للعلم ونظر للمناهج والدساتير والنظم الغربية قبل ان يعرف ما في الاسلام جاءت قراءته للإسلام ضعيفة ويقيسها على ما فهمه أولا من فكر الغرب وهذه هى الطامة التى نعيش فيها الآن .
فإذا سالت احد من المثقفين الذين رضعوا الثقافة الغربية وصار منهجهم هو التلوين من شان الحضارة الإسلامية وتاريخها ومن شان المنهج الإسلامي والدستور نجد أن السبب في ذلك هو تنشئتهم في الصغر على تعاليم الغرب وانقلبت الأوضاع فبدلا من دراسة الإسلام أولا ثم يقرؤوا بعد ذلك من الثقافات الغربية الأخرى فيقيسوا ما سمعوه بما تلقوه من قبل وهو الحضارة الإسلامية وسوف ينحازون الى ثقافتهم الأصلية .
وفي عهدنا هذا نرى التكالب على المناصب وعلى المنافع الشخصية والفئوية والحزبية وهذا ليس من تعاليم الإسلام فمبادئ الإسلام تقوم على أن كل من يعيش على ارض الإسلام له حقوق متساوية وعليه واجبات متساوية مؤكدا ان العدل هو أساس المنهج الإسلامي لا فرق بين أحد فالقانون واحد صادر من القوة العليا التي لا يجادل في سيطرتها وهيمنتها علي الخلق أجمعين
والمطالبات الفئوية التى نسمع عنها الآن لا تنبع من القيم الإسلامية
التى منها قيم العدالة المنضبطة التي جاء بها الرسل أجمعون
فيقول تعالي " وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط "
كما وضح اننا ان لم نخضع لكتاب الله والوحي بشطريه القران والسنة سنظل في متاهات وخلاف وانشقاق وان من يبحث عن مصلحته الآنية ولا يدرك انه مهما نال من مال أو منصب أو سلطان أو مكانة أو زعامة فكل شيء سيضيع في لحظة ما فبينه وبين القبر طرفة عين وأما ان نترك الزينة وإما ان تتركنا هي
ويقول اله عز وجل " : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا . "
كما ذكر ان الكثير منا يستبعد يوم القيامة مع انه يذهب في لحظة ولن نعود للدنيا مرة أخرى وتبدأ مرحلة البرزخ الى يوم يبعثون وهذا الموعد ليس لدينا اى إشارة له والله وحده هو الذي يعلم الغيب
ومسالة التوبة تحتاج الى مسابقة ومصارعة مع النفس ويعيش الإنسان لله ولرسالة الإنسان التي اصطفاه الله ليحملها للعالمين .ولابد ان يكون الإنسان نموذج للدين وأخلاقة وتراحمه والكلمة الطيبة .
كما يوضح ان التعليم والتربية ان فات شبابنا منذ الصغر يجب ان يبدوا ألان فليس هناك وقت للضياع حتى يأتى الموعد لترك الحياة فنندم بعد ذلك وعلينا ان نعدل سلوكياتنا على ما يطلبه الله ونعكف على كتاب الله وسنة نبينا محمد – صلي الله عليه وسلم- قبل ان ننزلق في ثقافات الآخرين فما جاء من عند الله كفيل بإنقاذ الأمة والعالم إن صدقت النيات والأعمال.
ويدعو الله ان نكون ممن امنوا بالله والرسول ولم يروه ورفعوا راية الدين في وجه المغرضين.
كما تحدث فضيلته عن ما يسود وسائل الإعلام عن ضياع القدس وفلسطين وتهويد مدينة القدس واقتراب المسجد الاقصي من الهدم والترويج بأن الأمة الإسلامية أمة منهكة منهارة ضعيفة لا يمكن ان تقف امام اسرائيل وعدم وجود أحد يقف خلفها
ويوضح الدكتور المختار المهدى انه يفكر الأمة بمعطيات الإسلام والتاريخ فمن كان يظن ان رأس الظلم يزول بهذه السهولة ويتسائل من الذي تولى الأمر ومن الذى انزل الرغبة في قلوب البشر؟ ومن كان يظن ان الصليبين الذين استولوا على المسجد الاقصي ان ينتصر عليهم صلاح الدين
كما يذكرنا بأمثلة من حياة النبيى – صلي الله عليه وسلم- فمن كان يظن ان يهزم المسلمون أعدائهم سواء في بدر او احد او بنى قينقاع او بنى النضير
موضحا ان السبب الحقيقي في نصر المؤمنين في هذه المعارك هو الايمان بالله وبرسوله وان الله عز وجل يقف بجانبنا
كما ذكر ايضا مثال سيدنا موسي عليه السلام الذى وقف امام البحر وليس مع سفن وورائه فرعون وجنوده ويقول له اصحابه انا مهلكون لا محالة ويرفض سيدنا موسي الواقع ويقول كلا ان معى ربي سيهدين
وسيدنا محمد ومعه ابو بكر الصديق وفي الغار لوحدهم ويقول له ما بالك باثنين الله ثالث هما مؤكدا على ضرورة إستنهاض الهمم بهذه الامة المبعثرة وتوحيد الأمة علي هدف مشترك ويكون هو السبيل الوحيد لتجمع الأمة علي استرداد مقدساتها لافتا إلى أن أعداء الإسلام يزرعون في المسلمين روح الاستسلام والهزيمة .

ليست هناك تعليقات: