سب المشاهير.. هواية فضائيات الفتنة
أحدث قضايا السب.. اتهام النائب السابق عصام سلطان بالشذوذ
بلاغ للنائب العام يتهم الشيخ خالد عبدالله بسب علماء الأزهر
الشيخ محمد حسان وشقيقه يتهمان قناة «البصيرة» بسبهما
د. محمد الشحات الجندي: من يتهم الفنانين بفعل الفاحشة
فى الأفلام.. فاسد
د. عمر عبدالكافي: كفوا ألسنتكم عن التجريح
د. حمدى عبدالرحمن: ستر العورة مقدم فى الشريعة على فضح الزناة
تحقيق ثناء الكراس
يرفض علماء الشريعة برامج الفتنة وقنوات الإثارة التى تتهم الفنانين والإعلاميين بالفجور والفسق، ويدعو العلماء إلى مسك اللسان والعمل بقول النبى ـ عليه الصلاة والسلام ـ “الدين النصيحة”.
ورغم أحكام القضاء التى تدين فضائيات الفتنة إلا أن دعاوى السب والقذف مازالت تملأ ساحات المحاكم باحثة عن العدل والإنصاف.
وخلال الأسبوع الماضى رفع ـ النائب السابق ـ عصام سلطان دعوى سب وقذف ضد صحفيتين نشرتا أخبراً تتهماه بالشذوذ، وكذلك رفع مدير إعلام الأزهر دعوى ضد مقدم برامج يتهمه فيها بسب علماء الأزهر.. وفى التحقيق التالى رصد لأهم وأشهر الدعاوى المرفوعة ورأى العلماء فيها.
وتستمر قضايا سب المشاهير خاصة الفنانين لدرجة دفعت المخرج جلال الشرقاوى لمطالبة رئيس الجمهورية د. مرسى بالحفاظ على شرف الفنانين، إلا أن الشيخ عبدالله بدر فى قناة الحافظ رد عليه بالقول «أنتم تعرفوا إيه عن الشرف وهل الأحضان والقبلات والمناظر الساخنة من الشرف ولو صدقت يبقى على رئيس الجمهورية محاكمة الفنانين بتهمة الإخلال بالشرف العام ويدخلكم فى السجون».
تنظر محكمة جنح الزاوية الحمراء حالياً قضية إلهام شاهين ضد الشيخ عبدالله بدر لإتهامه لها عبر الفضائيات بالفجور والفسق.
والهجوم الشرس انتقل إلى اتهام نجوم الإعلام بالفسق فقد وصف ـ الداعية الإسلامى ـ وجدى غنيم ـ الكاتب الصحفى ـ عادل حمودة بالفاسق حين قال إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس مصرياً لذلك لا تتدخل سفارتنا فى أمريكا فى موضوع الفيلم المسىء متهمه بالإلحاد.
أيضاً شن د. عبدالمنعم فؤاد ـ من رجال الأزهر ـ هجوماً على الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى ووصفه بأنه مجرم كاذب على فضائية الخليجية فى برنامج شبهات وردود وقال له: “ايللى زيك مش عاوز قرآن ده عاوز يامة القمر على الباب”.
كما وصف خالد عبدالله الكاتب إبراهيم عيسى بالحاقد الجاهل وأن ما يفعله فى برنامجه صفاقة وقلة أدب، وأن لقبه عند الناس “أبو حمالات” وعنده هو “أبو جهل”.
اتهام الأزهر
كما تقدم د. محمد جميعة ـ مدير الإعلام بالأزهر الشريف ـ ببلاغ للنائب العام ضد كل من عادل جمعة محمود ـ المدرس بمعهد الحسين بالدراسة ـ وخالد عبدالله ـ المذيع بقناة الناس ـ اتهمها فيه ببث الاتهامات الظالمة والسب والقذف العلنى ضد علماء الأزهر دون إثبات، كما أمر الشرع الحنيف مطالباً بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لردع كل من تورط فى هذا العبث الإعلامى بهدف تشويه رموز الأزهر دون اعتبار لمكانتهم الدينية والاجتماعية والأسرية.
وتشهد المحاكم حالياً نظر القضية المرفوعة من الإعلامية جيهان منصور التى تتهم فيها د. عصام العريان ـ نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ـ بسبها فى برنامج صباح دريم قائلاً لها: “أنت واخدة كام لتشويه سمعتنا”.
واتهم ـ الداعية السلفى الشيخ ـ أبو إسلام ـ رئيس قناة الأمة ـ الفنانة يسرا بالزنى مع عادل إمام، ورفضت يسرا رفع دعوى قضائية مخاطبة أبو إسلام أنا حرة فيما أفعل وما شأنك أنت؟!
والفنانة هالة فاخر ترفع دعوى سب وقذف ضد المذيع خالد عبدالله حيث وصفها بأن الممثلين مشخصاتية سواقط لا تقبل شهادتهم فى الشرع، لأنها تهكمت على الرئيس مرسى وقال لو كان هذا فى النظام السابق كانت هى ومجدى الجلاد خدوا على دماغهم بالجزمة.
أين التبرعات؟!
والداعية الإسلامى محمد حسان وشقيقه يتهمان قناة البصيرة بالسب والقذف حيث تشهد نيابة أول أكتوبر بلاغ من حسان وشقيقه ضد مقدمو برامج فى قناة البصيرة الدينية وهم محمد عبدالرازق رضوان، عبدالغفار مرسى، صفوت المنهرى، يتهمونه فيها بالسب والقذف والإدعاء أنهم استولو على أموال التبرعات لمصلحتهم الشخصية، وباشر التحقيق أحمد أبو المجد مدير النيابة.
وشبه خالد عبدالله خلال برنامجه “مصر الجديدة” سمية الشخاب بقوم لوط، تعليقاً منه على رأيها فى منتقدى المشاهد العارية فى السينما حين استشهدت بقوله تعالي: “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” واتهمها بأنها ستشهد على باطل بكتاب الله.
أيضاً وصف خالد عبدالله المستشار أحمد الزند فى برنامجه بأنه أضاع هيبة الدولة، وأنه كان مسئولا عن الأفراح والموالد والليالى السياحية بنادى القضاة.
أما تهانى الجبالى فقال إنها أيام المجلس العسكرى كانت زى بسكويت رشا كل يوم تلاقيها فى مكان زى إعلانات الشوارع.
وبناء على دعوى قضائية منعت المحكمة بث برنامج مصر الجديدة من الظهور لمدة 25 يوماً، ووقف نشاط القناة خلال هذه الفترة بقرار من محكمة القضاء الإدارى برئاسة المستشار حسونة توفيق حسونة ـ نائب رئيس مجلس الدولة ـ وتوجيه الاتهام لقناة الناس بترويج لنظرة خاطئة عن الدين يعرض برامج تشمل سب وقذف.
ويعلق ـ الكاتب الصحفى ـ صلاح عيسى على المشهد الإعلامى الحالى قائلاً: ما يدهشنى فيما تبثه هذه القنوات إدمان بعض مقدميها وبعض ضيوفها استخدام الشتائم البذيئة والإيحاءات الجنسية الساقطة فى الرد على المختلفين، مع آرائهم واستحلال ذلك بضرب أمثلة من السيرة النبوية أو من التاريخ الإسلامى، تأتى فى سياق مختلف حتى إن أحدهم تعود أن يصف كل المختلفين معه فى الرأى بأنهم علامته ـ أى علمانيين كفرة وأنهم من قوم لوط وكرر أحدهم توجيه النصيحة على الهواء مباشرة لصحفى وإعلامى كبير، بأن يتناول الترمادول من فمه وليس من فتحة الشرج من دون أن يعترض أحد من أصحاب الفضيلة أصحاب اللحى البيضاء والأوجه والأيدى المتوضأة الذين يشاركون فى البرنامج، وينبهه مقدم البرنامج إلى أن مدونات السلوك المهنى والأخلاقى للإعلام تحظر استخدام هذه الألفاظ التى تعطى من قيلت فى حقه، الحق فى إقامة دعوى عمومية بالطعن فى الأعراض عقوبتها السجن لمدة خمس سنوات.
ترشيد الإعلام
وقد استنكر ـ الداعية الإسلامى الدكتور ـ عمر عبدالكافى اتجاه الفضائيات فى الهجوم بألفاظ خادشة لم نعهدها من قبل قائلاً على الشعب أن يمسك لسانه عن إخوانه فنحن فى قارب واحد مسلمون ومسيحيون، وعلينا التحلى بالأخلاق فأبو جهل نفسه كانت لديه أخلاق ولابد من ترشيد الأداء الإعلامى بالأدب، ولذلك كفوا ألسنتكم عن التجريح والعداء فكلنا إخوة.
ومن جانبه قال د. أحمد كريمة ـ أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر ـ لو كان الأمر بيدى لأغلقت كافة القنوات التليفزيونية، لأنها أس البلاء وسبب الفوضى فى المجتمع حيث يقل شأن العالم ويعلو شأن الجاهل ويقوم على هذه القنوات الفضائية مخربون يخدمون مذهباً فى الدين على حساب الدين لحساب جماعة معينة.
ويرى الدكتور محمد شحات الجندى ـ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة ـ أن الشريعة تمنع سب الناس وإطلاق الاتهامات بدون دليل، سواء كانوا مواطنين عاديين أو فنانين، فالفنانة إنسانة ولها حياتها الخاصة وشرفها، وينبغى أن تحترم ولا يجوز التعدى على حياتها الخاصة.
ومن واجب الفنانة أن تراعى تقاليد المجتمع والتعاليم الإسلامية وأن تنشر رسالة فنية تعالج بها مشكلات المجتمع لا أن تثيره مما يسهل عليها إطلاق السهام وإحداث زوبعة وبلبلة.
ويرى أن بعض الشيوخ انتقدوا الفنانات واتهموهم بارتكاب الفاحشة نتيجة ظهورهم بمناظر خليعة فى بعض الأفلام التى تشذ عن البيئة الإسلامية.
يقول الله تعالي: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” فالآية تؤكد أنه لابد من وجود دليل على الاتهام فالدين النصيحة، ولا ينبغى قلب النصيحة إلى اتهام وقذف وفاحشة، وإن من يرمى التهم والمقصد منها قذف الفنانات فهو من الفاسدين، ونحن رأينا ساحات المحاكم مليئة بمثل هذه القضايا ومازال بعضها معلق بالمحاكم.
ويوضح الدكتور شحات الجندى أن السب ليس له اتهام معين فهو عبارة عن كلام عام ودائماً تنتشر هذه التهم على صفحات الجرائد، أما القذف فهو أمر أو حدث وقع مخالف للشرع والقانون والمجتمع مثل اتهام الزنى صراحة وتتعدد العقوبة الجنائية بمثل هذه القضايا بالحبس من 24 ساعة إلى 3 سنوات فالقانون وضع عقوبة لذلك لمنع رمى التهم جزافاً.
وأكد أن هدى القرآن وتعاليم الإسلام أفضل من العقوبة فالإسلام يرفض الإساءة، والدخول فى أعراض الإنسان فعلينا أن نلجأ إلى السلطات القضائية والنيابة العامة، لا أن نثير الفضائح والفضائح على صفحات الجرائد واللجوء إلى الدعوة الحسبية فرسول الله هو الأسوة الحسنة وكان حريصاً على أن يصلح من مجتمعه والقرآن يقول: “وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.
يؤكد الدكتور أحمد زارع ـ عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر وعميد كلية الإعلام سابقاً ـ أن الإعلام المصرى يعانى من حالة عدم الاتزان خصوصاً بعد ثورة 25 يناير، فكثيراً ما نرى كثيراً من اللغط والتضارب فى العمل الإعلامى سواء من الناحية الإخبارية أو المجتمعية مما أثر على مشاهد التليفزيون أو قارئى الصحف، فالمتلقى أصيب بلبلة فكرية، وعدم مصداقية ويلجأ إلى الفضائيات الأخرى يجدها تختلف عما يقدمه الإعلام المصرى الذى أصبح يقدم مواد إعلامية غريبة عن أخلاقنا وتقاليدنا والتعاليم الإسلامية، وهذا سبب فى خلق حالة من الشوشرة لدى المشاهد.
وأرجع الدكتور أحمد زارع أن سبب المشكلة إلى تلقى بعض أصحاب القنوات الفضائية بانتمائتهم المختلفة أموالاً من الخارج تقدر بنحو 6 مليارات و500 مليون جنيه وبعدت عن المهنية الإعلامية واتجهت إلى الإثارة السياسية والتهم السب والقذف على الفنانات.
وأكد أن الإسلام حرم قذف الأشخاص ويعتبرها من الكبائر فجريمة مثل الزنى ليست سهلة أن يتهم فيها شخص، فلابد من رؤية صريحة بالإضافة إلى أربعة شهود، أيضاً المشاهد الفاحشة التى نراها على الشاشات هى نوع من نشر الفاحشة والرذيلة بين الناس وترويج للمنكر.
ويرى أن الدولة لابد أن تمارس دورها فى نشر القيم وتعاليم الإسلام التى تحترم المشاهد من خلال الرقابة على كل من يتعدى على القيم الإسلامية خصوصاً بعد التقدم الإعلامى المذهل الذى نشأ نتيجة الثورة الهائلة فى عالم المعلومات ووسائل التكنولوجيا الحديثة، وهى لم تعد مجرد أداة لنقل المعلومات للمشاهد وإنما أصبحت ذات تأثير قوى وملحوظ فى اتجاهات المجتمع ومدى التأثيرية، وإحداث تغييرات جذرية سواء من الناحية السياسية كما رأينا مدى تأثير الفيس بوك والتليفونات المحمولة والإنترنت وسعى بعض الشباب إلى إنشاء وتصميم أكثر من بريد إلكترونى بهدف نشر وتداول المعلومات فلم تعد وسائل التكنولوجيا الحديثة حكراً على أحد أو تتحكم بها الدولة كما كنا سابقاً، فالكل لديه وسيلة انتشار واسعة.ومن ثم يستطيع الفرد أن ينشر الأفكار والأخبار دون الاهتمام بأى اعتبارات سياسية أو اجتماعية أو حتى دينية.
لا يجوز
ويوضح د. حمدى عبدالرحمن ـ الأستاذ بكلية الحقوق جامعة عين شمس ـ أن لا يجوز قانوناً وشرعاً أن تقذف الناس بالجرائم دون إثبات أو أن تقذف إنساناً لمجرد أنه دافع عن آخر أو اختلف مع غيره فهذه جريمة لا يقرها الشرع؛ لأن الإسلام من ضمن توجيهاته الأساسية ستر الناس وعدم إهانتهم ويكفى أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أتى رجل بامرأة قال لنبى الأمة أنا ضبطها يا رسول الله فى حالة زنى فقال له ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أفضل لك لو سترتها بثوبك. فهذا يؤكد أن ستر العورات من أهم المبادئ الإسلامية وعدم فضح الناس أو سبهم وهو الأمر الذى يؤكد أن هؤلاء الدعاة والشيوخ والمذيعين الذين يقذفون الناس على الهواء بدون إثبات أو دليل بأنهم أساءوا فهم الشريعة ولم يفهموا صحيح الإسلام بل إنهم يسيئون للإسلام أبلغ إساءة.
استباحة الأعراض
وتشير د. فؤادة هدية ـ أستاذة الطب النفسى ـ إلى أن طريقة تفكير بعض الدعاة والشيوخ بعيدة عن روح الفن وعن حرية الإبداع والتعبير؛ لأن هناك مشاهداً وأقوالاً قد يكون تم توظيفها لخدمة العمل الفنى وليس بغرض إقامة الجنس مثلاً، وبالتالى فإن الاتهامات المطلقة لابد أن تتخذ المجتمع ضدها موقفاً جماعياً يتطلب خطاباً إعلامياً راقياً بعيداً عن القذف والسب الذى يشوه صورة المجتمع كما أن استباحة الأعراض بدون ضوابط ويصبح المجتمع مباحاً لكل فرد يريد أن يستبيح عرض فلاناً أو دمه أو سلوكه فهذه أمور تتناقض مع صحيح الإسلام.
سب المشاهير.. هواية فضائيات الفتنة
Reviewed by Ahmed Aldosoky
on
4:47 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات: