الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

أمهات المؤمنين (ثانيا :السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها )

أمهات المؤمنين (ثانيا :السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها )
ثانياسودة بنت زمعة
         
 السيدة سودة إسمها وإسلامها

هي سودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية أم المؤمنين (ت 54هـ/ 674م)،وهي أول امرأة تزوجها النبي ﷺ  بعد خديجة رضي الله عنها،وأمها الشموس بنت قيسبن عمرو النجارية.

أسلمت السيدة سودة رضيالله عنها قديمًا وبايعت، وكانت عند ابن عم لها يقال له:السكران بن عمرو وأسلم أيضًا، وهاجروا جميعًا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فلما قدما مكة مات زوجها، وقيل: مات بالحبشة، فلما حلتخطبها رسول الله ﷺ وتزوجها
 زواجها من النبيﷺ :

كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي ﷺ
وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب -كما سبق أن أشرنا- حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن. وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها امرأة عثمان بن مظعون  تحثُّه على الزواج من جديد.
قالت خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون:(أيْ رسول اللهﷺ ألا تزوج؟ قال: "مَنْ؟" قلت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا. قال: "فَمَنِ الْبِكْرُ؟" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر.قال: "وَمَنِ الثَّيِّبُ؟" قلت: سودة بنت زمعة بن قيس، آمنت
بك، واتبعتك على ما أنت عليه. قال: "فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلََيَّ". فجاءت فدخلت بيت أبي بكر...ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة، فقلتُ: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله ﷺأخطبك عليه. قالت: وَدِدْتُ، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له. قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج، فدخلت عليه،
فقلت: إن محمد بن عبد الله  أرسلني أخطب عليه سودة.
قال: كفء كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك. قال: ادعيها. فدعتها، فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفء كريم،أفتحبين أن أزوجك؟ قالت: نعم.
قال: فادعيه لي. فدعته،  فجاء فزوَّجها إياه. وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسولﷺ بعد السيدة خديجة،
وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول اللهﷺ في الخمسين من عمره،  ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة
سودة لم تكن بذات جمال ولاحسب ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها
رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة

موقف أخيها عندما تزوجها رسول الله

عن عائشة قالت: تزوج رسول اللهﷺ  سودة بنت زمعة، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو في رأسي
التراب أن تزوج رسول الله ﷺ بسودة بنت زمعة.

من ملامح شخصيتها حبها للصدقة:

تُطالعنا سيرة السيدة سودة  رضي الله عنها- بأنها قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدقة، حتى إنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا:دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرَّقتها بين المساكين.
وعن عائشة قالت: اجتمع أزواج النبي ﷺ  ذات يوم فقلنا: يا رسول الله،ﷺ أيُّنا أسرع لحاقًا بك قال: "أَطْوَلُكُنَّ يَدًا". فأخذنا قصبةً نذرعها، فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس أطولنا ذراعًا. قالت: وتوفي رسول الله ﷺفكانت سودة أسرعنا به لحاقًا، فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة،وكانت امرأة تحب الصدقة

فطنتها:

آثرت بيومها حب رسول الله ﷺ   تقربًا إلى رسول الله، وحبًّا له، وإيثارًا لمقامها معه، فكان ﷺ يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضية بذلك، مؤثرة رضي الله عنها-لرضا رسول الله فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضا رسول الله ﷺ وعن النعمان بن ثابت التيمي قال: قال رسول اللهﷺلسودة بنت
زمعة: "اعتَدِّي" فقعدت له على طريقه ليلة، فقالت: يا رسول الله، ما بي حب الرجال ولكني أحب أن أُبعث في أزواجك، فأرجعني.  قال: فرجعها رسول الله ﷺ وففي صحيح مسلم أنها: "لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ  لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِﷺ قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَة َفَكَانَ رَسُولُ اللَّهِﷺ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ" وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ
أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ وقد ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودعابةً في الرُّوح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب
 النبي ﷺ

 فقد روى ابن سعد في طبقاته عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول اللهﷺ  : صليت
خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطرالدم. قال: فضحك. وكانت تُضحكهالأحيان بالشيء رضي الله عنهن 

من مواقفها مع الرسولﷺ  : 
اقرأ أيضا تفسير سورة الفاتحة ل "ابن كثير " عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال: قُدِم بأُسَارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي ﷺعند آل عفراء في مَنَاخِهِمْ على عوف ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يُضرب عليهم الحجاب،  قالت: قُدِم بالأسارى فأتيتُ منزلي، فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه، فلما رأيته ما ملكت نفسي أن قلت: أبا يزيد، أُعطيتم ما بأيديكم! ألا مُتُّمْ كِرامًا!  قالت: فوالله ما نبهني إلا قول رسول الله ﷺ من داخل البيت:"أَيْ سَوْدَةُ،أَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ؟"

قلت: يا رسول الله ﷺ،  والله ما ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أنْ قلتُ ما قلتُ.
وعن ابن عباس قال: ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول اللهﷺ  ، ماتت فلانة. يعني الشاة،فقال: "فَلَوْلاَ أَخَذْتُمْ مَسْكَهَا". 

فقالت: نأخذ مسك شاة قد ماتت. فقال لها رسول الله ﷺ   : "إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً  أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} [الأنعام: 145]، فَإِنَّكُمْ لاَ تَطْعَمُونَهُ إِنْ تَدْبُغُوهُ فَتَنْتَفِعُوا بِهِ". 

فَأَرْسَلَتْ إليها فسلختْ مَسْكها فدبغته، فاتخذتْ منه قربةً حتى تخرَّقتْ عندها

وعن عائشة قالت: استأذنت سودة بنت زمعة رسول الله ﷺ أن يأذن لها فتدفع قبل أن يدفع، فأذن لها - وقال القاسم: وكانت امرأة
ثبطة، أي ثقيلة- فدفعتْ وحُبِسنا معه حتى دفعنا بدفعه. 

قالت عائشة: فلأن أكون استأذنت رسول اللهﷺ   كما استأذنت سودة فأدفع قبل الناس،
أحبُّ إليَّ من مفروحٍ به.

مواقفها مع الصحابة ،موقفها مع عمر رضي الله عنه :
روى الإمام أحمد والبخاريومسلم من حديث هشام بن عروةعن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت سودة بعدما ضُرِب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فقال:يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين قالت: فانكفأتْ راجعة ورسول الله ﷺ  في بيتي وإنه
ليتعشَّى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله،ﷺ إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر: كذا وكذا. قالت: فأوحى الله إليه ثم رُفِع عنه وإنَّ العرق في يده ما وضعه، فقال: "إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ".

موقفها مع السيدة عائشة رضي الله عنها:

قالت عائشة: دخلت على سودة بنت زمعة فجلست ورسول اللهﷺ بيني وبينها وقد صنعت حريرة، فجئت بها فقلت: كُلِي.فقالت:ما أنا بذائقتها،فقلت: والله لتأكلين منها أو لألطخَنَّ منها بوجهك. فقالت: ما أنا بذائقتها.فتناولت منها شيئًا فمسحت بوجهها،
 فجعل رسول اللهﷺ يضحك وهو بيني وبينها، فتناولتْ منها شيئًا لتمسح به وجهي، 
فجعل رسول اللهﷺ يخفض عنها رُكْبته وهو يضحك لتستقيد مني، فأخذت شيئًا فمسحت به وجهي ورسول اللهﷺ يضحك.


موقفها مع السيدة عائشة والسيدة حفصة:

عن خُليسة مولاة حفصة  في قصة حفصة وعائشة مع سودة بنت زمعة، ومزحهما معها بأن الدجال قد خرج، فاختبأت في بيتٍ كانوا يوقدون فيه واستضحكتا، وجاء رسول اللهﷺ فقال: "مَا شَأْنُكُمَا؟" فأخبرتاه بما كان من أمر سودة، فذهب إليها  فقالت: يارسول الله ﷺ أخرج الدجال؟ فقال: "لاَ، وَكَأَنْ قَدْ خَرَجَ"،فخرجت وجعلت تنفض

عنها بيض العنكبوت.
     بعض ما روته عن النبي ﷺ

روى البخاري بسنده عنسودة زوج النبيﷺقالت: "ماتتْ لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شَنًّا".

وعنها رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبيﷺ  فقال: إنأبي شيخ كبير لايستطيع أن يحج. قال: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، قُبِلَ مِنْهُ؟" قال: نعم
قال: " فَاللَّهُ أَرْحَمُ، حُجَّ عَنْ أَبِيكَ".

وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول اللهﷺ : "يُبْعَثُ النَّاسُةحُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً، قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ وَبَلَغَ شُحُومَ الآذَانِ". فقلت: يبصربعضنا بعضًا؟ فقال: "شُغِلَ النَّاسُ
{ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37]".

 وعنها رضي الله عنها: أنها نظرت في رَكْوة فيها ماء، فنهاها رسول الله ﷺ عن ذلك
وقال: "إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْهُ

 أثرها في الآخرين ووفاتها:

-ممَّن روى عنها من صحابة النبيﷺ عبد الله بن عباس، وعبدالله بن الزبير بن العوام  رضي اللهعنهم جميعًا، 

وممَّن روى عنها من التابعين يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن،ويوسف بن الزبير،ومولى الزبير بن العوام.
-توفيت أم المؤمنين سودةبنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب، 
ويقال: ماتت -رضي الله عنها  سنة 54هـ.


ليست هناك تعليقات: