يوسف البدري في حوار جرىء لـ “المسلمون”:
قاطعت الفضائيات الدينية لأننى رأيتهم يقولون ما لا يفعلون ويخلطون الحق بالباطل
كنت أمتلك فرقة مسرحية فاكتشفت أن المسرح طريق للفجور والرذيلة
يجب أن يدرك مرسى أنه رئيس لكل المصريين وليس للإخوان فقط
إذا أخطأ الرئيس سأقيم دعوى قضائية ضده
حوار ـ ناهد النبراوىالمفكر الإسلامى الشيخ يوسف البدرى أكد أن المليونيات خرَّبت مصر. وقال إن الإضراب والاعتصام حق مكفول فى الإسلام، لكن بشروط وضوابط وأهم هذه الشروط عدم تعطيل مصالح المواطنين وعدم توقف عجلة الإنتاج، . جاء ذلك فى الحوار الذى أجراه البدرى مع جريدة “المسلمون”، و أشار فيه إلى أن التيارات الإسلامية لم تقم الشريعة حتى الآن، رغم أن شعارها الأساسى هو “الإسلام هو الحل”.. ويجب أن يدرك الرئيس محمد مرسى أنه رئيس لكل المصريين وليس للإخوان، وأن تطبيق الشريعة يتم بصورة تدريجية وبحكمة وليس فى يوم وليلة. كما أكد البدرى أنه إذا أخطأ رئيس الجمهورية فإنه أول من سيقيم دعوى قضائية ضده مشيراً إلى أنه مازال مصراً على إنشاء وزارة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لمواجهة الفساد الهائل الموجود فى مصر وإلى نص الحوار..
◉ ما رأى الشرع من وجهة نظرك فيما يحدث حالياً؟
ـ الشرع يؤكد أنه من حق الحاكم تقييد المباح موضحاً مثالاً على ذلك أن سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فى عام الرمادة لم يطبق بعض العقوبات ولم يقطع يد سارق لأن الناس فى هذا العام قد بلغ بهم الفقر والحاجة وانقطع المطر ولم تنبت الأرض وهزلت الأغنام وكانوا يذبحون الشاة لا يجدون فيها لحماً.
وقد جاء رجل إلى عمر يشكو خادمه الذى سرقه وعندما علم عمر بأن الخادم سرق الطعام لأنه جائع قال له عمر إذا شكوته مرة أخرى لقطعت يدك لأنك الذى فعلت به ذلك وقد فرض على كل أسرة غنية أن تطعم أسرة فقيرة ويشرح مثالاً لتقييد المباح وهو أن الإنسان حر فى الشارع يسير فى الاتجاه الذى يريده ولكن بعد ظهور السيارات أصبح السير فى الاتجاهات بحرية يسبب صدامات وصراعات ودماء ومن حق الحاكم فى هذه الحالة أن يقيد السير فى الطريق وهذا يسمى تقييد المباح من أجل سلامة الناس.
◉ هل تتفق مع سياسة الإخوان الحالية؟
ـ بينى وبين الإخوان المسلمين منازعات ومشاكسات وخلافات فكرية لكن الحق أحق أن يُتبع، ويقول إنه كان تلميذ حسن البنا ولكنه ليس مع الإخوان هذه الأيام ولكن إذا كان الحق معهم فهو معهم موضحاً أنه مع المصريين ـ مسلمين وأقباطاً ـ ولا يعادى الأقباط فهم لهم حق الحياة على أرض مصر ولا يجوز ظلمهم لأن ظلمهم جريمة فى الإسلام فالقبطى كالمسلم.
والرئيس مرسى لم يرتكب ذنباً، وعلى القوى المدنية أن تعلم أن أول من أصدر وثيقة مدنية على مستوى العالم هو الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى صحيفة المدينة التى تضمنت حقوق كل المتعايشين فى أرض المدينة مسلمين ونصارى ويهوداً ومجوساً ووثنيين كلهم فى الدولة سواء.
ويضيف إنه مع كل المصريين مسلمين وغير مسلمين وعلمانيين وليبراليين وشيوعيين وملحدين لهم حق الحياة فليس هو الذى يحاسبهم والله ـ عز وجل ـ هو الذى يحاسبهم.
◉ ما رأيك فى استمرار المظاهرات والاعتصام ؟
ـ منذ قيام ثورة 25 يناير أرفض المظاهرات ورفعت دعوى أمام القضاء المستعجل وتم تحويلها إلى مجلس الدولة ولم تنظر حتى الآن طالبت فيها بألا تكون المظاهرات فى وسط المدينة حتى لا تعرقل المرور وتعطل مصالح البلاد.
◉ ما رأيك فى الانقسامات الموجودة بين القوى السياسية الآن؟
ـ الانقسامات الموجودة بين معظم القوى السياسية الآن ليست جديدة فهم دائماً منقسمون وقد قال الله تعالي: “وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ” موضحاً أن الذى يؤلف القلوب هو الله حتى أن الرسول نفسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يستطيع أن يؤلف بين قلوب العباد، ويصف التيارات السياسية بأنها “تريد جنازة وتشبع فيها لطم” على حد وصفه.
◉ صرحت سابقاً أن المليونياتر خرَّبت مصر وأن تيارات الإسلام لم تقم الشريعة وأن الإخوان استغلوا شعار الإسلام هو الحل.. هل مازلت على موقفك؟
ـ نعم.. هذه المليونيات خرَّبت مصر؛ وذلك لأنها كانت تعطل الإنتاج والمواصلات وتشل الحركة داخل البلاد وتمنع الناس من الوصول إلى أعمالهم وذلك لأنها كانت مستمرة طوال أيام الأسبوع لأنها كانت مرتجلة وغير منظمة بالإضافة إلى أن العمال كانوا يخرجون من مصالحهم وينضمون لهذه المليونيات معتقدين أنها ستأتى بحقوقهم.
◉ قضايا الحسبة التى أقمتها، صورتك بأنك عدو للمثقفين.. ما تعليقك؟
ـ هذا الكلام غير معقول وغير منطقى لأنه أولاً: ما معنى كلمة “المثقفين” هل المراد بها العلمانيون أم الملاحدة أم الليبراليون أم الشيوعيون؟ وإذا كان الأمر كذلك فأنا عدو لهم بل أنا عدو لكل ليبرالى وعلمانى وشيوعى وملحد.
وثانياً: إذا كانت كلمة “المثقفين” تعنى الكتَّاب والأدباء فأنا أحد الأدباء، لأنه نشرت لى قصص ودواوين، كما كنت صاحب فرقة مسرحية باسم يوسف البدرى عام 1961 وأغلقتها عام 1968 عندما أدركت أن المسرح ليس هو الطريق إلى الدعوة بل الطريق إلى الفجور والرذيلة.
وقد أقمت دعاوى على بعض المثقفين وهذه القضايا لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ومصر مليئة بالأدباء والكتَّاب والمحامين. وكلهم مثقفون وأنا أحد هؤلاء المثقفين. لكن القضايا التى أقمتها كانت ضد من يزعمون أنه إبداع وأعمالهم التى أقمت ضدهم الدعاوى بصددها لم تكن إبداعاً إنما كانت إسفاقاً وعدواناً على الله والإسلام وعلى الحياء والآداب العامة
◉ الرقية الشرعية ستار يتخذه الإسلاميون لجمع الأموال.. ما تعليقك؟
ـ هذا حساب للنوايا، ونحن لا يمكن أن نحاسب نوايا أحد كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “هلا شققت عن صدره وعرفت ما فى قلبه”، ولذلك لا أحاسب أحداً إلا على ظاهر كلامه والله يتولى السرائر، وأتساءل: لماذا لا يتم اتهام الأطباء الدجالين الذين يموت على أيديهم العشرات، والذين يستعملون الشعوذة والكذب والتهويل لإقناع المرضى بتعاطى العلاج مرتفع الثمن الذى يفرضه الأطباء المشعوذون عليهم، وكذلك المحامون الذين يخسرون مئات القضايا رغم أنهم يؤكدون للعملاء أن مسار القضية فى صالحهم ويكونون قد كسبوا الآلاف من العملاء مقابل بيع الوهم لهم.
◉ الصراع مع إسرائيل هل هو دينى أم سياسي؟
ـ إن إسرائيل ولدت لتزول، وأن كل الاتفاقيات المسماة بين بعض العرب وإسرائيل ما هى إلا قنابل موقوتة، وإن إسرائيل لن تتورع عن هدم الأقصى، وأرى أن اليوم اقترب لكى تزول إسرائيل حيث إن الثورات التى حدثت فى مصر وليبيا واليمن وتونس وسوريا واتحاد مصر مع السعودية إنما هذه التحركات والأحداث تنذر بقيام أمة إسلامية واحدة تسعى إلى سفك دم كل يهودى كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “لن تقوم الساعة حتى نقاتل اليهود مقتلة عظيمة فيختبئ اليهودى خلف الحجر وخلف الشجر ويقول يا مسلم ورائى يهودى إلا شجر الغرقد”.
وهو ما يؤكد أن الصراع دينى وليس سياسياً لأن اليهود لا يؤمنون بالأنبياء.
◉ طالبت بإنشاء وزارة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، هل تصلح فى مجتمعنا وهل مازالت مصراً على هذه الوزارة؟
ـ مازالت أطالب بإنشاء هذه الوزارة، بل أصبحت طلباً ملحاً فى ظل أحداثنا وظروفنا لأن الفساد عمَّ كل مكان، وأن الذين وزعت عليهم اختصاصات الوزارات تقاعسوا عن أداء دورهم.فشرطة الآداب لا تقوم بعملها، وكذلك مأمور الضرائب، ومفتش التموين فقد أهمل الكل عمله رغم أن اختصاصات الوزارات وزعت منذ عهد محمد على، لكن بمرور الزمن لم يقم المفتشون والمسئولون عن الرقابة فى جميع المجالات بأعمالهم ولذا ضرب الاقتصاد.
◉ هل وجود التماثيل محرم فى أى مكان، وما الحكم الشرعى فيها؟
ـ هذه التماثيل محرمة فمن كان يظن بعد كل هذا التقدم أن يعبد الناس التماثيل رغم تقدمهم فى الذرة مثل الهندوالصين فهذه البلاد تعبد التمثال بوذا.
◉ لماذا تقيم الدعاوى القضائية ضد أى مختصم ولا تكتفى بالردود من خلال صفحات الجرائد؟
ـ لا أرفع القضايا إلا إذا احتاج الأمر إلى إقامة دعوى قضائية؛ لأن صفحات الجرائد قد لا تصلح لقضايا أورد مظلمة أو إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة أو قضية سب وقذف، فهذه قضايا لا تصلح معها مجرد رد فى مقالة بجريدة. فعندما يعطى فاروق حسنى ثلاثة من الملاحدة جوائز هل الرد فى الجريدة سيرد الجائزة.
◉ لو أخطأ رئيس الجمهورية ما وسائل تقويمه؟ وهل يجرؤ أحد على ذلك؟
ـ سأقوم برفع قضية ضده إذا أخطأ. فعندما تولى د. محمد مرسى منصب الرئاسة قال: “إن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقوموني”. وهذا معناه أننا عدنا إلى عهد أبى بكر ـ رضى الله عنه ـ وبالتالى لابد من تقويمه إذا استدعت الضرورة ذلك.
◉ ما رأيك فى عمل المرأة بمؤسسة الرئاسة والسلك القضائى؟
ـ المرأة فى الإسلام لا يمكن أن تكون لها ولاية على الرجال لكن يجوز لها العمل فى مؤسسة الرئاسة لشئون النساء. فعندما أسست حزب الصحوة كانت هناك ولاية للمرأة لتولى شئون النساء وهو الأمر الذى كان معمولاً به أيام سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كانت السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ متخصصة فى أمور النساء وفى حضرة نبى الأمة.
أما القبطى فمن حقه أن يتولى وظيفة الوزير التنفيذى وهذا حق أساسى له. أما أن يكون رئيساً لدولة إسلامية فلا يصح.
◉ كيف يمكن القضاء على الفتاوى الشاذة فى الفضائيات؟
ـ أنا قاطعت الفضائيات الدينية لأننى رأيتهم يقولون ما لا يفعلون ويخلطون الحق بالباطل ويتكلمون عن عقائدهم ويتعصبون لها وليس لهم سعة صدر لاستيعاب كل الآراء بينما الإسلام يؤمن بالتعددية.
يوسف البدري في حوار جرىء لـ “المسلمون”:
Reviewed by Ahmed Aldosoky
on
2:20 ص
Rating:
Reviewed by Ahmed Aldosoky
on
2:20 ص
Rating:


ليست هناك تعليقات: