سيرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم (الحلقة 52)
يالا نكمل غزوة أحد ونعرف أية اللي حصل فيها تاني يالا بينا 👇
الحلقة ( 52 )
يلا صلوا على النبى
غزوة أحد (ج4)
قال عليه الصلاه و السلام: أوجب طلحة♡
زي مشوفنا إمبارح إن المعركه لسه مازالت غير متكافئة, و المسلمين تعبانين جدا, فالنبى كان عايز المعركة تقف, و بعدين ينسحب المسلمين و تنتهى المعركه على كده..و يبدأ النبى عليه الصلاه و السلام يأمر الجيش و ينادى و يقول: "أيها الناس, الجبل الجبل, الجبل الجبل" يعنى يتجمعوا فى تجويف بداخل جبل أحد لأن خلاص المعركة لازم تنتهى, و فعلا اتحرك المسلمون فى إتجاه الجبل و بدأو يطلعوا الجبل.. فبيحاول النبى يطلع الجبل .. فمقدرش يطلع وكل ما يحاول يطلع الجبل ميقدرش, اصل يوم غزوه احد كان صعب جدا على النبى.. النبى عليه الصلاه و السلام فقد فيه أحب الناس لقلبه, و كمان انجرح فى وجهه فميقدرش يطلع من التعب و كان خلاص كأنه بيغمى عليه, بس مين لحقه؟
سيدنا "طلحة بن عبيد الله" اللى اتشل دراعه لما مد كفه عشان يفادى النبى و دخل السهم فى كف طلحه و طلع من الناحية التانية, طيب ازاى يا سيدنا طلحة هتشيل النبى ودراعك مشلول؟ حيشوف سيدنا طلحة النبى تعبان و حيغمى عليه فيقوله: انتظر يا رسول الله" , ويجرى على النبى, ويبرك على رجليه, ويحنى ضهره وبأيده السليمة, يساعد النبى انه يطلع فوق ضهره ويبدأ يطلع بيه الجبل.
وكل ما طلحه يحس انه تعب, يقف وينزل النبى, وبعد ما يرتاح شوية, يرجع يحمل النبى تانى على ضهره و يطلع الجبل, لحد ما يوصل النبى للتجويف داخل الجبل, فالنبى ينزل و ينظر لطلحة و يقول: "أوجب طلحة, أوجب طلحة" .. يعنى ايه؟ يعنى اوجبت الجنه لطلحه ..خلاص مضمونه ميه فى الميه.. ( يااه.. قد ايه سيدنا طلحة تعب عشان يحمى النبى ويدافع عنه!! فطبعا لازم توجب له الجنة... بيقول سيدنا أبو بكر فى سيدنا طلحة: "كانت أحد, كلها طلحة" رضى الله عنه وأرضاه..
دلوقتى الجيش بيطلع الجبل لكن قريش بتحاول تطارد المسلمين اثناء طلوعهم للجبل فيدعى النبى و يقول :اللهم ربنا إنهم لا ينبغي لهم أن يعلونا ، فالكفار ميقدروش يمنعوا المسلمين و فعلا يدخل الجيش فى تجويف فى الجبل ..و تيجى امرأه مسلمه كل هدفها انها بس تطمن على النبى, مين هى؟ "أم سعد بن معاذ" لان أخو "سعد بن معاذ", و هو "عمرو بن معاذ" استشهد, فالصحابة افتكروا انها جاية تبص على ابنها الشهيد, لكنها كانت تريد النبى.
فسيدنا "سعد بن معاذ" كان واقف جنب النبى فقال له: "يا رسول الله, أمى أمى", فقال النبى: "مرحبا بها" , فجاءت أم سعد, ووقفت أمام النبى, و فضلت تبص عليه وتبكى, فقال لها النبى:" يا أم سعد, أبشرى واحتسبى", فقالت: "والله يا رسول الله, أما اذ رأيتك سالما, فقد استويت المصيبه (يعنى بردت)(طالما انى شايفاك كويس, خلاص مش مهم انا مش زعلانة لفقد ابنى) . فالنبى حب يطيب خاطرها, فقال:" يا أم سعد, أبشرى, فان ابنك وأصحابه قد ترافقوا جميعا الآن فى الجنة, وشفعوا فى كل أهليهم".فقالت أم سعد: "يا رسول الله, ومن يبكى عليهم بعد الآن" ♡
فى امرأة تانية طلعت تطمن على النبى و اطلقوا عليها اسم المرأة الدينارية عشان كانت من قبيلة "بنى دينار" ودى إمرأه مسلمه اتقتل أبوها وأخوها وزوجها فى أحد. فالسيدة دى بتجرى ناحية الجبل, فالصحابة شايفنها و فاكرين انها جايه تعرف ايه اللى حصل لأهلها.. و اهلها استشهدوا كلهم، فالصحابه حبوا يبلغوها الأخبار بس واحدة واحدة, عشان متخدش الصدمة مرة واحدة..فيجيلها صحابى ويقول لها: "احتسبى , اتقتل أبوكى" فتقول: "انا لله وانا اليه راجعون" و تكمل جرى.. وبعد شويه.. يجيلها صحابى تانى وهى بتجرى ويقول لها: " احتسبى, اتقتل أخوكى" فتقول: "الحمد لله, انا لله وانا اليه راجعون. ولكن إيه اخبار رسول الله؟ " فقال لها: "هو بخير". و تكمل جرى
و يجيلها صحابى تالت ويقول لها: " احتسبى, اتقتل زوجك" فتقول: "الحمد لله, انا لله وانا اليه راجعون. و لكن قول لى ايه اخبار رسول الله؟" فقال لها: "هو بخير". فقالت:" لا والله, لا والله, حتى أراه بعينى" (يعنى مش مصدقاكم, لازم أشوفوا بعينى الاول) .. بس من كتر الصدمات عليها مبقتش قادره تكمل مشى .. فالصحابة سندوها لحد ما وصلت لرسول الله و وقفت قدامه فقالت: "يا رسول الله, والله, ما ان رأيتك سالما, فكل مصيبة بعدك جلل (يعنى تهون)".. طيب دلوقتى الجيش كله انسحب, وسيدنا عمر انضم للمسلمين على الجبل وقريش برده تعبت و مكملتش المعركه و لم تتبع المسلمين.. بس قريش وقفت ورا جبل الرماة. وحتحصل دلوقتى بين الجيشين معركة كلامية.
"أبو سفيان" حيبقى عايز يعرف النبى مات ولا لأ؟ وسيدنا عمر عايش ولا مات؟ فيقف أمام جبل أحد بالظبط ويقول: "أيها الناس, أفيكم محمد؟", فالنبى يشاور لهم بأنهم ميردوش عليه, فالكل يسكت و محدش يرد ..فيسكت أبو سفيان و بعدين يقول: "أفيكم بن أبى قحافة؟" (يقصد سيدنا أبو بكر) فميردش حد ..فيسكت أبو سفيان و بعدين يقول: "أفيكم عمر؟" فمحدش يرد.. فيبص ابو سفيان لجيشه ويقول:" أيها الناس, أما هؤلاء فقد كفيت (يعنى ماتوا وخلصنا منهم, وأبو سفيان ذكى فى إنه سأل على ال 3 أشخاص دول بس, اصل دول عواميد الاسلام, و من غيرهم, ينتهى الاسلام) ...فعمر بن الخطاب مقدرش يمسك نفسه قام قايل: كذبت يا عدو الله فقد أبقى الله لك ما يخزيك ويكمل أبو سفيان كلامه و بيحاول استفزاز جيش المسلمين فيقول : "اعلوا هبل, اعلوا هبل" (يعنى الإله اكبر ..هبل ده اسم صنم) ..فالنبى قال للصحابة: "أفلا تجيبوه؟" ( الصحابه ساكتين لأنه فى الاول قالهم متتكلموش)
فقالوا: "وما نجيب يا رسول الله؟" فقال قولوا: "الله أعلى وأجل" ..و يرد جيش المسلمين بكل قوه و يقول : الله أعلى و أجل .. تخيلوا صوت الجيش كله قوى قد ايه من الجبل ...فأرتعش "أبو سفيان". و قال : "لنا العزة, ولا عزة لكم".. فالنبى قال للصحابة: "أفلا تجيبوه؟" فقال قولوا: "الله مولانا ولا مولى لكم" ...فالمسلمين قالوها بكل قوه..فقال ابو سفيان: " اليوم بيوم بدر, والحروب سجال" (يعنى انتقمنا منكم واخذنا حقنا.. واحده بواحده)، فالنبى قال للصحابه قولوا: "لا سواء, قتلانا فى الجنة, وقتلاكم فى النار" .. و بعد ما عرف ابو سفيان ان عمر بن الخطاب لسه عايش فراح قايل "هلم إلى يا عمر" فسيدنا عمر يقول للنبى: "ائذن لى يا رسول الله لأخرج اليه" فالنبى أذن له بالخروج مع انه كان خايف جدا على سيدنا عمر. فنزل سيدنا عمر الى أبو سفيان وقال له: "ما تريد يا عدو الله؟",
فيقول له أبو سفيان: "يا عمر, أسألك بالله, أقتلنا محمد؟!" , فيرد عليه سيدنا عمر: "لا يا عدو الله, بل هو حى, و يسمع كلامك الآن" ..شايفين عزة المسلمين ... فيقول له أبو سفيان: "والله يا عمر, أنت أصدق عندى من ابن قمئة" ... فسيدنا عمر ميهتمش بيه, و يسيبه ويرجع للمسلمين.فأبو سفيان يقف وينادى: "يا محمد, قد كان فى جيشك مثلة, لم آمر بها, ولم أغضب منها, ولم أرضى عنها (يعنى مش فارقين معايا وهما مش مهمين بالنسبالى.. ابو سفيان هدفه انه يحارب النبى حرب نفسية) و بعد كده بدأ ابو سفيان يلم جيشه و وهوه ماشى قام قايل: " يا محمد, موعدكم العام القادم كيوم بدر" , فأمر النبى واحد من الصحابه يرد عليه و قال له : قل أجل .. هو بيننا و بينكم موعد..(يعنى حنحاربكم تانى) .. واخدين بالكوا يا جماعه ان دايما قريش هيه اللى بادئه الحرب و التهديد ..
طيب دلوقتى رجع أبو سفيان بجيشه,..بس النبى دلوقتى لسه فى أرض المعركة, بيتفقد القتلى عشان يعرف مين اللى ماتوا, ومين اللى لسه عايش و مين المصاب ..فيحضن جثة سيدنا حمزة ويبكى. و يحضن "سعد بن الربيع" و "زياد بن السكن" وعمرو بن الجموح" ويبكى ويقول: "يارب أنا شهيد على هؤلاء, أنه من خرج فى سبيل الله, فجرح فى سبيل الله, يأتى يوم القيامة, والدم لونه لون الدم, وريحه ريح المسك" و بعدين يبدأ دفن الشهداء و الحقيقه ان الدفن كان صعب فى أرض المعركة, فالمسلمين اضطروا يدفنوا 2 و3 فى نفس المقبرة .. والمسلمين مكانوش عارفين يقدموا مين على مين, و مين قبل مين، فالنبى يقول لهم: "قدموا أحفظهم لكتاب الله" ،
(شايفين أهمية حفظ القرآن, والله دى تذكرة لينا عشان نرجع لحفظ القرآن و نفهمه .. النبى عليه الصلاه و السلام قال:
"اقْرَأُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابه" عارفين لفظ صاحب ده بيتقال على الشخص اللى معاك على طول و مرافقك دايما.. و أكتر طريقه حتخلى القرآن فى إيدك على طول و صاحبك هى انك تحفظ القرآن، و حتحس انك اتعلقت و ألتزمت بالإنشغال بيه و بمعانيه و ده حيأثر فى حياتك جدا خصوصا لما تواجه اى بلاء حتحس انك مطمن لان كلام ربنا و قصص القرآن فى بالك و ذهنك دايما.. و حيشفعلك القران يوم الدين وكمان يقول النبى فى الحديث الشريف: "ان الله لا يعذب قلبآ وعى القرآن)
طيب دلوقتى تم دفن شهداء أحد و على فكره حنشوف ان بعد سنين ..قبل وفاه النبى.. حيروح النبى يزور شهداء أحد, ويقول لهم: "أنتم السابقون, وأنا ان شاء الله بكم لاحقا" ..طيب جيش المسلمين خلاص حيمشى من عند جبل احد و يرجع للمدينه.. فيفكر النبى فى فكرة فى منتهى الذكاء.. ونادى على سيدنا "على بن أبى طالب" ويقول له: تتبع جيش الكفار يا على. لو ركبوا الابل, وساقوا الخيول, أخبرنى فنرحل, ولو ركبوا الخيول وساقوا الابل, أخبرنى حتى لا نمشى" ... قصدك ايه يا رسول الله؟ يعنى لو قريش ركبوا الابل وساقوا الخيول, يبقوا كدة خلاص راجعين بلدهم, لكن لو ركبوا الخيول وساقوا الابل, يبقى كدة هيرجعوا للمسلمين تانى وهيتتبعوهم..وبالفعل تتبع سيدنا على جيش قريش, ولاقاهم ركبوا الابل وساقوا الخيل. و بكده عرف أنهم راجعين لمكه و مش حيتتبعوا المسلمين.
و يبص النبى على جبل احد و يقول : "جبل أحد, نحبه ويحبنا" ..طب ليه بتقول كدة يا رسول الله؟ النبى خاف ان الصحابة يتشائموا من جبل أحد عشان اتهزموا عليه, فالنبى حب يزيل عنهم الشعور ده..فعلا الصحابة مشيوا من هناك وهما بيفكروا ان جبل أحد بيحبهم ♡ و هما بيحبوه ... صلى الله عليه وسلم ..و يرجع جيش المسلمين الى المدينة, مين حيستقبل الجيش؟ المنافقين. فيقول عبد الله بن أبى بن سلول: "ألم أقل لكم, لو أطاعونا ما قتلوا" ... يعنى لو المسلمين كانوا سمعوا كلامى و ماخرجوش ..كان زمان محدش فيهم اتقتل.. فينزل القرآن بسرعة يرد عليه: "الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" ..
وقال المنافقون كمان : "لماذا لم تنزل الملائكة دفاعا عنكم كما نزلت فى يوم بدر؟" فربنا رد على المنافقين بسرعة و ينزل القرآن ..قال: "بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ" . يعنى عشان الملائكة تنزل تدافع عن المسلمين, لازم 3 حاجات تحصل. أول حاجة, الصبر على الغنائم ،يعنى الصبر على النصر.. و تانى حاجة التقوى والخوف من الله. وتالت حاجة متهربوش من العدو. طيب هل ال3 حاجات دول حصلوا فى أحد؟ لأ محصلوش كلهم.. همه قصروا فى واحده بس و هيه انهم فإستعجالهم فى النصر لانهم عصوا النبى ولم يصبروا على النصر و نزلوا من فوق الجبل .. فبالتالى ربنا منزلش الملائكة ..
وينزل القرآن ويقول: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ" ... ربنا بيتكلم عن ال40 رامى, اللى عصوا النبى ولكن عفا الله عنهم وسامحهم, لأنه ربنا هو الغفور الحليم. بس المنافقين مش حيكتفوا بكدة, فقالوا كمان للمسلمين: "وكيف لا تنتصروا وفيكم رسول الله؟" فينزل القرآن ردآ على كلامهم : " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" طيب هل اللى حصل فى غزوة أحد حيأثر على العلاقه بين النبى و بين باقى القبائل؟ للأسف اه .. بدأت قبائل تنقض عهودها مع النبى عليه الصلاة والسلام و ممكن تحاربنا فى اى وقت.. طيب ليه؟ لان النبى محققش انتصار فى أحد, فقالوا ان قريش هى الأقوى من محمد. طيب حتعمل ايه يا رسول الله ؟
أحنا النهاردة يوم الأحد 16 شوال, و يقوم المسلمين وهما تعبانين جدا لصلاة الفجر, وبعد صلاة الفجر, فالنبى حيأمر ان يخرج منادى ويقول: "حى على الجهاد", ويقف النبى ويقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليخرج معى فأنى خارج الآن الى ملاقاة قريش,ولا يخرج معى الا من خرج بالأمس" ازاى يا رسول الله, طيب ليه ؟...النبى أمر جيش المسلمين انه يجهز من تانى للحرب عشان أبو سفيان وهوه راجع لمكه وقف عند منطقة اسمها "الروحاء", وقال: "أيها الناس, لا محمدآ قتلتم ولا أصحابه, ولا انتصرتم, بئس ما صنعتم" وده معناه ان أبو سفيان ناوى يرجع لجيش المسلمين, وبالتالى أراد النبى أن يردع قريشا وإلا حيلاقى قريش عنده تانى يوم و ساعتها محدش حيقدر عليهم.. فكان لازم النبى يطلع مع الجيش المسلمين عشان يردع قريش عشان متفكرش فى الهجوم مرة تانيه, و عشان يرفع من روح المسلمين المعنوية و يترد الاعتبار امام القبائل...طيب النبى قال ايه ؟
قال عليه الصلاه و السلام :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليخرج معى فأنى خارج الآن الى ملاقاة قريش, ولا يخرج معى الا من خرج بالأمس" .. بس المسلمين لسه مرتاحوش .. بس ده اللى رسول الله أمر بيه .. فيجى أتنين أخوات من المسلمين .. واحد رجله مكسورة والتانى دراعه مجروح, فقال واحد منهم: "أسمعت ما سمعت؟" فقال: " اجل والله", فقال: "أقالوا حى على الجهاد؟" فقال: "أجل والله", فقال:" أتفوتنا غزوة مع رسول الله, و لا ندافع عن رسول الله؟" , فقال أخوه: "بلى, ولكن كيف؟ فما منا إلا جريح سقيم؟" (يعنى أحنا الاتنين تعبانين) فرد عليه و قال: "والله, أنا أحملك, فاذا تعبت فأنت تحملنى, قم بنا" و فعلا خرجوا إتباعآ لأمر رسول الله رضى الله عنهم وأرضاهم..و يخرج جيش المسلمين كله و يقف عند منطقة ويعسكر فيها اسمها "حمراء الأسد" ...
وربنا حب يكافئ النبى فبعتله انسان من قبيلة خزاعة اسمه "معبد", ده ربنا شرح الله قلبه للاسلام فأسلم, و راح للنبى وقال: "يا رسول الله, جئتك مسلما", فقال له النبى: "يا معبد, اكتم ايمانك, و ارحل عنا ان استطعت" .. (يعنى ارجع لجيش قريش و خليك وسطهم وخوفهم من جيش المسلمين على قد ما تقدر..وفعلا رجع "معبد" لقى أبو سفيان معسكر فى منطقة قريبة من حمراء الأسد, فقال له: "يا أبا سفيان, ويحك! ماذا تفعل؟" فقال أبو سفيان: "جئنا لنستأصل شقفة محمد", فقال معبد: "ويحك لا تفعل! فلقد والله رأيتهم يتحرقون عليكم تحرقا, ويغتاظون عليكم تغيظا, وندموا على ما فعلوا, وعلى معصيتهم لنبيهم( بسبب نزولهم من فوق جبل الرماه), وخرجوا اليوم أضعاف أضعاف الذى خرجوا البارحة. والله, أراهم سيقتلونكم شر قتلة" ... الكلام دة طبعا مش حقيقى, بس الحرب خدعة ويجوز الكذب فى الحرب فى الحاله دى...
وفعلا أبو سفيان صدق كلام معبد واهتز, و قال لمعبد: "ويحك! انظر ماذا تقول!!" فقال معبد: "انى حذرتك و والله أخاف عليك" و مشى معبد و ساب أبو سفيان ورجع للنبى وحكى له اللى حصل .. و اهتز أبو سفيان وارتعش وهو واقف شاف قافلة رايحة المدينة للتجاره, فوقفها وقال لهم: "أتبلغوا محمدا عنى رسالة, وأملأ لكم هذه القافلة فى المقابل زبيبا" فقالوا: "نفعل "..فقال ابو سفيان لهم: "اذهبوا, فقولوا لمحمد ان قريش قد لبست لكم جلود النمور, وجاءوا ليستأصلوكم" ... فراحوا للنبى و بلغوه بالرسالة, فقال النبى للرجل: "أعد ما قلت أمام الجيش" و قام الراجل عايد الكلام . فقال النبى للجيش: "قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل" .. فبدأ الجيش كله يقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
وتنزل الآية اللى تقول : " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ , الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" ...بس رجع راجل من القافلة لأبو سفيان وقال له: "والله, لقد قالوا كلمات لم أفهمها" , فقال له أبو سفيان: "ماذا قالوا؟" فقال : "قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل" ففزع أبو سفيان ونظر الى جيشه وقال: "أيها الناس, والله ما أرى الا أن نرتحل, انى مرتحل فارتحلوا.. و فعلا انسحب أبو سفيان بجيشه, اذن من المنتصر؟ سيدنا محمد القائد العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام, وبذلك رد النبى اعتبار المسلمين ...بس النبى بكدة قدر يصد أذى قريش, لكن لسه فى إيذاء حيحصل من باقى القبائل..قبائل كتير حتحارب النبى و حتحاول الاستيلاء على المدينة و هيغدروا بالنبى , كتير من الصحابه حيموتوا و اكترهم من حفظه القرآن
الحلقة ( 52 )
يلا صلوا على النبى
غزوة أحد (ج4)
قال عليه الصلاه و السلام: أوجب طلحة♡
زي مشوفنا إمبارح إن المعركه لسه مازالت غير متكافئة, و المسلمين تعبانين جدا, فالنبى كان عايز المعركة تقف, و بعدين ينسحب المسلمين و تنتهى المعركه على كده..و يبدأ النبى عليه الصلاه و السلام يأمر الجيش و ينادى و يقول: "أيها الناس, الجبل الجبل, الجبل الجبل" يعنى يتجمعوا فى تجويف بداخل جبل أحد لأن خلاص المعركة لازم تنتهى, و فعلا اتحرك المسلمون فى إتجاه الجبل و بدأو يطلعوا الجبل.. فبيحاول النبى يطلع الجبل .. فمقدرش يطلع وكل ما يحاول يطلع الجبل ميقدرش, اصل يوم غزوه احد كان صعب جدا على النبى.. النبى عليه الصلاه و السلام فقد فيه أحب الناس لقلبه, و كمان انجرح فى وجهه فميقدرش يطلع من التعب و كان خلاص كأنه بيغمى عليه, بس مين لحقه؟
سيدنا "طلحة بن عبيد الله" اللى اتشل دراعه لما مد كفه عشان يفادى النبى و دخل السهم فى كف طلحه و طلع من الناحية التانية, طيب ازاى يا سيدنا طلحة هتشيل النبى ودراعك مشلول؟ حيشوف سيدنا طلحة النبى تعبان و حيغمى عليه فيقوله: انتظر يا رسول الله" , ويجرى على النبى, ويبرك على رجليه, ويحنى ضهره وبأيده السليمة, يساعد النبى انه يطلع فوق ضهره ويبدأ يطلع بيه الجبل.
وكل ما طلحه يحس انه تعب, يقف وينزل النبى, وبعد ما يرتاح شوية, يرجع يحمل النبى تانى على ضهره و يطلع الجبل, لحد ما يوصل النبى للتجويف داخل الجبل, فالنبى ينزل و ينظر لطلحة و يقول: "أوجب طلحة, أوجب طلحة" .. يعنى ايه؟ يعنى اوجبت الجنه لطلحه ..خلاص مضمونه ميه فى الميه.. ( يااه.. قد ايه سيدنا طلحة تعب عشان يحمى النبى ويدافع عنه!! فطبعا لازم توجب له الجنة... بيقول سيدنا أبو بكر فى سيدنا طلحة: "كانت أحد, كلها طلحة" رضى الله عنه وأرضاه..
دلوقتى الجيش بيطلع الجبل لكن قريش بتحاول تطارد المسلمين اثناء طلوعهم للجبل فيدعى النبى و يقول :اللهم ربنا إنهم لا ينبغي لهم أن يعلونا ، فالكفار ميقدروش يمنعوا المسلمين و فعلا يدخل الجيش فى تجويف فى الجبل ..و تيجى امرأه مسلمه كل هدفها انها بس تطمن على النبى, مين هى؟ "أم سعد بن معاذ" لان أخو "سعد بن معاذ", و هو "عمرو بن معاذ" استشهد, فالصحابة افتكروا انها جاية تبص على ابنها الشهيد, لكنها كانت تريد النبى.
فسيدنا "سعد بن معاذ" كان واقف جنب النبى فقال له: "يا رسول الله, أمى أمى", فقال النبى: "مرحبا بها" , فجاءت أم سعد, ووقفت أمام النبى, و فضلت تبص عليه وتبكى, فقال لها النبى:" يا أم سعد, أبشرى واحتسبى", فقالت: "والله يا رسول الله, أما اذ رأيتك سالما, فقد استويت المصيبه (يعنى بردت)(طالما انى شايفاك كويس, خلاص مش مهم انا مش زعلانة لفقد ابنى) . فالنبى حب يطيب خاطرها, فقال:" يا أم سعد, أبشرى, فان ابنك وأصحابه قد ترافقوا جميعا الآن فى الجنة, وشفعوا فى كل أهليهم".فقالت أم سعد: "يا رسول الله, ومن يبكى عليهم بعد الآن" ♡
فى امرأة تانية طلعت تطمن على النبى و اطلقوا عليها اسم المرأة الدينارية عشان كانت من قبيلة "بنى دينار" ودى إمرأه مسلمه اتقتل أبوها وأخوها وزوجها فى أحد. فالسيدة دى بتجرى ناحية الجبل, فالصحابة شايفنها و فاكرين انها جايه تعرف ايه اللى حصل لأهلها.. و اهلها استشهدوا كلهم، فالصحابه حبوا يبلغوها الأخبار بس واحدة واحدة, عشان متخدش الصدمة مرة واحدة..فيجيلها صحابى ويقول لها: "احتسبى , اتقتل أبوكى" فتقول: "انا لله وانا اليه راجعون" و تكمل جرى.. وبعد شويه.. يجيلها صحابى تانى وهى بتجرى ويقول لها: " احتسبى, اتقتل أخوكى" فتقول: "الحمد لله, انا لله وانا اليه راجعون. ولكن إيه اخبار رسول الله؟ " فقال لها: "هو بخير". و تكمل جرى
و يجيلها صحابى تالت ويقول لها: " احتسبى, اتقتل زوجك" فتقول: "الحمد لله, انا لله وانا اليه راجعون. و لكن قول لى ايه اخبار رسول الله؟" فقال لها: "هو بخير". فقالت:" لا والله, لا والله, حتى أراه بعينى" (يعنى مش مصدقاكم, لازم أشوفوا بعينى الاول) .. بس من كتر الصدمات عليها مبقتش قادره تكمل مشى .. فالصحابة سندوها لحد ما وصلت لرسول الله و وقفت قدامه فقالت: "يا رسول الله, والله, ما ان رأيتك سالما, فكل مصيبة بعدك جلل (يعنى تهون)".. طيب دلوقتى الجيش كله انسحب, وسيدنا عمر انضم للمسلمين على الجبل وقريش برده تعبت و مكملتش المعركه و لم تتبع المسلمين.. بس قريش وقفت ورا جبل الرماة. وحتحصل دلوقتى بين الجيشين معركة كلامية.
"أبو سفيان" حيبقى عايز يعرف النبى مات ولا لأ؟ وسيدنا عمر عايش ولا مات؟ فيقف أمام جبل أحد بالظبط ويقول: "أيها الناس, أفيكم محمد؟", فالنبى يشاور لهم بأنهم ميردوش عليه, فالكل يسكت و محدش يرد ..فيسكت أبو سفيان و بعدين يقول: "أفيكم بن أبى قحافة؟" (يقصد سيدنا أبو بكر) فميردش حد ..فيسكت أبو سفيان و بعدين يقول: "أفيكم عمر؟" فمحدش يرد.. فيبص ابو سفيان لجيشه ويقول:" أيها الناس, أما هؤلاء فقد كفيت (يعنى ماتوا وخلصنا منهم, وأبو سفيان ذكى فى إنه سأل على ال 3 أشخاص دول بس, اصل دول عواميد الاسلام, و من غيرهم, ينتهى الاسلام) ...فعمر بن الخطاب مقدرش يمسك نفسه قام قايل: كذبت يا عدو الله فقد أبقى الله لك ما يخزيك ويكمل أبو سفيان كلامه و بيحاول استفزاز جيش المسلمين فيقول : "اعلوا هبل, اعلوا هبل" (يعنى الإله اكبر ..هبل ده اسم صنم) ..فالنبى قال للصحابة: "أفلا تجيبوه؟" ( الصحابه ساكتين لأنه فى الاول قالهم متتكلموش)
فقالوا: "وما نجيب يا رسول الله؟" فقال قولوا: "الله أعلى وأجل" ..و يرد جيش المسلمين بكل قوه و يقول : الله أعلى و أجل .. تخيلوا صوت الجيش كله قوى قد ايه من الجبل ...فأرتعش "أبو سفيان". و قال : "لنا العزة, ولا عزة لكم".. فالنبى قال للصحابة: "أفلا تجيبوه؟" فقال قولوا: "الله مولانا ولا مولى لكم" ...فالمسلمين قالوها بكل قوه..فقال ابو سفيان: " اليوم بيوم بدر, والحروب سجال" (يعنى انتقمنا منكم واخذنا حقنا.. واحده بواحده)، فالنبى قال للصحابه قولوا: "لا سواء, قتلانا فى الجنة, وقتلاكم فى النار" .. و بعد ما عرف ابو سفيان ان عمر بن الخطاب لسه عايش فراح قايل "هلم إلى يا عمر" فسيدنا عمر يقول للنبى: "ائذن لى يا رسول الله لأخرج اليه" فالنبى أذن له بالخروج مع انه كان خايف جدا على سيدنا عمر. فنزل سيدنا عمر الى أبو سفيان وقال له: "ما تريد يا عدو الله؟",
فيقول له أبو سفيان: "يا عمر, أسألك بالله, أقتلنا محمد؟!" , فيرد عليه سيدنا عمر: "لا يا عدو الله, بل هو حى, و يسمع كلامك الآن" ..شايفين عزة المسلمين ... فيقول له أبو سفيان: "والله يا عمر, أنت أصدق عندى من ابن قمئة" ... فسيدنا عمر ميهتمش بيه, و يسيبه ويرجع للمسلمين.فأبو سفيان يقف وينادى: "يا محمد, قد كان فى جيشك مثلة, لم آمر بها, ولم أغضب منها, ولم أرضى عنها (يعنى مش فارقين معايا وهما مش مهمين بالنسبالى.. ابو سفيان هدفه انه يحارب النبى حرب نفسية) و بعد كده بدأ ابو سفيان يلم جيشه و وهوه ماشى قام قايل: " يا محمد, موعدكم العام القادم كيوم بدر" , فأمر النبى واحد من الصحابه يرد عليه و قال له : قل أجل .. هو بيننا و بينكم موعد..(يعنى حنحاربكم تانى) .. واخدين بالكوا يا جماعه ان دايما قريش هيه اللى بادئه الحرب و التهديد ..
طيب دلوقتى رجع أبو سفيان بجيشه,..بس النبى دلوقتى لسه فى أرض المعركة, بيتفقد القتلى عشان يعرف مين اللى ماتوا, ومين اللى لسه عايش و مين المصاب ..فيحضن جثة سيدنا حمزة ويبكى. و يحضن "سعد بن الربيع" و "زياد بن السكن" وعمرو بن الجموح" ويبكى ويقول: "يارب أنا شهيد على هؤلاء, أنه من خرج فى سبيل الله, فجرح فى سبيل الله, يأتى يوم القيامة, والدم لونه لون الدم, وريحه ريح المسك" و بعدين يبدأ دفن الشهداء و الحقيقه ان الدفن كان صعب فى أرض المعركة, فالمسلمين اضطروا يدفنوا 2 و3 فى نفس المقبرة .. والمسلمين مكانوش عارفين يقدموا مين على مين, و مين قبل مين، فالنبى يقول لهم: "قدموا أحفظهم لكتاب الله" ،
(شايفين أهمية حفظ القرآن, والله دى تذكرة لينا عشان نرجع لحفظ القرآن و نفهمه .. النبى عليه الصلاه و السلام قال:
"اقْرَأُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابه" عارفين لفظ صاحب ده بيتقال على الشخص اللى معاك على طول و مرافقك دايما.. و أكتر طريقه حتخلى القرآن فى إيدك على طول و صاحبك هى انك تحفظ القرآن، و حتحس انك اتعلقت و ألتزمت بالإنشغال بيه و بمعانيه و ده حيأثر فى حياتك جدا خصوصا لما تواجه اى بلاء حتحس انك مطمن لان كلام ربنا و قصص القرآن فى بالك و ذهنك دايما.. و حيشفعلك القران يوم الدين وكمان يقول النبى فى الحديث الشريف: "ان الله لا يعذب قلبآ وعى القرآن)
طيب دلوقتى تم دفن شهداء أحد و على فكره حنشوف ان بعد سنين ..قبل وفاه النبى.. حيروح النبى يزور شهداء أحد, ويقول لهم: "أنتم السابقون, وأنا ان شاء الله بكم لاحقا" ..طيب جيش المسلمين خلاص حيمشى من عند جبل احد و يرجع للمدينه.. فيفكر النبى فى فكرة فى منتهى الذكاء.. ونادى على سيدنا "على بن أبى طالب" ويقول له: تتبع جيش الكفار يا على. لو ركبوا الابل, وساقوا الخيول, أخبرنى فنرحل, ولو ركبوا الخيول وساقوا الابل, أخبرنى حتى لا نمشى" ... قصدك ايه يا رسول الله؟ يعنى لو قريش ركبوا الابل وساقوا الخيول, يبقوا كدة خلاص راجعين بلدهم, لكن لو ركبوا الخيول وساقوا الابل, يبقى كدة هيرجعوا للمسلمين تانى وهيتتبعوهم..وبالفعل تتبع سيدنا على جيش قريش, ولاقاهم ركبوا الابل وساقوا الخيل. و بكده عرف أنهم راجعين لمكه و مش حيتتبعوا المسلمين.
و يبص النبى على جبل احد و يقول : "جبل أحد, نحبه ويحبنا" ..طب ليه بتقول كدة يا رسول الله؟ النبى خاف ان الصحابة يتشائموا من جبل أحد عشان اتهزموا عليه, فالنبى حب يزيل عنهم الشعور ده..فعلا الصحابة مشيوا من هناك وهما بيفكروا ان جبل أحد بيحبهم ♡ و هما بيحبوه ... صلى الله عليه وسلم ..و يرجع جيش المسلمين الى المدينة, مين حيستقبل الجيش؟ المنافقين. فيقول عبد الله بن أبى بن سلول: "ألم أقل لكم, لو أطاعونا ما قتلوا" ... يعنى لو المسلمين كانوا سمعوا كلامى و ماخرجوش ..كان زمان محدش فيهم اتقتل.. فينزل القرآن بسرعة يرد عليه: "الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" ..
وقال المنافقون كمان : "لماذا لم تنزل الملائكة دفاعا عنكم كما نزلت فى يوم بدر؟" فربنا رد على المنافقين بسرعة و ينزل القرآن ..قال: "بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ" . يعنى عشان الملائكة تنزل تدافع عن المسلمين, لازم 3 حاجات تحصل. أول حاجة, الصبر على الغنائم ،يعنى الصبر على النصر.. و تانى حاجة التقوى والخوف من الله. وتالت حاجة متهربوش من العدو. طيب هل ال3 حاجات دول حصلوا فى أحد؟ لأ محصلوش كلهم.. همه قصروا فى واحده بس و هيه انهم فإستعجالهم فى النصر لانهم عصوا النبى ولم يصبروا على النصر و نزلوا من فوق الجبل .. فبالتالى ربنا منزلش الملائكة ..
وينزل القرآن ويقول: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ" ... ربنا بيتكلم عن ال40 رامى, اللى عصوا النبى ولكن عفا الله عنهم وسامحهم, لأنه ربنا هو الغفور الحليم. بس المنافقين مش حيكتفوا بكدة, فقالوا كمان للمسلمين: "وكيف لا تنتصروا وفيكم رسول الله؟" فينزل القرآن ردآ على كلامهم : " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" طيب هل اللى حصل فى غزوة أحد حيأثر على العلاقه بين النبى و بين باقى القبائل؟ للأسف اه .. بدأت قبائل تنقض عهودها مع النبى عليه الصلاة والسلام و ممكن تحاربنا فى اى وقت.. طيب ليه؟ لان النبى محققش انتصار فى أحد, فقالوا ان قريش هى الأقوى من محمد. طيب حتعمل ايه يا رسول الله ؟
أحنا النهاردة يوم الأحد 16 شوال, و يقوم المسلمين وهما تعبانين جدا لصلاة الفجر, وبعد صلاة الفجر, فالنبى حيأمر ان يخرج منادى ويقول: "حى على الجهاد", ويقف النبى ويقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليخرج معى فأنى خارج الآن الى ملاقاة قريش,ولا يخرج معى الا من خرج بالأمس" ازاى يا رسول الله, طيب ليه ؟...النبى أمر جيش المسلمين انه يجهز من تانى للحرب عشان أبو سفيان وهوه راجع لمكه وقف عند منطقة اسمها "الروحاء", وقال: "أيها الناس, لا محمدآ قتلتم ولا أصحابه, ولا انتصرتم, بئس ما صنعتم" وده معناه ان أبو سفيان ناوى يرجع لجيش المسلمين, وبالتالى أراد النبى أن يردع قريشا وإلا حيلاقى قريش عنده تانى يوم و ساعتها محدش حيقدر عليهم.. فكان لازم النبى يطلع مع الجيش المسلمين عشان يردع قريش عشان متفكرش فى الهجوم مرة تانيه, و عشان يرفع من روح المسلمين المعنوية و يترد الاعتبار امام القبائل...طيب النبى قال ايه ؟
قال عليه الصلاه و السلام :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليخرج معى فأنى خارج الآن الى ملاقاة قريش, ولا يخرج معى الا من خرج بالأمس" .. بس المسلمين لسه مرتاحوش .. بس ده اللى رسول الله أمر بيه .. فيجى أتنين أخوات من المسلمين .. واحد رجله مكسورة والتانى دراعه مجروح, فقال واحد منهم: "أسمعت ما سمعت؟" فقال: " اجل والله", فقال: "أقالوا حى على الجهاد؟" فقال: "أجل والله", فقال:" أتفوتنا غزوة مع رسول الله, و لا ندافع عن رسول الله؟" , فقال أخوه: "بلى, ولكن كيف؟ فما منا إلا جريح سقيم؟" (يعنى أحنا الاتنين تعبانين) فرد عليه و قال: "والله, أنا أحملك, فاذا تعبت فأنت تحملنى, قم بنا" و فعلا خرجوا إتباعآ لأمر رسول الله رضى الله عنهم وأرضاهم..و يخرج جيش المسلمين كله و يقف عند منطقة ويعسكر فيها اسمها "حمراء الأسد" ...
وربنا حب يكافئ النبى فبعتله انسان من قبيلة خزاعة اسمه "معبد", ده ربنا شرح الله قلبه للاسلام فأسلم, و راح للنبى وقال: "يا رسول الله, جئتك مسلما", فقال له النبى: "يا معبد, اكتم ايمانك, و ارحل عنا ان استطعت" .. (يعنى ارجع لجيش قريش و خليك وسطهم وخوفهم من جيش المسلمين على قد ما تقدر..وفعلا رجع "معبد" لقى أبو سفيان معسكر فى منطقة قريبة من حمراء الأسد, فقال له: "يا أبا سفيان, ويحك! ماذا تفعل؟" فقال أبو سفيان: "جئنا لنستأصل شقفة محمد", فقال معبد: "ويحك لا تفعل! فلقد والله رأيتهم يتحرقون عليكم تحرقا, ويغتاظون عليكم تغيظا, وندموا على ما فعلوا, وعلى معصيتهم لنبيهم( بسبب نزولهم من فوق جبل الرماه), وخرجوا اليوم أضعاف أضعاف الذى خرجوا البارحة. والله, أراهم سيقتلونكم شر قتلة" ... الكلام دة طبعا مش حقيقى, بس الحرب خدعة ويجوز الكذب فى الحرب فى الحاله دى...
وفعلا أبو سفيان صدق كلام معبد واهتز, و قال لمعبد: "ويحك! انظر ماذا تقول!!" فقال معبد: "انى حذرتك و والله أخاف عليك" و مشى معبد و ساب أبو سفيان ورجع للنبى وحكى له اللى حصل .. و اهتز أبو سفيان وارتعش وهو واقف شاف قافلة رايحة المدينة للتجاره, فوقفها وقال لهم: "أتبلغوا محمدا عنى رسالة, وأملأ لكم هذه القافلة فى المقابل زبيبا" فقالوا: "نفعل "..فقال ابو سفيان لهم: "اذهبوا, فقولوا لمحمد ان قريش قد لبست لكم جلود النمور, وجاءوا ليستأصلوكم" ... فراحوا للنبى و بلغوه بالرسالة, فقال النبى للرجل: "أعد ما قلت أمام الجيش" و قام الراجل عايد الكلام . فقال النبى للجيش: "قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل" .. فبدأ الجيش كله يقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
وتنزل الآية اللى تقول : " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ , الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" ...بس رجع راجل من القافلة لأبو سفيان وقال له: "والله, لقد قالوا كلمات لم أفهمها" , فقال له أبو سفيان: "ماذا قالوا؟" فقال : "قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل" ففزع أبو سفيان ونظر الى جيشه وقال: "أيها الناس, والله ما أرى الا أن نرتحل, انى مرتحل فارتحلوا.. و فعلا انسحب أبو سفيان بجيشه, اذن من المنتصر؟ سيدنا محمد القائد العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام, وبذلك رد النبى اعتبار المسلمين ...بس النبى بكدة قدر يصد أذى قريش, لكن لسه فى إيذاء حيحصل من باقى القبائل..قبائل كتير حتحارب النبى و حتحاول الاستيلاء على المدينة و هيغدروا بالنبى , كتير من الصحابه حيموتوا و اكترهم من حفظه القرآن
التسميات :
سيرة
سيرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم (الحلقة 52)
Reviewed by Ahmed Aldosoky
on
6:27 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: