عزيزة المانع تكتب :المناصحة وحدها لا تكفي!!
كتبت الدكتورة عزيزة المانع مقالاً في جريدة عكاظ عن مقابلة تلفزيونية مع وليد السناني
في عددها الصادر رقم 4543 تحت عنوان: «المناصحة وحدها لا تكفي!!» وفيما يلي نص المقال:
في عددها الصادر رقم 4543 تحت عنوان: «المناصحة وحدها لا تكفي!!» وفيما يلي نص المقال:
نالت المقابلة التلفزيونية التي أذيعت الأسبوع الماضي مع وليد السناني، تعليقات كثيرة ومتنوعة من الناس، كان بعضهم مبهور الأنفاس مذهولا مما سمع على لسان السناني من تبريرات باطلة يرى أنها تخول قتل الأبرياء من أبناء المسلمين ونسائهم متى امتزجوا بالكفار وصار من غير الممكن تفادي قتلهم أثناء قتل الكفار، كان القتل يجري على لسان السناني حلا سائغا لكل من يراه مخالفا لآرائه ومعتقداته.
ولفرط بعد ما يقوله وليد السناني عن المعقول قال عنه البعض إنه مجنون، فمن يرى جميع المسؤولين (طواغيت) ويرى كل من يتعاون معهم (طاغوت) مثلهم بمن في ذلك العلماء الأجلاء، ومن يدفع بأولاده إلى ساحات القتال لمجرد القتال بلا غاية واضحة، ومن يحرم أولاده من الذهاب إلى المدرسة ويعزلهم عن الحياة العامة، مفضلا الجهل لهم على الاختلاط بمن يراهم (كافرين)، من يفعل ذلك هو في ظن الناس أقرب إلى فقد العقل منه إلى الصواب.
لكني أرى وليد السناني وأمثاله من الطغاة، مرضى نفسيين قبل أن يكونوا مجرمين أو مجانين، هم ضحايا قبل أن يكونوا معتدين. هم غالبا ضحايا نشأة بالغة السوء في الحرمان من الحب والحنان وفي التعرض للعنف والتحقير والإهمال في مرحلة الطفولة، وحسب ما يقوله السناني عن حياته أن أمه كانت مطلقة وأن أباه ألحقه بأخيه الأكبر ليعيش في رعايته، وهو ما يعطينا تصورا عن مدى جفاف العلاقة بين الأب وابنه، ومدى الأذى النفسي الذي أصابه للحرمان من عطف الأبوين معا.
المحرومون من الحب والحنان في طفولتهم والواقعون تحت وطأة العنف والإهمال والتقريع والتحقير، يتحولون غالبا (وفقا لنوع الموروثات الجينية التي يحملونها) إلى أحد اثنين: إما أن يكبروا متلبسين بالشعور بالذلة والانكسار فيصيرون خاضعين خانعين، وإما أن يكبروا متشبعين بالكراهية والحقد على الناس، فتشتعل في صدورهم الرغبة في ممارسة العنف ضد الغير متجسدا في سادية تجد لذتها في رؤية الآخرين يتألمون ويتعذبون.
وليد السناني، ظلم صغيرا، فظلم غيره كبيرا. هو في اللاوعي ينتقم ممن أساء اليه في طفولته بهذا العنف الذي يمارسه ضد الناس، وينفس عما ناله من احتقار ومهانة في صغره برفض الآخرين والتعالي عليهم بعد أن كبر. وليد السناني لا يختلف عن هتلر وموسوليني وستالين من الطغاة الذين عاشوا طفولة بائسة مملوءة بالعنف والقسوة والظلم، فكبروا ليقوموا بأداء الدور نفسه، فكانوا بالغي القسوة والوحشية، يدعون الأفضلية على الناس ويتعالون عليهم.
أمثال هؤلاء لا يصلح معهم أسلوب المناصحة فقط، هم في حاجة إلى معالجة أمراضهم أولا بالتحليل النفسي، لعله يعينهم على استرجاع ماضيهم ورؤية ما كانوا فيه من أذى سبب لهم آثارا ضارة سلبت منهم السلام النفسي وأورثتهم هذه المشاعر الكريهة التي يحملونها بين أضلعهم.
العلاج النفسي لأمثال هؤلاء يعد مقدمة ضرورية لابد أن تسبق برنامج المناصحة، فالمناصحة وحدها لا تفيد ما لم يشف المريض من بذور المرض المزروعة في صدره التي تدفعه إلى ارتكاب جرائمه، بدليل أن بعض من نوصحوا ما لبثوا أن عادوا إلى غيهم بمجرد ما أمكنهم ذلك.
ولفرط بعد ما يقوله وليد السناني عن المعقول قال عنه البعض إنه مجنون، فمن يرى جميع المسؤولين (طواغيت) ويرى كل من يتعاون معهم (طاغوت) مثلهم بمن في ذلك العلماء الأجلاء، ومن يدفع بأولاده إلى ساحات القتال لمجرد القتال بلا غاية واضحة، ومن يحرم أولاده من الذهاب إلى المدرسة ويعزلهم عن الحياة العامة، مفضلا الجهل لهم على الاختلاط بمن يراهم (كافرين)، من يفعل ذلك هو في ظن الناس أقرب إلى فقد العقل منه إلى الصواب.
لكني أرى وليد السناني وأمثاله من الطغاة، مرضى نفسيين قبل أن يكونوا مجرمين أو مجانين، هم ضحايا قبل أن يكونوا معتدين. هم غالبا ضحايا نشأة بالغة السوء في الحرمان من الحب والحنان وفي التعرض للعنف والتحقير والإهمال في مرحلة الطفولة، وحسب ما يقوله السناني عن حياته أن أمه كانت مطلقة وأن أباه ألحقه بأخيه الأكبر ليعيش في رعايته، وهو ما يعطينا تصورا عن مدى جفاف العلاقة بين الأب وابنه، ومدى الأذى النفسي الذي أصابه للحرمان من عطف الأبوين معا.
المحرومون من الحب والحنان في طفولتهم والواقعون تحت وطأة العنف والإهمال والتقريع والتحقير، يتحولون غالبا (وفقا لنوع الموروثات الجينية التي يحملونها) إلى أحد اثنين: إما أن يكبروا متلبسين بالشعور بالذلة والانكسار فيصيرون خاضعين خانعين، وإما أن يكبروا متشبعين بالكراهية والحقد على الناس، فتشتعل في صدورهم الرغبة في ممارسة العنف ضد الغير متجسدا في سادية تجد لذتها في رؤية الآخرين يتألمون ويتعذبون.
وليد السناني، ظلم صغيرا، فظلم غيره كبيرا. هو في اللاوعي ينتقم ممن أساء اليه في طفولته بهذا العنف الذي يمارسه ضد الناس، وينفس عما ناله من احتقار ومهانة في صغره برفض الآخرين والتعالي عليهم بعد أن كبر. وليد السناني لا يختلف عن هتلر وموسوليني وستالين من الطغاة الذين عاشوا طفولة بائسة مملوءة بالعنف والقسوة والظلم، فكبروا ليقوموا بأداء الدور نفسه، فكانوا بالغي القسوة والوحشية، يدعون الأفضلية على الناس ويتعالون عليهم.
أمثال هؤلاء لا يصلح معهم أسلوب المناصحة فقط، هم في حاجة إلى معالجة أمراضهم أولا بالتحليل النفسي، لعله يعينهم على استرجاع ماضيهم ورؤية ما كانوا فيه من أذى سبب لهم آثارا ضارة سلبت منهم السلام النفسي وأورثتهم هذه المشاعر الكريهة التي يحملونها بين أضلعهم.
العلاج النفسي لأمثال هؤلاء يعد مقدمة ضرورية لابد أن تسبق برنامج المناصحة، فالمناصحة وحدها لا تفيد ما لم يشف المريض من بذور المرض المزروعة في صدره التي تدفعه إلى ارتكاب جرائمه، بدليل أن بعض من نوصحوا ما لبثوا أن عادوا إلى غيهم بمجرد ما أمكنهم ذلك.
عزيزة المانع تكتب :المناصحة وحدها لا تكفي!!
Reviewed by Gharam elsawy
on
3:57 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: