الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

الدكتور طلعت عفيفى :البدعة هى اختراع الإنسان لقواعد وتعاليم تضاهى الشريعة الإسلامية

كتبت: ريهام سعيد 
يقول الدكتور طلعت عفيفي وزير الاوقاف عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر أن من يعتصم بالله فقد هدى الى صراط مستقيم وذلك في خطبة الجمعة عقدت مؤخرا بمسجد الفتح بالمعادي
وقد بدأ فضيلته الحديث بالصلاة على الرسول – صلي الله عليه وسلم - ودعا الله- عز وجل بان يحشرنا مع رسولنا الكريم يوم القيامة ويسقنا من كأسه وتدور أحداث الخطبة حول إتباع الرسول – صلي الله علي وسلم - موضحا ان اتباع الإنسان للسنة وتمسكه بها فيه خير له وللأمة جمعاء حيث قال الرسول " أُوصيكُم بتقوى اللهِ عز وجلَّ والسمعِ والطاعةِ" ثم قال: "فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكُم بسُنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديِّينَ من بعدِي عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ" مؤكدا على ضرورة ان نعتصم بدين الله ونتمسك بسنة الحبيب وان هذا هو طريق العز والهداية فقال الله عز وجل " {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}
وعن عنوان الخطبة الإتباع والابتداع يقول الدكتور طلعت ان الدين الإسلامي يتميز بالشمولية فلا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويشير لها القران ويقول تعالى في كتابه (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْء)) مؤكدا ان هذا الشمول ينبغى ان يقابله من سلوك المسلمين العمل بالدين والتمسك بتعاليم الاسلام دون تفريط او تقصير
ويقول الله عز وجل " ( ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم )
وتأمرنا الاية بان الذين امنوا بالله ورسوله يدخلوا في السلم كافة ويعملوا به ولا يتبعوا خطوات الشيطان الذي ينحرف بالناس عن سبيل الله
وعندما قال اعلموا ان الله عزيز حكيم وضح ان هذا تهديد ووعيد لكل من تسول له نفسه ان يبتعد عن طريق الله لان العزة والحكمة مظهر من مظاهر الشدة على المخالف
وعاب الله – عز وجل- على بنى اسرائيل حيث انهم فيما يتعلق بشرائعهم اخذوا بعضها اخذوا ما يعجبهم وتركوا مالا يعجبكم وتوعدهم الله اشد الوعيد واعد لهم الإهانة في الدنيا والعذاب في الاخرة
وقال الله –عز وجل- "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
لافتا الى ان الدين الإسلامى كامل لا نقص فيه ولا اضطراب ولم يدع صغيرة ولا كبيرة فيما مضي وما هو قادم الا ووضع حل لها لكننا نجد البعض ينأى بنفسه عن هذه الشريعة ويبتعد عن هذا الطريق لا على سبيل الأهمال والكسل ويتوانى في تنفيذ ما امر به
وقد يدفع الانسان الى إهمال شريعة الله و يضع لنفسه مناهج او رؤى يري انها افضل من شرع الله ويبدل ويغير فيما احكم الله ودعا إليه وهذه مسألة خطيرة وتسمى بالبدعة في دين الله حيث يبدل ويغير الإنسان ويخترع شيء يضاهى به شريعة الله ويعتقد انه الافضل وهذا ليس معصية عادية فالعاصي يتعاطي المعصية وهو يعلم وأمر التوبة في حقه وارد اما المبتدع يعتقد إن ما جاءه افضل مما انزله الله تبارك وتعالى ويبعد نفسه عن منهج الله ويعتقد ان ما في يده أفضل من عند الله
موضحا مثال ان الامام مالك يقول من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لان الله –عز وجل قال" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا"
وكان الأمام الشافعى رحمة الله عليه يقول من استحسن فقد شرع " ولو أعطى المبتدع هذا الحق لغيره لوجدنا بعدد الخلق أدياناً وشرائع وكل واحد قد يستحسن ما يستقبحه الآخر
ويقول الله – عز وجل " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ "وقد وصف الله تعالى أولئك الذين يبتدعون ويقوموا بتحليل وتحريم او حذف او اضافة بالكذب
ؤكدا ان البدعة أمر خطير وعرفها أنها هي كل ما يتعاطاه الإنسان يضاهى به شريعة الله قانون خلاف قانون الله ويضع عادات وقوانين وسلوكيات على غير ما أمر الله –عز وجل- وعبادة لم يشرعها الله في القران ولم يأت بها دليل في السنة ويتقرب بها الى الله .
كما اضاف الدكتور طلعت عفيف خلال خطبته السلبيات التى نتجت عن ابتداع البدع ومنها ان عمله مردود عليه لا يقبله الله –عز وجل- فالله سبحانه وتعالى لا يقبل اى عمل لا يتفق مع سنة الله عز وجل
كما ان أفضل الأعمال وأحسنها هى التى تكون مخلصه لوجه الله تعالى وتتفق مع السنة في مضمونها ونصوصها ودلل على ذلك الرسول بأحاديثه التي تعد من أصل الدين وعليها عماد الإسلام
فيقول الله – عز وجل- " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا"
ويقول الرسول- صلي الله عليه وسلم- (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرىء ما نوى )
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
ويوضح الدكتور طلعت عفيفي الفرق بينهما في الحديث الأول يعد هذا اختراع من نفسه واخترع البدعة اما من عمل عمل ليس عليه أمرنا اى من يقلد مبتدع ومن يتشبه بإنسان يسلك سبيل غير سبيل الله
وسواء كان المبتدع من نفسه او يقلد غيره فنتائجه هى انتشار الفساد في البر والبحر
كما يضيف أن الإنسان المبتدع عرضة لعذاب الله في الدنيا والآخرة وعرضه للفتن
فيقول الله –عز وجل- ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ,إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا )
موضحا ان الفتنة قد فسرت أنها الموت على غير الإسلام بسبب مخالفة تعاليم وسنة الرسول- صلي الله عليه وسلم-
مؤكدا ان المبتدع يتعرض لعذاب الله وان كانت بدعته في أمر يراه يسير
موضحا مثال ان رجل كان يصلى نافلة بعد العصر ومعلوم أن النافلة مكروهه بعد العصر فنهاه سعيد بن المسيب عن ذلك وقال الرجل أترى الله تعالى يعاقبني؟ وقال سعيد بن المسي بان اله لا يعاقبك على الصلاة ولكن يعاقبك على مخالفة السنة
ومثال أخر ان هناك رجل يأتي للإمام مالك وقال له من أين يتم الإحرام فرد الإمام مالك وقال من حيث أحرم الرسول ولكن الرجل قال أريد ان احرم من المسجد الحرام فقال له الإمام مالك لا تفعل ذلك واخشي عليك من الفتنة وتسائل الرجل اى فتنة هذه
فرد الإمام مالك وأي فتنة أعظم من ان ترى نفسك سبقت رسول الله في عمل رأيت انك تقدمت عليه وفعلت ما أفضل مما هو فعل.
ومن السلبيات التى تنتج عن ابتداع البدع واتباعها هى انتشار الفساد في المجتمع مؤكدا ان المجتمع كلما كان متمسك بدين الله وسنة الرسول كلما كان ذلك ادعى الى قوته وكرامته وتمكن المجتمع من الهيمنة والسيطرة بقدر الالتزام بالسنن فاذا ذاعت الفتن وانتشرت المعاصي تتفكك الامم وتنحل وتصبح لقمة هينه في ايدى اعداء الله
وقد أشار العلماء إلى خطورة البدع منها انحلال الدين وقد أكدوا ان أول ذهاب الدين ترك السنة ويذهب الدين سنة فسنة وينحل العقد عقدة فعقدة ويترك الناس السنة واحدة بعد اخرى
فيقول الله –عز وجل-" يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون "حيث تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدع
ويأتي المبتدع يوم القيامة بقلب غير سليم
ودعا الناس للالتزام بسنة الرسول- صلي الله عليه وسلم- والبعد عن طريق البدعة ولا ننصت إلى أصحابها ولا نجالسهم
كما قال أن مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، يَقُولُ : " لا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةٍ ، وَيُؤْخَذُ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ : لا يُؤْخَذُ مِنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ ، وَلا مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٌ بِالسَّفَهِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ ، وَلا مِنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ ، وَإِنْ كُنْتَ لا تَتَّهِمُهُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا مِنْ رَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَصَلاحٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ"
ويضيف ان كلما بعد العهد والزمان عن رسول الله – صلي الله عليه وسلم كلما صار الناس بعيدا عن تاريخ النبوة الأول نجد تهاون في اتباع السنة والفرائض واعتياد المعصية وانتشار البدع
وأوضح فضيلته ان مايتبعه الناس الأن من قوانين وشرائع بعيدة عن منهج الله
وما يتم الترويج له عن إن اهل الإسلام إرهابيون ومتشددون وأصوليون وانتهازيون في حين ان التقدم والمدنية أن تسير المرأة عارية الجسد
وقال ان رسولنا الكريم يحثنا على ان نعيش في زمن الغربة متمسكين بديينا ولنا من الثواب ما يفوق من عاش في عهد الإسلام مؤكدا ان الرسول- صلي الله عليه وسلم – قال ان الإسلام بدا غريب وسينتهي غريب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر " مؤكدا على ضرورة إتباع السنة والصراط المستقيم إذا أردنا سعادة الدنيا والآخرة
موضحا مثال ان الغنى لا يمد يده للآخرين للتسول قائلا نحن اغنياء بهذا الدين ولا يمكن لنا ان نتسول من حضارة الغرب او اى حضارة أخرى وكفانا ما نزل الله به من القران والسنة
ويقول الله تعالى عز وجل " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ,يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ,لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا" لافتا الى ان أحب الناس الى الرسول – صلي الله عليه وسلم –هم المتبعين لسنته
وفي نهاية الخطبة دعا فضيلته الله عز وجل بالنصر القريب إلى إخواننا في سوريا ويبدل خوفهم امنا وأن يفك كرب إخواننا في فلسطين ويجعل مصر بلد امن .

هناك تعليقان (2):

  1. كما قال أن مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، يَقُولُ : " لا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةٍ ، وَيُؤْخَذُ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ : لا يُؤْخَذُ مِنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ ، وَلا مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٌ بِالسَّفَهِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ ، وَلا مِنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ ، وَإِنْ كُنْتَ لا تَتَّهِمُهُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا مِنْ رَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَصَلاحٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ"

    ردحذف