الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من هنا بدأ الاسلام ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 28 )

سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من هنا بدأ الاسلام ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 28 )


الطامة الكبرى أن يظهر جيل يفتخر بأنه لا يحسن العربية، يفتخر الأب وتفتخر الأم أن الابن يتكلم الإنجليزية ولا يفقه شيئاً من العربية!
وأنا لست ضد تعلم اللغات الأجنبية أبداً، بل أُحَبِبُ ذلك وبشدة، ولكن ليس على حساب اللغة العربية، أنا أريد أن أعلم أهل الأرض كلهم اللغة العربية، وأوصل اللغة العربية لكل بقعة على ظهر الأرض؛ ليفهموا القرآن وحديث رسول الله، وإذا كنت أنا غير قادر على هذا لوحدي فعلى الأقل أحافظ على اللغة العربية في أوساط المسلمين، ولابد أن يعلم المسلمون أن من أهم وسائل إعادة بناء الأمة الإسلامية الاهتمام باللغة العربية،وأن نهتم بأن نعلم اللغة العربية لغيرنا، ونجمل اللغة العربية في عيون أبنائنا.
إذاً: الجيل الذي يرجى على يده إصلاح شأن هذه الأمة هو جيل يتقن اللغة العربية ويعظمها، وليس هذا من منطلق قومي لا. (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) ولكن من منطلق أن من يتكلم العربية فهو عربي، ولو كان من عرق مختلف، إنما العربية اللسان، فالباكستاني الذي يتكلم العربية عربي، والإندونيسي الذي يتكلم العربية عربي، والأمريكي المسلم الذي يتكلم العربية عربي، وهكذا إنما العربية اللسان.

وجود بقايا من ملة إبراهيم في الجزيرة:


الحكمة الخامسة من وراء نزول الرسالة في جزيرة العرب: أن أهل هذه البقعة من الأرض كانوا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ويعلمون أنه الخالق، ولكنهم حكموا غيرهم في حياتهم، واتخذوهم إليه شفعاء، قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف:٨٧].

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف:٩].

ويقول: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:٣].

الذي يؤمن بالله ولكن عنده اضطراب في فهمه وقصور في إدراكه أقرب من الذي يؤمن بإله آخر، أو لا يؤمن بوجود إله أصلاً، ما كان في وقت البعثة النبوية على الأرض من يفقه هذه الحقائق إلا القليل، كان هناك على ظهر الأرض من يعبد النار وبوذا، والمسيح عليه السلام، وبقرة أو شجرة أو فأراً أو إلخ، كما هو واقع في الهند، لكن ربنا سبحانه وتعالى يعلمنا أن ندعو الأقرب فالأقرب، ندعو الذي يؤمن بوجود الله عز وجل قبل الذي ينكر وجوده، ندعو الذي يعظم الله عز وجل قبل الذي لا يعظمه، ندعو الذي يحب الدين ولكن لا يتبعه قبل الذي لا يحبه أصلاً.


اقرأ أيضا :سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من هنا بدأ الاسلام ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 27 )

ولست ضد دعوة اليهود والنصارى وأهل الأرض أجمعين، بل بالعكس، ولكن نبدأ بالأقرب فالأقرب، يعني: لا تترك جارك في السكن أو العمل أو النادي أو غيره دون دعوة وهو مسلم، وتتجه إلى دعوة غيره من غير المسلمين، لكن لو انتهيت من الدائرة التي حولك انتقل إلى الدائرة التي تليها، ولما تنتقل إلى الدائرة التي تليها ابحث عمن يحبون الإسلام، فهؤلاء أقرب إلى الدعوة من المعادين لدين الله عز وجل.

ليست هناك تعليقات: