الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( الدعوة جهرا ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 54)


جمع رسول الله أقاربه مرة أخرى على الطعام، وبذل رسول الله من ماله في سبيل الدعوة؛ لأن الدعوة مكلفة، والداعي يعطي ولا يأخذ، يساعد ولا يطلب المساعدة، يخدم ولا يطلب الخدمة
في هذا الموعد الثاني للأقارب بادر الرسول بالكلام ولم ينتظر أبا لهب أو غيره، قال ﷺ :(الحمد لله، أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك)، هذا كلام خطير في مكة:(الله وحده لا شريك له)، أين يذهب باللات والعزى وهبل ومناة، والآلهة التي يعبدونها؟!
ثم قال :(إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعلمون، وإنها الجنة أبداً أو النار أبداً)
في هذا الخطاب القصير جمع الرسول الكليات الأساسية للعقيدة، ووضح فيه مغزى الرسالة، كما أنه أعلن الحرب على آلهة قريش وعلى المستفيدين منها، ونتيجة هذا الخطاب البسيط في ظاهره، العميق الدلالة في باطنه، حدث موقفان متباينان لأقارب الرسول 

موقف الأقربين من الدعوة النبوية:


الموقف الأول:هو موقف أبي طالب عم رسول الله ، والذي أحبه حباً يفوق حب أولاده، والذي كفله بعد وفاة جده عبد المطلب ، وموقفه يعتبر من أكبر علامات الاستفهام في التاريخ، وقف أبو طالب إلى جوار رسول الله يشجعه بكل طاقاته، لكنه ما دخل في دينه، أخذ أبو طالب كل تبعات الدين الشاقة، وما استمتع بأحلى ما في هذا الدين؛ من تضحية، وبذل، وجهاد، وعطاء، وتعب، وسهر؛ لأنه لم يؤمن،(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)[القصص:56]

قام أبو طالب فقال:ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب -أي: أسرعهم إلى نصرتك ومعاونتك-، فامض لما أمرت به. أي: أنه يعلم أن الله هو الذي أمره بذلك، ولم يأت به من عنده ﷺ، ثم يقول أبو طالب : فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب

هذا يعني أنه تيقن أنه رسول من عند الله، وأنه أمر بهذا الكلام ولم يأت به من عنده، وأنه صادق لا يكذب، ومع ذلك يقول: نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب. هذا تناقض بشع في نفس المقالة، ما الذي وقف حاجزاً بينه وبين الإيمان؟ التقاليد، تقديس رأي الآباء والأجداد والعائلات، حتى وإن كان مخالفاً للحق، فهذه الجريمة وراء مصائب كثيرة حدثت لـأبي طالب وتحدث لغيره ممن ساروا على نهج آبائهم وعصوا الله، وخالفوا منهج رسوله الكريم ﷺ


اقرأ أيضا :سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( الدعوة جهرا ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 53)

المهم في هذا أن أبا طالب كان واضحاً في دفاعه عن رسول الله من أول يوم جهر فيه الرسول ﷺ بالدعوة لأقاربه،وعلى الجانب الآخر قام أبو لهب وظل مصراً على عدائه، قال: هذه والله السوأة، خذوا على يده قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب :والله لنمنعه ما بقينا

إذاً:يتضح أمامنا أن هناك موقفين لأهل رسول الله ؛موقف مدافع يتزعمه أبو طالب ، وموقف مهاجم يتزعمه أبو لهب

الجهر بالدعوة أمام قريش عامة


جاءت الأوامر من الله أن يوسع الرسول دائرة الدعوة، فيقوم بصيحة أعلى بعد ذلك لكل بطون قريش، فوقف  على جبل الصفا ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي، يا بني هاشم، يا بني مخزوم، حتى أتى على كل بطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر الأمر؛لأنه يرى أن الأمر عظيم

يقول ابن عباس في رواية البخاري:جاء أبو لهب وقريش -يخص بالذكر أبو لهب؛ لأن له موقفاً من هذا الحدث- فقال :(أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال ﷺ: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)، فهنا يقيم الرسول الحجة على قومه، أولاً: سألهم: (أكنتم مصدقي؟ فقالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً)
بمعنى:أنهم يعتقدون تمام الاعتقاد أن هذا الرجل لا يكذب، فأنذرهم بالإنذار الذي جاء به: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)، أي: إذا كنتم تصدقون إنذاري لكم بخيل وأعداء، فيجب أن تصدقوا إنذاري لكم بعذاب شديد، إذا بقيتم على ما أنتم عليه من عبادة الأوثان وتحكيمها في حياتكم

فلم يسكت أبو لهب بل قال: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت السورة الكريمة:(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ )[المسد:1]

وهنا مشكلة واضحة بداخل أبي لهب منعته من الإيمان، إن كانت مشكلة أبي طالب التقاليد، فإن مشكلة أبي لهب كانت الجبن الشديد قال: (ليس لنا بالعرب من طاقة) ليس لنا قدرة على تغيير المألوف، ليس عند أبي لهب مانع من الوقوف بجوار القوي وإن كان مخالفاً للحق، وليس عنده مانع من أن يخذل ابن أخيه، أو يخذل الحق بصفة عامة وإن كان من أقاربه وعشيرته، هذا هو الذي أرداه فجعله من الخاسرين، الجبن الشديد المقعد عن العمل الصالح.

هناك تعليق واحد:

  1. Do you understand there is a 12 word sentence you can communicate to your man... that will trigger intense feelings of love and instinctual attractiveness for you buried inside his chest?

    Because hidden in these 12 words is a "secret signal" that triggers a man's impulse to love, cherish and look after you with all his heart...

    12 Words Will Trigger A Man's Love Impulse

    This impulse is so built-in to a man's genetics that it will drive him to try harder than ever before to make your relationship the best part of both of your lives.

    As a matter of fact, triggering this all-powerful impulse is so mandatory to achieving the best possible relationship with your man that as soon as you send your man a "Secret Signal"...

    ...You will soon notice him open his mind and soul for you in a way he never expressed before and he will perceive you as the only woman in the universe who has ever truly tempted him.

    ردحذف