الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

د.سيد نافع : حفظة القرآن الكريم لا يصابون بالزهايمر في مرحلة الشيخوخة

في ندوة الإنسان والعقل من منظور دينى
    مفاجأة .. العقل يسكن القلب .. ولا علاقة له بالرأس
 
 كتبت ريهام سعيد:
فجر الدكتور سيد نافع العالم الاسلامي والباحث المتخصص في الاعجاز العلمي للقرآن والسنة مفاجأة علمية خلال الندوة التي عقدت مؤخرا بكلية العلوم جامعة القاهرة تحت عنوان"حياة الانسان والعقل من منظور ديني" حيث اكد ان محل ومكان العقل البشري في القلب ولس كما هو متعارف عليه عند عامة الناس انه في منطقة الرأس .
ودلل على كلامه ببعض الآيات القرآنية التي تعرضت للعقل مثل قول الله تعالى ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الابصار وانما تعمى القلوب التى في الصدور).
 مشيرا الى ان هذه الآيات توضح ان القلب هو محل العقل فكما أن الأذن للسمع فالقلب للعقل و القلب هو منبع الروح والروح هى حاملة الوعى وهى المسؤولة عن التفكير والإدراك والتخيل والتدبر والاحلام .
طالب د. سيد نافع ابناء الأمة بضرورة إستغلال العقل الاستغلال الامثل لاستعادة سيادة العالم مثلما كنا في عصر الاسلام حيث ان تقدم الامم لا يحدث الا عن طريق العلم والدين فالله سبحانه وتعالى لم يترك موضعا في القرآن الكريم الا وذكر قيمة العقل والتدبر وكذلك حال السنة النبوية الشريفة .
وأشار الى ان الناس كثيرا مايربطون بين العقل والمخ وهذا ربط غير صحيح لأنه يركز على الجزء المادى من هذه العملية العقلية في الوقت الذي نجد ان ذكر العقل في القرأن الكريم دائما مرتبطا بالقلب فالرسول – صلي الله عليه وسلم – قال (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ولم يقل الدماغ .مؤكدا أن القلب ذكر في كافة الأحاديث النبوية الشريفة.
وأضاف ان هذه الاحاديث اهتمت يالعقل لانه اذا صلح العقل البشري صلح سلوك الانسان واذا فسد اختل التوزان فالذى يضبط الانسان بكل مايهم به هو سلوكه العقلي . فيعتمد الانسان في اكتساب مهاراته والمعلومة والفطرة على السلوك العقلي والسلوك المكتسب .
اشار الى حديث وابصة بن معبد الذى سأل الرسول- صلي الله عليه وسلم - كيف يعرف ان هذا الامر حلال ام حرام فقال له الرسول( استفت قلبك فالبر هو ما اطمأنت اليه النفس والقلب
وكل ماهو حلال ومتفق مع الفطرة السليمة والإثم هو الذنب ماحاك في القلب وتردد في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس. فهذا الامر المقصود به استفتاء القلب السليم المؤمن القريب من الله –عزوجل- وليس اى قلب فقلب الفاسد والجاهل لا يجوز استفتاء القلب فيه لانه مليء بالهوى .
وعندما سئل ابن حنبل عن العقل فقال هو غريزة ربانية وضعها الله في قلوب الممتحنين اى المميزين في الجانب الغيبي من القلب .
  العقل سلوك
وتطرق د.نافع الى تعريف العقل بأنه شيء معنوى يستدل عليه من السلوك ويوجد فرق بين العقل كمعنى والمخ وأعضاء الحس كمادة كما ان هذا الفرق يوجد باللغة الانجليزية فهناك المخ brain والعقل mind والبحث فى السلوك العقلي في حاله نضجه وإكتماله هو بحث في معرفة العقل وخصائصة. مؤكدا ان معرفة النفس معرفة حقيقية تأتي من الاهتداء لما جاء في القرأن الكريم والسنة وفي تلك الحالة سيتم التوصل لنتائج صحيحة فيقول الله – سبحانه وتعالى –" أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" حيث تؤكد الأية ان القلب هو محل العقل فكما أن الأذن للسمع فالقلب للعقل لأن القلب هو منبع الروح والروح تحمل الوعى وهى المسؤلة عن التفكير والإدراك والتخيل والتدبر والاحلام والمادة وهى الجسد لا تفرز كل تلك الخصائص .
اضاف ان مفهوم العقل يختلف وفق الثقافات والحضارات ويختلف في المجتمعات الدينية ونظيرتها اللادينية ومايعتبر عقلانى في بيئة ومجتمع قد لايكون كذلك في غيره وبالتالى لا يجب استيراد مفاهيم ونظم غير عقلانية وتطبيقها في مجتمعاتنا يجب أخذ مايتفق مع الدين والعرف والقيم والمبادىء
قال د.نافع ان العقل في المفهوم الاسلامى مشتق من عقال الدابة للسيطرة عليها والسيطرة على قوة الشهوة والغضب وكبح جماح النفس والامساك بزمامها والعقل هو صفة للانسان المدرك لحقائق وبواطن الامور ويتفق مظهره مع مابداخله وهو انسان رزين هادىء الطبع حسن السلوك وحكيم في أقواله ومحل العقل السليم هو القلب ويقول الله -عزوجل -
( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)
وحذر من اغفال الانسان خشية الله ولذلك عليه كبح جماح نفسه والا دخل في زمرة الغافلين .كما توضح الايات ان الإدراك والعقل السليم والفهم الصحيح يكون بالقلب الحى الواعى الموجود بالصدر لا بالمخ فمثلما تكون الاذن للسمع والعين للبصر فالقلب للعقل ولكنه القلب الواعى الحى الذى يخشي الله عزوجل وهو قلب المؤمن لأن إدراكه للأمور سيكون صحيحا وبالتالى يصبح سلوكه متميز وفي الأية السابقة أعطى الله للقلب صفة العمى وتوجد قلوب مبصرة وهى قلوب المؤمنين وأعطى الله للقلب صفة الرؤية كما للعين لكن رؤية القلب تسمى بصيرة .
   عمى القلب
اشار الى ان العمى الحقيقى هو عمى القلب لا عمى العين فقد يكون للانسان عين لايبصر بها رغم انها سليمة فسيولوجيا وقد يكون له أذن لا يسمع بها وقلب لا يعقل به . فأكد ان أن صاحب القلب السليم له طباع وسلوك تختلف تماما عن صاحب القلب السقيم المريض وتختلف عن صاحب القلب الميت فالله - عزوجل-يطبع على قلب كل متكبر جبار ونستنتج ان الانسان يساوى قلب ومنشأ الطباع والسلوك في الانسان هو القلب فهو العقل الباطن لذلك قال ( استفتى قلبك وإن أفتوك ) فمن طابت روحه حسن سلوكه .
كما تحدث الدكتور سيد نافع عن التفكر والتدبر والعقل ودور القلب وأكد ان القلب مركز الفقه والتدبر وليس الدماغ كما يعتقد العلماء اليوم .
وذكر ايضا انه عندما أجريت في أمريكا عمليات نقل قلب من اسنان ميت الى حى تغير إدراكه وفكره وسلوكه وأحسوا بأنهم ليسوا بمفردهم وأن معهم شخص أخر وهذه ليست هواجس وخيالات بل حقيقة فروح صاحب القلب المنقول لها اتصال به كما قال ابن القيم (أن للروح غتصالا بالبدن في عالم البرزخ) .وقد لفت انتباه بعض أطباء الولايات المتحدة الامريكية أن هناك ظاهرة غريبة تتعلق بالمرضي الذين تم لهم زراعة القلب ووجدوا أن هذا المريض بمجرد ان تم تغير قلبه تتغير امور عميقة في شخصيته . فكانت هناك طالبة في علم النفس لديها فشل في عمل القلب واستبدلوا قلبها بقلب اخر مات حديثا فوجد الاطباء ان هناك تغيرات عميقة في شخصيتها حيث كانت لا تحب الالعاب الرياضية وبعد استبدال القلب أصبحت تدمن مشاهدة الرياضة وكان يوجد طفل قتل في حادثة قتل فأخذوه قلبه لو ضعه لطفل اخر وإذا به يري كوابيس واحلام مزعجة ويحس ان هناك شخص يريد قتله وعندما ساله الاطباء عن الشخص الذى يريد قتله ووصفه لهم وجدوا ان الذى قتل الطفل صاحب القلب الاصلي هو الذى يراه الطفل الذى نقل اليه القلب ووجد العلماء تفسير لهذه الظاهرة وهى ان القلب به مراكز خاصة بالذاكرة تشرف على عمل الدماغ وان قلب الانسان ليس مجرد مضخة لضخ الدم وتوجد برامج اودعها الله تبارك وتعالى تتحكم في القلب وتستقبل المعلومات وكل مايسمعه الانسان ويراه ويتم تخزينه في القلب ويصدر للقلب اوامر ليقوم بمهامه .
ويؤكد الدكتور سيد ان القرأن الكريم له سبق في طب القلوب عندما قال الله –عزوجل- (لهم قلوب لا يفقهون بها ) فخلايا القلب تختزن الذاكرة ومايسمعه الانسان ويراه
الروح والبدن
وتحدث عن اتصال الروح بالبدن في كتاب الروح لابن القيم ان هناك عدة انواع من تعلق الروح بالجسد منها تعلقها في بطن الام جنينا وبعد خروجه الى الارض وفى حالة النوم .مشيرا الى قول الله-عزوجل- (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى أجل مسمى إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون)
وأضاف أيضا ان العمليات العقلية في الانسان تمكننا من التعرف على حقيقة العقل ومعرفة المسؤول عن السلوك وتبدأ بالاحساس والمسؤل عنها اعضاء الحس المختلفة كالسمع والبصر متصله بالجهاز العصبي للانسان والانتباه ويقول الرسول – صلي الله عليه وسلم – كل عمل ذو بال لم يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) اى ناقص ومنزوع البركه ويشترط ان يكون الانسان في قمة الوعى والانتباه أثناء اجراء اى عملية عقلية ويقول الله تعالى (ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه )اى لا يستطيع الانسان اجراء اكثر من عمليه في وقت واحد لأن الله لم يخلق للانسان الا بؤرة احساس واحده وتم تجميع كل انواع الحس فيها ثم بعد الانتباه تأتى الادراك وهو عمليه تفسر المثيرات الحسية ةفهم معانيها والتفرقة بينها ورابعا تاتى الذاكرة ويتم فيها تخزين ماتم اكتسابه من معلومات وخبرات بهدف استرجاعها عند الحاجة اليها واذا لم يتمكن الشخص من التذكر يسمى بالنسيان ويقول الله –عزوجل- (ان في ذلك لذكرى لممن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد )
استشهد د.نافع بسورة النحل التي لخص الله عزوجل العمليات المعرفية والعقلية بها فقال تعالي
(وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فذكر الخالق عزوجل وسائل الحس المسؤلة عن نقل الاحاسيس كالعين والاذن وهى المادة البيولوجية للعقل والمعرفة والقلب منبع الروح ويتم فيه العمليات المعرفية المعقدة .
وأكد انه كلما كان الانسان قلبي الادراك كان اقرب للصواب والعقل وكلما كان اقرب للادراك الذهنى كان اقرب للخطأ وذكر ان المخ يمثل العقل الظاهر اما القلب يمثل العقل الباطن .
وأضاف ان القلب أهم واشمل فهو العقل وهو الملك وبقية الجوارح بما فيها المخ يعمل تحت إمرته ومنشأ الارادة العليا في الانسان والنيه والقصد وهو المحاسب والمدرك في شريحة البشر التى تحمل فصيلة الدم (O-B)والشريحة الاخرى ودائما تحكم العقل وتفكيرهم مادى يحملون فصيلة (A-AB) فمن الناس من يعقل الامور بقلبه ومنهم من يعقل بمخه وكل شريحة تجمعها صفات وطباع مشتركة وتؤثر في قراراتهم واختياراتهم .
واختتم د.نافع حدثه عن بعض الاشخاص الذين يرون مواقف ويعتقدون انهم تعرضوا لهذه المواقف من قبل والسبب في ذلك ان الله يختار من عباده أشخاصا قلوبهم نقية وصافية يرون اشياء تحدث لهم في المستقبل ليتأكد كل انسان ان قدره وحياته مقدره ومكتوبة عند الله عزوجل.
وذكر أيضا ان هناك بعض الدراسات التى تؤكد ان حفظة القرآن الكريم لا يصابون بالزهايمر في مرحلة الشيخوخة .مشيرا الى ان الرجوع للقرآن الكريم وتمسكنا بتعاليم الدين تمنع
عنا أمراض كثيرة .

ليست هناك تعليقات: