الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

الفتنة الكبرى فى مصر

منصور الرفاعى: ما يحدث جزء من الفتنة الكبرى التى حذر منها الرسول
استشهاد البنا: الرئيس يجب أن يتواصل مع القوى السياسية للوصول إلى حل
بهاء الدين شعبان: مرسى سيسحب الإعلان الدستورى فى اللحظة الأخيرة
سعد خليفة: ما يحدث فى مصر ليس فتنة وإنما خلاف فى الرأى
ثروت الخرباوي: يتسترون بالدين وسيشعلون مصر

تحقيق مصطفي أحمد
أجمع علماء الإسلام على أن الفتنة التى تحدث فى بلادنا الآن من انقسام فى المجتمع ما هى إلا جزء من الفتنة الكبرى التى حذر منها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن الفتنة الكبرى

تحدث عندما ينتشر الجهل ويغيب الإيمان عن القلوب وهو ما لم يحدث حتى الآن. وأكدوا أن معظم الفتن ا أجمع علماء الإسلام على أن الفتنة التى تحدث فى بلادنا الآن من انقسام فى المجتمع ما هى إلا جزء من الفتنة الكبرى التى حذر منها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن الفتنة الكبرى تحدث عندما ينتشر الجهل ويغيب الإيمان عن القلوب وهو ما لم يحدث حتى الآن. وأكدوا أن معظم الفتن التى حدثت فى أمة الإسلام كانت بسبب رفع الشعارات الدينية، والهدف منها سياسى. لكن الساعة لن تقوم إلا بقيام الفتنة الكبرى التى حذر منها نبى الأمة فى قوله: “لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج ـ وهو ـ القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض”.. ويتضح من قول الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن الفتنة التى تعانى منها بلادنا ليست الفتنة الكبرى، إنما هى جزء منها وقد تقود الأمة إلى الهلاك.. وفى عهد الخليفة الرابع عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ قام بتعيين والٍ على الكوفة وعندما احتج أهل الكوفة ورفضوا هذا الوالى تراجع عثمان فى قراره وقام بتعيين والٍ آخر استجابة لرغبة أهل الكوفة وتجنباً للفتنة. والتراجع فى القرار ليس عيباً ولا يقلل من قيمة الحاكم طالما أنه فى صالح الأمة
التى حدثت فى أمة الإسلام كانت بسبب رفع الشعارات الدينية، والهدف منها سياسى. لكن الساعة لن تقوم إلا بقيام الفتنة الكبرى التى حذر منها نبى الأمة فى قوله: “لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج ـ وهو ـ القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض”.. ويتضح من قول الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن الفتنة التى تعانى منها بلادنا ليست الفتنة الكبرى، إنما هى جزء منها وقد تقود الأمة إلى الهلاك.. وفى عهد الخليفة الرابع عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ قام بتعيين والٍ على الكوفة وعندما احتج أهل الكوفة ورفضوا هذا الوالى تراجع عثمان فى قراره وقام بتعيين والٍ آخر استجابة لرغبة أهل الكوفة وتجنباً للفتنة. والتراجع فى القرار ليس عيباً ولا يقلل من قيمة الحاكم طالما أنه فى صالح الأمة.
يوضح منصور الرفاعى عبيد ـ وكيل وزارة الأوقاف سابقاً ـ أن الفتن الموجودة الآن على الساحة المحلية والدولية هى مما حذر منه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم، ولكنها ليست الفتنة الكبرى لأنه عند حدوث الفتنة الكبرى سيكون الناس كلهم جهلة لا يعرفون من أمور دينهم شيئاً ويتخبطون فى حياتهم بسبب الجهل الذى ينتشر بينهم، ولا يجدون مرجعاً دينياً يرجعون إليه ويستفتونه فى أمور دينهم.
ويضيف منصور إننا ـ والحمد لله ـ مازالت مساجدنا عامرة برجالاتها وعلمائها والجامعات الإسلامية، تملأ العالم، حتى فى أوروبا انتشرت بالإضافة إلى انتشار أقسام تدريس الدين الإسلامى فى الجامعات الأجنبية وهو ما يدل على أن الخير مازال موجوداً والشر موجود وسيأتى يوم يكون فيه الشر فقط.
ويؤكد منصور الرفاعى عبيد أن ما يحدث الآن من فتن فى الشارع المصرى وغيره من دول العالم الإسلامى هو جزء من الفتنة الكبرى التى حذر منها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث وضح ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ بأن الأمة بكل طوائفها ستنطوى تحت حزبين هما حزب الله وحزب الشيطان، فحزب الله يدعو للتسامح والتعايش السلمى ونشر الأمن وحسن الظن بالناس والرحمة والصدق والأمانة إلى غير ذلك من الأخلاقيات الكريمة.. مشيراً إلى أن الفتنة الموجودة فى بلادنا نشأت من أمر واحد وهو عدم اتحاد الكلمة وعدم وحدة الصف وإساءة الظن بالآخرين وكل حزب بما لديهم فرحون، وأن هذه الفتنة التى تشعل نيرانها فى الدول الإسلامية وفى بلادنا إنما ترجع إلى أن الإيمان فى القلوب مات، وأن مواجهتها ـ أى الفتنة - تكون بإحياء الإيمان فى القلوب وأن يحب الإنسان لغيره ما يحب لنفسه والبعد عن التشرذم والتخريب.
وللأسف ما أكثر الأحزاب فى بلادنا، وهى التى نشأ عنها الاختلاف الذى قد يؤدى إلى انتشار الفتن، حيث إن كل حزب بما لديهم فرحون وهو ما حذر منه الله ـ عز وجل ـ ورسوله الكريم ـ عليه الصلاة والسلام.
ويرى عبيد أن علاج هذه المشاكل يكمن فى أن تقوم المؤسسات الإعلامية والتربوية والدينية فى تناغم واحد ودعوة واحدة تهدف إلى التماسك والترابط والإصلاح النفسى، لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم وليقذفن فى قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟، قال: حب الدنيا وكراهية الموت، قالوا أو من قلة نحن يا رسول الله؟، قال: لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل”، ولذا وجب على العلماء توعية الجماهير وإصلاح المجتمع مع عدم التعصب لحزب أو لفئة أو لجماعة ويكون التعصب للحق بالرفق واللين والكلمة الهادئة.
وبدأ ثروت الخرباوى ـ المفكر الإسلامى ـ حديثه بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حذر من وقوع الفتن وما أكثرها التى تمر بها الأمة، وهى كما وصفها نبى الأمة كقطع الليل المظلم أى أن الأمة تعيش من خلال هذه الفتن فى ظلام دامس.
وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج ـ وهو القتل ـ حتى يكثر فيكم المال فيفيض”.
فهذا الحديث وغيره من الأحاديث النبوية التى تناولت قضية الفتنة تؤكد أن الأمة الإسلامية لا تمر بفتنة واحدة بل فتن متعددة، ونحن الآن نمر بفتنة من الفتن التى حذر منها نبى الأمة، وذلك لأن أمتنا مبتلية بالفتن وهو ما يتضح من أحداث التاريخ الإسلامى، حيث إن أمتنا مرت بفتن كثيرة بدءاً من فتنة على ومعاوية والتى ترتب عليها انقسام الأمة إلى خوارج وشيعة، وفتن المعتزلة وخلق القرآن وغيرها من الفتن التى تؤكد حقيقة واحدة، وهى أن من تسبب فى إشعالها ممن يحملون شعار الدين ويشيعون أنهم يملكون الحق ومن أهله وأن ما دونهم هم أهل الباطل.. وبالتالى فإن أساس الفتن هو ارتداء ثوب الدين وهو ما يؤدى إلى انقسام المجتمعات، وهذا ما يحدث الآن فى بلادنا، حيث إن التيارات الإسلامية ـ وبصفة خاصة ـ الإخوان بدأوا فى تقسيم المجتمع إلى قسم دينى وآخر معادٍ للإسلام، وهذا معناه أن الفتن أساسها الاتهام فى العقائد، معتمدين على أن من يخالفهم ـ أى الإخوان ـ يكون مخالفاً فى العقيدة والديانة.
وقد نصح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ باعتزال الفتنة عندما تصل إلى قمتها وإلا يكون الإنسان مشاركاً فى اشعالها ولو حتى برأى، وأن يتركز فكر أى مسلم اتهم جميعاً أبناء أمة واحدة وهى أمة الإسلام، وإذا لم يستطع أى فرد اعتزال الفتنة فليكن الإنسان متسلحاً بالمعرفة لمواجهة الفتن.
ويشير الخرباوى إلى أن الفتنة الموجودة تتخذ شكلاً دينياً، ولكن فى الحقيقة هى فتنة سياسية، حيث إن الحاكم يريد أن يتسلط، وأن مواجهته هو مواجهة الفتنة وهذه المواجهة لها طرق متعددة وليس بمجرد القول والتردد بمقولة ارحل ارحل، لأن أعلى درجات الجهاد قولة حق عند سلطان جائر، ومن ثم فلا مفر من مواجهة الحاكم الجائر بتوجيه رسائل متعددة إليه عبر الوسائل الممكنة، حتى يكون هو ومن معه من أصحاب القرار على بينة من أمرهم.
يوضح سعد خليفة ـ قيادى بجماعة الإخوان المسلمين ـ أن الأوضاع الحالية من انشقاقات بين صفوف المصريين ليست فتنة على الإطلاق وما هى إلا اختلافات فى وجهات النظر وآراء سياسية وكل فئة لها رأى تعبر عنه بالطريقة التى تروق لها.
وعلى كل الفئات والقوى السياسية الآن أن تعبر عن مطلبها بطرق سلمية صحيحة دون استخدام العنف.
ويضيف إنه لكى نتجنب الانشقاقات والاختلافات الآتية لابد لكل إنسان أن يتعامل بالديمقراطية الصحيحة ويفهموا جيداً معنى الديمقراطية وليست كما يدعون أنهم يفهمونها وكل شخص يتقبل الرأى الآخر ويتفهمه جيداً.
يوضح أحمد بهاء الدين شعبان ـ الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى أن الانشقاقات الموجودة الآن بين القوى السياسية السبب الرئيسى فيها هو إصرار التيار الإسلامى على اعتبار مصر رهينة لديه والاستحواذ على الثورة والسلطة لصالحه، دون أن يضع فى الاعتبار وجود قوى سياسية أخرى واتجاهات فكرية مختلفة عنه وأديان ومعتقدات لها حق بموجب مبدأ المواطنة والمشاركة فى صنع المستقبل وبناء المجتمع الجديد المأمول.
ويوضح أن التيار الإسلامى يريد أن يختطف الدستور ويفرضه على الشعب بأكمله دون الاهتمام بأخذ رأى القوى الأخرى وملاحظاتها وتعليقاتها على الدستور الذى وصفه “بالخطير” وسيحكم مصر طوال العقود القادمة.
ويدعو أحمد بهاء الدين شعبان الرئيس محمد مرسى إلى أن يسحب الإعلان الدستورى الذى يهدد بحرب أهلية وفتنة فى المجتمع وأن يتقى الله فى الوطن موضحاً أن مصر تستحق بالفعل دستوراً أفضل يشمل جميع طوائف الشعب.
والدستور الجديد لا يعطى فرصة للبحث عن مناطق التقاء مشترك وأن هذا الإعلان الدستورى خطير جداً لا يرضى أحداً وعلى الرئيس أن يتراجع عن المسار الخطأ والعودة للحق والاعتراف بالخطأ ليس مظهر ضعفٍ.
ويؤكد أنه يأمل فى أن الرئيس محمد مرسى سيتراجع فى اللحظة الأخيرة ويمنع وقوع الكوارث وحتى إن مات مليون مصرى من الشعب فالباقون منه لن يسكتوا للإخوان ولن يستطيع الإخوان الوقوف أمام الشعب كله، لأنه سيدافع عن نفسه إذا شعر بالظلم والاستبداد.
تؤكد الدكتورة استشهاد البنا ابنة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين أن الإعلان الدستورى لا يضيف سلطة لرئيس الجمهورية وطالبت بأن يكون الدستور حماية للشعب ويصون حقوق المصابين وشهداء وأهداف الثورة.. وتقول إن الحوار والتفاهم هو الأمثل للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف وعلى الرئيس أن يقيم حواراً مع القوى السياسية للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف.
وتناشد الشعب المصرى أن يهدأ حتى لا تزيد الانقسامات وعلى القوى السياسى تحمل مسئوليتها وأن تراعى الله فى حماية الوطن لأن مصر أصبحت لا تتحمل مثل هذه الأزمات والانشقاقات.
 

ليست هناك تعليقات: