الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

الدكتور محمد مختار جمعة : من حسن الخاتمة تثبيت الله لعباده المؤمنين بالقول الثابت في الدنيا والآخرة

الدكتور محمد مختار جمعة  : من حسن الخاتمة تثبيت الله لعباده المؤمنين بالقول الثابت في الدنيا والآخرة

قال الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف - خلال برنامج: "في رحاب القرآن الكريم " بعنوان: "كتاب الجمال والكمال (٤)" ، والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف، إن القرآن الكريم هو كتاب الكمال والجمال في كل شيء، فكما تحدث عن ”العطاء الجميل”، و”الدفع الجميل”، و”القول الجميل”، تحدث أيضا عن "التحية الجميلة"، فقال تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"، والتحية الجميلة هي القول الجميل، هي تحية الإسلام، هي السلام، فالإسلام دين السلام، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي السلام، وتحيتنا السلام، وتحية أهل الجنة السلام، قال تعالى: "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ"، وقال سبحانه: "وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ" فهذه هي تحية الإسلام، ويجب أن نرد بمثلها أو بأحسن منها، ولا نكون ممن يبتغون الدنيا بعمل الآخرة؛ فيفرقون في رد السلام بين أناس وآخرين، تحكمهم المصالح الدنيوية في هذا.
يقول القائل:
يُحيّا بالسلام غني قوم
ويُبخل بالسلام على الفقير
أليس الموت بينهما سواء
إذا ماتوا فصاروا في القبور
كما بين وزير الأوقاف ، أنه ينبغي رد السلام بالتي هي أحسن، بل لو قصد من خلال السلام جبر خاطر الفقير أو المسكين كان الثواب أعلى وأعظم، وقد قالوا: "البر شيء هين، وجه طلق وقول لين"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ): "لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ".
يقول القائل:
وإذا طلبت إلى كريم حاجة
فَلِقَاؤُه يَكْفِيكَ وَالتَّسليمُ
وأوضح أن القرآن الكريم كما تحدث عن "التحية الجميلة" تحدث أيضًا عن "العيشة الجميلة الطيبة" عيشة أهل الجنة، يقول تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ، في جنة عالية قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ"، والمعيشة أمر معنوي، وتكون مرضية، لكن القرآن الكريم عبر باسم الفاعل (رَّاضِيَةٍ) في موضع اسم المفعول (مرضية) تأكيدًا على منتهى الرضا في هذه المعيشة، حتى أن العيشة نفسها راضية عن أصحابها، وكيف لا ! وهو في جنة عالية، قطوفها دانية، كما تحدث القرآن الكريم عما يوصل لهذه المعيشة الجميلة من خلال السعي الجميل، فقال سبحانه: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا".

كما ذكر أن القرآن الكريم تكلم عن "اللقاء الجميل" عندما تتلقى ملائكة الرحمن عباد الله المخلصين، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ، لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ، لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، كما تحدث القرآن الكريم عن "الخاتمة الجميلة"، خاتمة أهل الاستقامة، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، تتنزل عليهم لحظة الاحتضار، مع أن نزول الملائكة (عليهم السلام) يكون للأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام)، لكن هذه الآية الكريمة تحدثت عن نزول الملائكة على أهل الاستقامة، تقول للعبد منهم: "لا تخف يا عبد الله ولا تحزن، وأبشر بالجنة التي كنت توعد، انظر إلى مقعدك في النار قد أبدلك الله به مقعدًا في الجنة، لا تحزن على ما تركت من الأهل والأولاد فهم في كنف الله ورعايته وأمنه، ولا تخف من الآتي فأنت في عفو الله وستره وعطائه وفيض كرمه، وهو وليك في الدنيا والآخرة"، فمم تخاف إذا كان الله هو وليك وولي أهلك في الدنيا والآخرة؟، يقول تعالى: "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيم".


وتابع وزير الأوقاف ، أن من الختام الجميل تثبيت الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"، قال بعض أهل العلم: يثبتهم بالقول الثابت، يثبتهم بالطمأنينة، وهذا حسن الخاتمة، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ): "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ"، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: ما استعملهُ؟ قَالَ: "يَهْدِيهِ اللَّهُ إِلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَى ذَلِكَ"، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دائمًا ما يسأل ربه حسن الخاتمة، فيقول ( صلى الله عليه وسلم ): "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها ): يا رسول الله إنك تدعو بهذا الدعاء، قال : يا عائشة أو ما علمت أن القلوب - أو قال قلب بني آدم - بين إصبعي الله، إذا شاء أن يقلبه إلي هدى قلبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلالة قلبه"، وقالوا: من قبض على شيء بعث عليه، لا سيما الشهداء، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): "والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيلِ اللهِ واللهُ أعلمُ بمن يُكْلَمُ في سبيلِه إلا جاء يومَ القيامةِ وجُرْحُه يَثْعَبُ دمًا, اللونُ لونُ الدمِ والريحُ ريحُ المسكِ"، وما أحسنها وأجملها من خاتمة!.

ليست هناك تعليقات: