حملة عالمية للدفاع عن المظلوم الشيخ نمر باقر النمر
تدافع منظمات حقوقية عربية واجنبية وشخصيات عامة عن المظلوم سماحة العلامة نمر باقر النمر التى اصدرت السلطات السعودية بحقه حكما بالاعدام ، وسوف يصدر الحكم النهائى يوم الثلاثاء 12 اغسطس 2014 فما هى جريمة سماحة الشيخ التى تستوجب الاعدام ؟
في عام 2011م مع سقوط نظامي زين العابدين بن على فى تونس وحسنى مبارك فى مصر ومع بداية الثورة البحرينية كسر آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر الحظر الرسمي الذي فرضته السلطات السعودية على ممارسته للخطابة والتدريس منذ أغسطس 2008م مستغلاً أحداث ما عرف بالربيع العربي إذ استهل خطاباته بالحديث عن الحرية السياسية ومحوريتها في التغيير السياسي.
وفي ظل المناخ السياسي الذي عايشته المنطقة مع بداية 2011م نظمت مجاميع شبابية في القطيف عدة مسيرات للمطالبة بالإفراج عن تسعة سجناء مضى على اعتقالهم في حينها ستة عشراً عاماً وقد عرفوا (بالسجناء المنسيين).
ومع دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين اتسعت رقعة الحراك والاحتجاجات في القطيف فقابلتها السلطة باعتقال المئات من الشباب بتهمة ارتباطهم بالاحتجاجات وقد تصدى آية الله المجاهد النمر بكل قوة للدفاع عن حق الشعب القطيفي في الاحتجاج والتعبير عن الرأي.
ومنذ بداية الثورة البحرينية اختار أن يقف في خط الدفاع عن الثورة وعن حق الشعب البحريني في تقرير المصير مطالباً مراراً بانسحاب قوات درع الجزيرة من البحرين الذي كان يمارس القمع والإستكبار في البحرين، وخلافاً لبعض المواقف التي كانت تنظر للشعوب العربية بازدواجية يقف آية الله النمر على مسافة واحدة من جميع الشعوب العربية التي نظمت احتجاجات، وقد جاهر النمر بمعارضته لجميع الأنظمة المستبدة في العالم العربي فلم تتلون مواقفه بصبغة طائفية ولا انتقائية سياسية، لأنه كان يؤمن بحق جميع الشعوب بالكرامة والحرية والعدالة والتخلص من براثن الظلم والاستبداد.
ومع استمرار الحراك في القطيف، اتجهت السلطة إلى التنويع من وسائل الضغط لإيقاف الحراك:
1- في أكتوبر ٢٠١١م: اعتقلت القوات الأمنية رجلين مسنين من أهالي العوامية من أجل الضغط على ابنيهما المطلوبين للسلطات بتهمة المشاركة في التظاهرات فقوبل ذلك بغضب واستياء شعبي فأغرقت القوات الأمنية البلدة بوابل الرصاص.
وعندما كادت المنطقة على وشك الانزلاق إلى لغة العنف وكانت القوات الأمنية تتهيأ لشن حملة قمعية -معدة سلفاً- على شباب الحراك في العوامية، كانت كلمة الفصل لآية الله النمر الذي دعا فيها شباب الحراك إلى عدم التظاهر في تلك الليلة خاصةً حمايةً لهم ولإفشال مخطط القوات الأمنية مؤكداً في خطابه التاريخي سلمية الحراك إذ دعا شباب الحراك إلى التمسك بزئير الكلمة أمام أزيز الرصاص.
وقد أكدت أحداث أكتوبر ٢٠١١م التي عرفت فيما بعد (بأحداث العوامية) على الموقعية القيادية لسماحته، وبرهنت للسلطة جيداً أن كلمته هي كلمة الفصل وأنه بخطابه السلمي يمثل صمام الأمان الذي يحفظ المنطقة من الانزلاق في أتون العنف.
2- في نوفمبر 2011م: فتحت القوات الأمنية الرصاص الحي على بعض الشبانفسقط أربعة شهداء كان سقوط ثلاثة منهم حال المشاركة في تظاهرات سلمية، وجاء هذا التصعيد الأمني بعد أن عجزت السلطات عن إيقاف حركة الاحتجاجات.
وبعد أن كانت مطالب المحتجين لا تتجاوز إلغاء التمييز والإفراج عن السجناء المنسيين، صعّد آية الله النمر السقف المطلبي مطالباً بحق الشعب في الحرية السياسية الكاملة غير منقوصة.
ومع إصرار السلطة على المعالجات الأمنية باستخدام السلاح التي نتج عنها سقوط العديد من الشهداء؛ زاد تصعّيد النمر من مواقفه وخطاباته والتي عارض فيها بشكل صريح التمييز السلطوي ومصادرة الحريات والاستئثار بالثروات والمناصب، وفي فترة زمنية قياسية لقيت الخطابات السياسية لسماحته انتشاراً واسعاً داخل الدولة وخارجها لما تتميز به من قوة وجرأة نادرة غير مسبوقة أسقطت العديد من المحرمات السياسية التي خلقتها الدولة السعودية والتي لم يتجرأ أحد على المساس بها منذ عقوداً من الزمن.
3- في الثامن من يوليو 2012م: أقدمت القوات السعودية على اعتقال الشيخ النمر إذ فتحت عليه الرصاص الحي فأصيب على إثرها بأربع رصاصات في فخذه الأيمن، واختطفته من موقع الجريمة فاقداً لوعيه لتنقله إلى المستشفى العسكري في الظهران وبعد ذلك إلى مستشفى شديد الحراسة بالرياض ثم إلى سجن الحائر.
4- في مارس عام 2013م: بدأت الحكومة السعودية بأولى جلسات محاكمته وبدون خبر سابق لذويه، وقد طالب فيها المدعي العام بتطبيق حد الحرابة (القتل) على الشيخ النمر وقد ساق تهماً ملفقة على سماحته.
* الاعتقالات وبعض المضايقات التي مر بها:
مر على آية الله العديد من المضايقات من قبل رجال الأمن بالدولة لمدد متفاوتة، تناوب فيها رجال الأمن على مراقبة سكن الشيخ على مدار الساعة، والتعرض له عن طريق الاستدعاء المتكرر وبدون إذن مكتوب، ولكنه لم يتجاوب معها، ومن تلك المضايقات:
1- في عام 1424 هـ (2003م): اعتقل سماحته بعد إقامة صلاة الجمعة في (ساحة كربلاء)، واستمرارها لعدة أسابيع، وقد طلبوا منه -بالإضافة إلى ترك إقامة صلاة الجمعة والبرامج المختلفة- إزالة البناء الذي تقام فيه الصلاة في ساحة كربلاء ليطلق سراحه.
2- في عام 1425 هـ (2004م): اُستدعي سماحته من قبل السلطات من أجل إلغاء مهرجان: (البقيع.. حدث مغيب) وقد طوقوا منزله بسيارات رجال المباحث بمرافقة رجال الأمن، وقد رفض مصاحبتهم مفضلاً أن يأتي بسيارته، وضغطوا على سماحته لكي يلغيه.
3- في عام 1426 هـ (2005م): أُستدعي سماحته أيضاً من أجل إلغاء مهرجان: (البقيع الخطوة الأولى لبنائه) وقد استمر بقاء الشيخ في المعتقل من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وقد أخذ منهم وعوداً بأن يعطى حقه في المطالبة بالبناء وغيرها من المطالبات.
4- في عام 1427 هـ (2006م): اعتقل سماحته غدراً وهو عائداً من البحرين من (مؤتمر القرآن الكريم) الذى نظمته ممثلية آية الله العظمى السيد محمد تقي الحسيني المدرسي (دام ظله)، واقتيد من على جسر الملك فهد إلى المعتقل، بسبب التقارير المكذوبة، و أهين الشيخ في المعتقل جسدياً ومعنوياً بسبب جملة من المطالبات في إطار حقوق الطائفة الشيعية منها تدريس المذهب الشيعي في المدارس، وبناء البقيع، والمحاضرات التي يلقيها، وقد استمر اعتقال الشيخ قرابة الأسبوع، وبطول الاعتقال خرجت مظاهرة في مدينة العوامية عجلت بخروج سماحته.
5- في عام 1429هـ (2008م): استدعي سماحته إلى محافظة القطيف ولما لم يتجاوب معهم رُحِّلَ إلى امارة الدمام ومنها إلى المعتقل وأُجبر على أثرها على التوقيع بعدم إلقاء الخطب -وبالذات الجمعة- والدروس، فرفض الشيخ ذلك، مما أدى لسجن الشيخ سجناً انفرادياً بقرار من وزير الداخلية، أو يتوقف عن إلقاء الخطب حتى مدة مؤقتة غير محددة ، فسجن "سجناً على الرأي السياسي" ولم يستمر الاعتقال أكثر من يوماً وليلة.
* نشاطاته ومشاريعه:
له العديد من النشاطات والمشاريع التي أثرى بها الساحة المحلية والإقليمية بالذات، وكان لبعضها تأثيراً ملحوظاً على المستوى الديني والفكري والاجتماعي والسياسي؛ حيث أسهم وبشكل فاعل في تنشيط المد الديني والرسالي في المنطقة -وبالذات في مدينة العوامية- فقد عمل على تبني عدة نشاطات ساهمت في خلق الوعي الديني والرشد الفكري، منها:
1- إحياء دور المساجد: ومن ضمنها جامع الإمام الحسين (عليه السلام) بحي الزارة في العوامية، وبعد أن كان المسجد مهجوراً أصبح متميزاً في نشاطاته وفعالياته، والذي سمي بعد توسعته بجامع الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان ذلك بفضل الجهود التي كان يبذلها سماحته.
2- صلاة الجماعة: حرص سماحته على إقامتها في جميع الفرائض بما فيها صلاة الفجر التي تثاقل الناس عنها، وخلت بعض المساجد منها تماماً، وساهمت توجيهاته إلى إقبال شريحة من المجتمع على صلاة الجماعة لاسيما من فئة الشباب، وكان يدفع هذا الأمر بقوة من خلال تحركه وكلماته، كما أنه إشرك المرأة في الصلاة بالحضور والتواجد الفاعل، في الوقت الذي لم يكن لها موقعاً في مساجد المنطقة، إلى أن أصبح وجودها أمراً واقعاً بعد أن كان مرفوضاً من عدة شرائح دينية واجتماعية بداوعٍ عرفية.
3- صلاة الجمعة: بادر آية الله النمر لإقامة صلاة الجمعة في عام 1424 هـ (2003م) بمدينة العوامية، بعد أن كانت الظروف المحيطة تعوق دون إقامتها سوى من صلاة واحدة تقام في مدينة سيهات من قبل مقلدي آية العظمى الشيخ حسين العصفور ، فكان لسماحته الفضل في تكثيفها في المشهد الديني في مدينة القطيف، حيث أقيمت بعدها في مدن صفوى وتاروت والقطيف.
4- الإثراء الفكري: كان للشيخ النمر في إثراء وتغذية الساحة الإسلامية بالكثير من المحاضرات الرسالية المتنوعة والتي تربو على 2000 محاضرة، بين خطب جمعة وكلمات قصيرة وتأملات في أحديث أهل البيت عليهم السلام والندوات والرؤى العديدة، ولم تكتفي في الطرح الداخلي بل كانت لها انتشار كبير في الداخل وخارج المنطقة وقد تميزت بالطرح المتجدد والجريئ في العديد من موضوعاتها.
5- المقالات والنشرات: لآية الله النمر أطروحات عديدة، توزعت في مقالاته المتنوعة التي نشرت في المجلات والمطويات ومواقع الانترنت وغيرها، وأيضاً أهتم بشكل خاص بالجيل الشاب عبر إصداره قرابة 30 عدداً من نشرة "الشباب والشبائب" والتي كان يكتبها بنفسه كاملة، تناول فيها مختلف القضايا الدينية والثقافية والسلوكية والاجتماعية بصبغة معاصرة مما يحتاجه الجيل الشاب.
6- مشاركات نشطة: وفاعلة في العديد من الأنشطة الدينية والثقافية التي تقام في المنطقة.
7- دور المرأة: سعى جاهداً لتفعيل دور المرأة في المنطقة واستثمار طاقاتها في المجالين الديني والاجتماعي، والعمل على صقل كفاءتها وإبرازها في الوسط النسائي، ابتداءً من المشاركة والحضور في صلاة الجماعة في المسجد، مروراً بالمشاركة في البرامج الدينية المختلفة، وانتهاءً بالمشاركة في قيادة المجتمع، وقد تكلل سعيه بالنجاح حيث تخرّجت من مدرسته ثلة من الأخوات العالمات الرساليات القادرات على إدارة العمل الديني والمشاركة في الأنشطة خطابة وكتابة وقيادة، فتشكل للمرأة واقع ديني مختلف يتميز بالنشاط والفاعلية والانطلاق.
8- محاربة العرف الاجتماعي والديني الجاهلي والتقاليد البالية: قد حمل على عاتقه كسر الآصار والأغلال الاجتماعية السيئة التي تعيق تقدم الإنسان وتحمله أضعاف ما يحتمل، وتحمل في سبيل ذلك مقاطعة بعض الفئات الاجتماعية والدينية له، ومحاولة تشويه الصور التي يرسمها عن البديل الأصيل لتلك الأعراف الخاطئة، ووقف بحزم وصدق مع التجاوزات التي يقوم بها أدعياء الدين باسم الدين من أجل تصحيح المسار ورفع الغبش والضبابية عن عيون المجتمع.
9- تيسير الزواج: دعا سماحته إلى تقليل التكاليف الباهظة للزواج، لتزويج العزاب والعازبات، وسعى إلى الإقناع باعتماد (مهر الزهراء سلام الله عليها) بدلاً من المهور المرتفعة الذي يرمي بعوائق الزواج وتكاليفها الباهظة التي تثقل عاتق الشباب والشبائب، وتحول دون المساهمة في تسهيل أمور الزواج.
10- التعليم الديني: في عام 1422 هـ (2001م) انشأ سماحته حوزة دينية إذ كانت بداية انطلاقتها باسم (المعهد الإسلامي)، وقد حوت في صفوفها الدراسية الرجال والنساء في قسمين منفصلين، ومن ثم تم استحداث أقسام أخرى وهي: قسم النشء (بنين) ثم (بنات)، والقسم القرآني النسائي، بإدارة وتدريس من طلبة الحوزة وخارجها.
فكان من بركات هذا الإنشاء أن عمم سماحته مجموعة من خيرة الشباب المؤمنين بالعمامة الدينية، وهم يمارسون أدوارهم الدينية في مجالات شتى فيعطون من أوقاتهم وجهدهم خدمة للدين والمجتمع، وتخريج مجموعة من الكتاب والكاتبات من أصحاب القلم الرسالي الموجه، وغير ذلك من الآثار الطيبة والحميدة.
11- الاهتمام بقضية البقيع: نادى وبصوت مدوي بقضية قبب أئمة البقيع التي هدمت في الثامن من شوال لعام 1344هـ (1925م)، بعد أن غابت هذه القضية عن الساحة الشيعية عقوداً من الزمن، إلى أن تعالى الصوت الشيعي تدريجياً بعد ذلك يصدع مطالباً بإعادة البناء، حيث ابتدأ النداء عبر مراحل عدة منها:
- نادى سماحته في عام 1425 هـ (2004م) بإقامة مهرجان بسيط لإحياء هذا الحدث تحت عنوان: (البقيع حدث مغيب) وقد تعرض هذا المهرجان لتدخل أمني من قبل السلطات السعودية، مما أدى إلى المنع من إقامة المهرجان، بعد أن تعرضت الحكومة لضغوط كبيرة وكثيرة من الوهابية التي ثارت ثائرتها بحجة "إقامة شركيات في بلاد التوحيد"، مما سبب ذلك استدعاء سماحة الشيخ من قبل السلطة.
- نادى سماحته بإقامة المهرجان في العام الذي تلاه تحت مسمى: (البقيع الخطوة الأولى لبنائه) في عام 1426 هـ (2005م) وقد تعرض أيضاً للمنع من السلطات، مما أنتج عن هذين النداءين مطالبة آخرين في العالم الإسلامي الحكومة السعودية ببناء قبب البقيع، وقد وعدت الحوزة العلمية في العراق بالتكفل بتكاليف البناء، وقد جمعت تواقيع 8 ملايين من الشيعة للمطالبة ببناء البقيع.
- تلا ذلك وبإصرار من سماحة الشيخ على تنظيم المهرجان وإحياء الذكرى في عام 1427 هـ (2006م) فنادى بإقامة مهرجان تحت مسمى: (البقيع قبب ومنائر)، وقد تعرض هذا المهرجان أيضاً للمنع، ولكن الجديد هنا هو في أخذ وعداً من أحد المسئولين بالحكومة بتنظيم المهرجان أو مطالبته الشرعية لتظيمه، وكان من مطالباته له -أي للمسئول بالدولة- ووعده له، حتى وإن لم يتجاوز كونه حبراً على ورق: "تجويز المطالبة بحقه الشرعي في بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام، إضافة إلى حذف عبارات من الكتب الدراسية والإعلام الرسمي التي تتهم بناة القبور -وما يرتبط بها- بالشرك".
- في العام الذي تلاه 1428 هـ (2007م) أقام المؤمنين المهرجان وقد كان الإرباك من رجال الأمن من أن يقام، وقد أقيم برغم المنع له في السنوات التي تليها.
- أنتجت هذه النداءات أن ارتسمت ذكر البقيع في أذهان المسلمين حيث خرجت بتوفيق الله في أوربا وأمريكا بعض التجمعات المنظمة في مسيرات سلمية منادية بحق المطالبة ببناء مقبرة البقيع المخربة ومنائرها المهدمة، ومنددة بالعمل المشين لهدم تلك القبب، وكذلك في بعض الدول الإسلامية.
12- توثيق حقوق الطائفة الشيعية: في عام 1428 هـ (2007م) قدم سماحته لنائب أمير المنطقة الشرقية -بعد تجاذبات بينه وبين السلطات- عريضة نموذجية غير مسبوقة تجسد المطالب الشيعية في المملكة، وقد أثنى على هذه المطالب المطلعين والمراقبين وعدها المطلعون نموذجاً شجاعاً وصريحاً وأسلوباً يُحتذى في المطالبة بالحقوق.
13- تشكيل المعارضة الرشيدة: في خطابٍ جماهيري بليلة العاشر من شهر محرم لعام 1429هـ (2008م) نادى آية الله النمر بتشكيل (جبهة المعارضة الرشيدة)، والتي من وظيفتها ومسؤولياتها: "معارضة الفساد الاجتماعي والكهنوت الديني والظلم السياسي" الواقع على المواطنين في السعودية.
وغيرها من المشاريع والنشاطات والمواقف العديدة التي أثمرت عن تكوين توجهات وتحركات تعود بركاتها على المجتمع.
* ميلاده ونسبه:
ولد سماحة الشيخ نمر باقر النمر عام 1379 هـ (1959م)، بمنطقة العوامية - إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية-.
ينتمي سماحته إلى عائلة رفيعة القدر في المنطقة برز فيها علماء أفذاذ أبرزهم آية الله العظمى الشيخ محمد بن ناصر آل نمر، و"حجة الإسلام الشيخ حسن بن ناصر آل نمر، والأديب الشاعر محمد حسن آل نمر (رائد القصة القصيرة بالقطيف ورئيس تحرير جريدة البهلول بالعراق)، سماحة الشيخ عبد الحسين آل نمر (أحد تلاميذ الشيخ محمد بن نمر)"
" بالإضافة لمجموعة من خطباء حسينيون كجده من أبيه: الحاج علي بن ناصر آل نمر المدفون إلى جانب أخيه آية الله الشيخ محمد بن نمر بمقبرة العوامية، والملا عبد الله بن حسين آل نمر وغيرهم من الشخصيات المرموقة.
أما نسبه لأمه فيعود للشخصية العوامية البارزة الحاج الوجيه سلمان محمد الفرج المعروف باسم (سلمان الشيوخ) الذي اشتهر بكرمه ووقفه للأرض الزراعية الكبيرة بالعوامية (الرامس) لعموم أهالي العوامية".
* الحالة الاجتماعية:
له من الأبناء ابن واحد وثلاث بنات، وقد وافت المنية زوجته بعد معاناة مع مرض السرطان وآية الله النمر في معتقله بالرياض عام 1433هـ.
* دراسته ورحلته لطلب العلم الديني:
بدأ دراسته النظامية في مدينة العوامية إلى أن انتهى إلى المرحلة الثانوية؛ ثم هاجر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية طلباً للعلوم الدينية الشرعية في عام 1400 هـ (1980م)، فالتحق بحوزة الإمام القائم (عج) العلمية في مدينة طهران، التي تأسست على يد آية الله العظمى السيد محمد تقي الحسيني المدرسي (دام ظله) في ذات العام، والتي انتقلت بعد قرابة العشر سنوات إلى منطقة السيدة زينب (ع) بسوريا.
وقد أتمّ سماحته فيها دراسة الأصول والفقه، فأتمّ في علم الأصول: أصول المظفر، ورسائل الشيخ الأنصاري والكفاية للآخوند الخراساني، وأتمّ في الفقه: اللمعة الدمشقية للشهيد الأول، وجامع المدارك للخوانساري، والمكاسب للشيخ الأنصاري، ومستمسك العروة الوثقى للسيد الحكيم، وغيرها من الكتب الفقهية.
وقد حضر دروس وأبحاث أبرز أساتذة حوزة الإمام القائم وغيرها؛ فمن المدرسين الذين حضر لهم:
1- بحث الخارج عند آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله).
2- بحث الخارج عند سماحة آية الله السيد عباس المدرسي (حفظه الله) في سوريا.
3- بحث الخارج عند سماحة آية الله الخاقاني (حفظه الله) في سوريا.
4- الدروس العالية عند سماحة العلامة الشيخ صاحب الصادق (حفظه الله) في طهران .
5- درس اللمعة عند سماحة العلامة الحجة الشيخ وحيد الأفغاني (قدس سره).
6- كما حضر درس الأخلاق لدى المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) بقم المقدسة.
وقد بلغ سماحته مرتبة (الاجتهاد)، وإضافة إلى مرتبته العلمية المرموقة فإنه لم ينقطع عن ممارسة مسؤولياته التربوية والتثقيفية والاجتماعية، مازجا بذلك بين العلم والعمل.
"ويعد سماحته من خيرة المدرسين، حيث قام سماحته بتدريس المقدمات للعديد من الطلبة في الحلقة العلمية، ومن ثم بدأ بتدريس السطوح، والمكاسب، والرسائل، والكفاية، كما قام بتدريس كتاب اللمعة الدمشقية مرات عديدة في الحوزة العلمية في إيران وسوريا" (3)، كما ودَّرَسَ كتاب جامع المدارك، ومستمسك العروة الوثقى، والحلقات للسيد محمد باقر الصدر، وغيرها من الدروس الحوزوية.
تخرجت على يديه ثلة من العلماء الأفاضل الذين مارسوا ويمارسون الأدوار الدينية والاجتماعية والقيادية في مجتمعاتهم.
وتولى سماحته إدارة حوزة الإمام القائم بطهران وسوريا لعدة سنوات، وكان من أعمدتها وإدارييها المتميزين، وساهم مع زملائه العلماء في تطويرها وتقدمها.
* من سماته:
يتمتع سماحته بخلق رفيع وقوة في تمسكه بمبادئ وقيم الدين الحنيف، والتي تبلورت عملياً في مسيرته الفكرية والجهادية.
كما ويتمتع سماحته بنظرة ثاقبة في المستجدات الواقعة، وبرؤية تحليلية دقيقة وموضوعية لمجريات الواقع الاجتماعي والسياسي، والتي كان يستلهمها من بصائر الذكر الحكيم، وهدى السنة المطهرة، وبما لديه من ثقافة غزيرة ومتنوعة.
نفاذ البصيرة والقدرة على التحليل واستشراف المستقبل الذي تميز بها سماحته تعتمد على ركيزتين:
الأولى: الوحي: (القرآن والسنة المطهرة).
الثانية: العقل.
فجمع من خلالهما بين (فقه القيم) و(فقه الواقع) مما أكسبت تحليلاته لمجريات الأمور الدقة والموضوعية والواقعية، ومكنه من قراءة متقدمة للواقع، ومنحه براعة في الكشف عما وراء الأحداث، وهذا يعود لما يمتلكه سماحته من مقومات عقلية وعلمية.
كما "وقد عرف عن الشيخ الجد والاجتهاد والنشاط والمثابرة والإيمان العميق وقد شهد له الجميع ممن عرفه ودرس معه بأنه فاق أقرانه، ومع أن الشيخ لا يجامل على حساب الدين والمبدأ إلى جانب شجاعته ودفاعه عن الحق بكل قوة وصراحة وعدم خشيته من الملامة في الله، فهو إلى جانب ذلك لا يحمل في قلبه أي حقد على أحد من الناس على الإطلاق ولذلك يعد الشيخ مضرب المثل في طهارة النفس وسموها ورفعتها"
في عام 2011م مع سقوط نظامي زين العابدين بن على فى تونس وحسنى مبارك فى مصر ومع بداية الثورة البحرينية كسر آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر الحظر الرسمي الذي فرضته السلطات السعودية على ممارسته للخطابة والتدريس منذ أغسطس 2008م مستغلاً أحداث ما عرف بالربيع العربي إذ استهل خطاباته بالحديث عن الحرية السياسية ومحوريتها في التغيير السياسي.
وفي ظل المناخ السياسي الذي عايشته المنطقة مع بداية 2011م نظمت مجاميع شبابية في القطيف عدة مسيرات للمطالبة بالإفراج عن تسعة سجناء مضى على اعتقالهم في حينها ستة عشراً عاماً وقد عرفوا (بالسجناء المنسيين).
ومع دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين اتسعت رقعة الحراك والاحتجاجات في القطيف فقابلتها السلطة باعتقال المئات من الشباب بتهمة ارتباطهم بالاحتجاجات وقد تصدى آية الله المجاهد النمر بكل قوة للدفاع عن حق الشعب القطيفي في الاحتجاج والتعبير عن الرأي.
ومنذ بداية الثورة البحرينية اختار أن يقف في خط الدفاع عن الثورة وعن حق الشعب البحريني في تقرير المصير مطالباً مراراً بانسحاب قوات درع الجزيرة من البحرين الذي كان يمارس القمع والإستكبار في البحرين، وخلافاً لبعض المواقف التي كانت تنظر للشعوب العربية بازدواجية يقف آية الله النمر على مسافة واحدة من جميع الشعوب العربية التي نظمت احتجاجات، وقد جاهر النمر بمعارضته لجميع الأنظمة المستبدة في العالم العربي فلم تتلون مواقفه بصبغة طائفية ولا انتقائية سياسية، لأنه كان يؤمن بحق جميع الشعوب بالكرامة والحرية والعدالة والتخلص من براثن الظلم والاستبداد.
ومع استمرار الحراك في القطيف، اتجهت السلطة إلى التنويع من وسائل الضغط لإيقاف الحراك:
1- في أكتوبر ٢٠١١م: اعتقلت القوات الأمنية رجلين مسنين من أهالي العوامية من أجل الضغط على ابنيهما المطلوبين للسلطات بتهمة المشاركة في التظاهرات فقوبل ذلك بغضب واستياء شعبي فأغرقت القوات الأمنية البلدة بوابل الرصاص.
وعندما كادت المنطقة على وشك الانزلاق إلى لغة العنف وكانت القوات الأمنية تتهيأ لشن حملة قمعية -معدة سلفاً- على شباب الحراك في العوامية، كانت كلمة الفصل لآية الله النمر الذي دعا فيها شباب الحراك إلى عدم التظاهر في تلك الليلة خاصةً حمايةً لهم ولإفشال مخطط القوات الأمنية مؤكداً في خطابه التاريخي سلمية الحراك إذ دعا شباب الحراك إلى التمسك بزئير الكلمة أمام أزيز الرصاص.
وقد أكدت أحداث أكتوبر ٢٠١١م التي عرفت فيما بعد (بأحداث العوامية) على الموقعية القيادية لسماحته، وبرهنت للسلطة جيداً أن كلمته هي كلمة الفصل وأنه بخطابه السلمي يمثل صمام الأمان الذي يحفظ المنطقة من الانزلاق في أتون العنف.
2- في نوفمبر 2011م: فتحت القوات الأمنية الرصاص الحي على بعض الشبانفسقط أربعة شهداء كان سقوط ثلاثة منهم حال المشاركة في تظاهرات سلمية، وجاء هذا التصعيد الأمني بعد أن عجزت السلطات عن إيقاف حركة الاحتجاجات.
وبعد أن كانت مطالب المحتجين لا تتجاوز إلغاء التمييز والإفراج عن السجناء المنسيين، صعّد آية الله النمر السقف المطلبي مطالباً بحق الشعب في الحرية السياسية الكاملة غير منقوصة.
ومع إصرار السلطة على المعالجات الأمنية باستخدام السلاح التي نتج عنها سقوط العديد من الشهداء؛ زاد تصعّيد النمر من مواقفه وخطاباته والتي عارض فيها بشكل صريح التمييز السلطوي ومصادرة الحريات والاستئثار بالثروات والمناصب، وفي فترة زمنية قياسية لقيت الخطابات السياسية لسماحته انتشاراً واسعاً داخل الدولة وخارجها لما تتميز به من قوة وجرأة نادرة غير مسبوقة أسقطت العديد من المحرمات السياسية التي خلقتها الدولة السعودية والتي لم يتجرأ أحد على المساس بها منذ عقوداً من الزمن.
3- في الثامن من يوليو 2012م: أقدمت القوات السعودية على اعتقال الشيخ النمر إذ فتحت عليه الرصاص الحي فأصيب على إثرها بأربع رصاصات في فخذه الأيمن، واختطفته من موقع الجريمة فاقداً لوعيه لتنقله إلى المستشفى العسكري في الظهران وبعد ذلك إلى مستشفى شديد الحراسة بالرياض ثم إلى سجن الحائر.
4- في مارس عام 2013م: بدأت الحكومة السعودية بأولى جلسات محاكمته وبدون خبر سابق لذويه، وقد طالب فيها المدعي العام بتطبيق حد الحرابة (القتل) على الشيخ النمر وقد ساق تهماً ملفقة على سماحته.
* الاعتقالات وبعض المضايقات التي مر بها:
مر على آية الله العديد من المضايقات من قبل رجال الأمن بالدولة لمدد متفاوتة، تناوب فيها رجال الأمن على مراقبة سكن الشيخ على مدار الساعة، والتعرض له عن طريق الاستدعاء المتكرر وبدون إذن مكتوب، ولكنه لم يتجاوب معها، ومن تلك المضايقات:
1- في عام 1424 هـ (2003م): اعتقل سماحته بعد إقامة صلاة الجمعة في (ساحة كربلاء)، واستمرارها لعدة أسابيع، وقد طلبوا منه -بالإضافة إلى ترك إقامة صلاة الجمعة والبرامج المختلفة- إزالة البناء الذي تقام فيه الصلاة في ساحة كربلاء ليطلق سراحه.
2- في عام 1425 هـ (2004م): اُستدعي سماحته من قبل السلطات من أجل إلغاء مهرجان: (البقيع.. حدث مغيب) وقد طوقوا منزله بسيارات رجال المباحث بمرافقة رجال الأمن، وقد رفض مصاحبتهم مفضلاً أن يأتي بسيارته، وضغطوا على سماحته لكي يلغيه.
3- في عام 1426 هـ (2005م): أُستدعي سماحته أيضاً من أجل إلغاء مهرجان: (البقيع الخطوة الأولى لبنائه) وقد استمر بقاء الشيخ في المعتقل من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وقد أخذ منهم وعوداً بأن يعطى حقه في المطالبة بالبناء وغيرها من المطالبات.
4- في عام 1427 هـ (2006م): اعتقل سماحته غدراً وهو عائداً من البحرين من (مؤتمر القرآن الكريم) الذى نظمته ممثلية آية الله العظمى السيد محمد تقي الحسيني المدرسي (دام ظله)، واقتيد من على جسر الملك فهد إلى المعتقل، بسبب التقارير المكذوبة، و أهين الشيخ في المعتقل جسدياً ومعنوياً بسبب جملة من المطالبات في إطار حقوق الطائفة الشيعية منها تدريس المذهب الشيعي في المدارس، وبناء البقيع، والمحاضرات التي يلقيها، وقد استمر اعتقال الشيخ قرابة الأسبوع، وبطول الاعتقال خرجت مظاهرة في مدينة العوامية عجلت بخروج سماحته.
5- في عام 1429هـ (2008م): استدعي سماحته إلى محافظة القطيف ولما لم يتجاوب معهم رُحِّلَ إلى امارة الدمام ومنها إلى المعتقل وأُجبر على أثرها على التوقيع بعدم إلقاء الخطب -وبالذات الجمعة- والدروس، فرفض الشيخ ذلك، مما أدى لسجن الشيخ سجناً انفرادياً بقرار من وزير الداخلية، أو يتوقف عن إلقاء الخطب حتى مدة مؤقتة غير محددة ، فسجن "سجناً على الرأي السياسي" ولم يستمر الاعتقال أكثر من يوماً وليلة.
* نشاطاته ومشاريعه:
له العديد من النشاطات والمشاريع التي أثرى بها الساحة المحلية والإقليمية بالذات، وكان لبعضها تأثيراً ملحوظاً على المستوى الديني والفكري والاجتماعي والسياسي؛ حيث أسهم وبشكل فاعل في تنشيط المد الديني والرسالي في المنطقة -وبالذات في مدينة العوامية- فقد عمل على تبني عدة نشاطات ساهمت في خلق الوعي الديني والرشد الفكري، منها:
1- إحياء دور المساجد: ومن ضمنها جامع الإمام الحسين (عليه السلام) بحي الزارة في العوامية، وبعد أن كان المسجد مهجوراً أصبح متميزاً في نشاطاته وفعالياته، والذي سمي بعد توسعته بجامع الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان ذلك بفضل الجهود التي كان يبذلها سماحته.
2- صلاة الجماعة: حرص سماحته على إقامتها في جميع الفرائض بما فيها صلاة الفجر التي تثاقل الناس عنها، وخلت بعض المساجد منها تماماً، وساهمت توجيهاته إلى إقبال شريحة من المجتمع على صلاة الجماعة لاسيما من فئة الشباب، وكان يدفع هذا الأمر بقوة من خلال تحركه وكلماته، كما أنه إشرك المرأة في الصلاة بالحضور والتواجد الفاعل، في الوقت الذي لم يكن لها موقعاً في مساجد المنطقة، إلى أن أصبح وجودها أمراً واقعاً بعد أن كان مرفوضاً من عدة شرائح دينية واجتماعية بداوعٍ عرفية.
3- صلاة الجمعة: بادر آية الله النمر لإقامة صلاة الجمعة في عام 1424 هـ (2003م) بمدينة العوامية، بعد أن كانت الظروف المحيطة تعوق دون إقامتها سوى من صلاة واحدة تقام في مدينة سيهات من قبل مقلدي آية العظمى الشيخ حسين العصفور ، فكان لسماحته الفضل في تكثيفها في المشهد الديني في مدينة القطيف، حيث أقيمت بعدها في مدن صفوى وتاروت والقطيف.
4- الإثراء الفكري: كان للشيخ النمر في إثراء وتغذية الساحة الإسلامية بالكثير من المحاضرات الرسالية المتنوعة والتي تربو على 2000 محاضرة، بين خطب جمعة وكلمات قصيرة وتأملات في أحديث أهل البيت عليهم السلام والندوات والرؤى العديدة، ولم تكتفي في الطرح الداخلي بل كانت لها انتشار كبير في الداخل وخارج المنطقة وقد تميزت بالطرح المتجدد والجريئ في العديد من موضوعاتها.
5- المقالات والنشرات: لآية الله النمر أطروحات عديدة، توزعت في مقالاته المتنوعة التي نشرت في المجلات والمطويات ومواقع الانترنت وغيرها، وأيضاً أهتم بشكل خاص بالجيل الشاب عبر إصداره قرابة 30 عدداً من نشرة "الشباب والشبائب" والتي كان يكتبها بنفسه كاملة، تناول فيها مختلف القضايا الدينية والثقافية والسلوكية والاجتماعية بصبغة معاصرة مما يحتاجه الجيل الشاب.
6- مشاركات نشطة: وفاعلة في العديد من الأنشطة الدينية والثقافية التي تقام في المنطقة.
7- دور المرأة: سعى جاهداً لتفعيل دور المرأة في المنطقة واستثمار طاقاتها في المجالين الديني والاجتماعي، والعمل على صقل كفاءتها وإبرازها في الوسط النسائي، ابتداءً من المشاركة والحضور في صلاة الجماعة في المسجد، مروراً بالمشاركة في البرامج الدينية المختلفة، وانتهاءً بالمشاركة في قيادة المجتمع، وقد تكلل سعيه بالنجاح حيث تخرّجت من مدرسته ثلة من الأخوات العالمات الرساليات القادرات على إدارة العمل الديني والمشاركة في الأنشطة خطابة وكتابة وقيادة، فتشكل للمرأة واقع ديني مختلف يتميز بالنشاط والفاعلية والانطلاق.
8- محاربة العرف الاجتماعي والديني الجاهلي والتقاليد البالية: قد حمل على عاتقه كسر الآصار والأغلال الاجتماعية السيئة التي تعيق تقدم الإنسان وتحمله أضعاف ما يحتمل، وتحمل في سبيل ذلك مقاطعة بعض الفئات الاجتماعية والدينية له، ومحاولة تشويه الصور التي يرسمها عن البديل الأصيل لتلك الأعراف الخاطئة، ووقف بحزم وصدق مع التجاوزات التي يقوم بها أدعياء الدين باسم الدين من أجل تصحيح المسار ورفع الغبش والضبابية عن عيون المجتمع.
9- تيسير الزواج: دعا سماحته إلى تقليل التكاليف الباهظة للزواج، لتزويج العزاب والعازبات، وسعى إلى الإقناع باعتماد (مهر الزهراء سلام الله عليها) بدلاً من المهور المرتفعة الذي يرمي بعوائق الزواج وتكاليفها الباهظة التي تثقل عاتق الشباب والشبائب، وتحول دون المساهمة في تسهيل أمور الزواج.
10- التعليم الديني: في عام 1422 هـ (2001م) انشأ سماحته حوزة دينية إذ كانت بداية انطلاقتها باسم (المعهد الإسلامي)، وقد حوت في صفوفها الدراسية الرجال والنساء في قسمين منفصلين، ومن ثم تم استحداث أقسام أخرى وهي: قسم النشء (بنين) ثم (بنات)، والقسم القرآني النسائي، بإدارة وتدريس من طلبة الحوزة وخارجها.
فكان من بركات هذا الإنشاء أن عمم سماحته مجموعة من خيرة الشباب المؤمنين بالعمامة الدينية، وهم يمارسون أدوارهم الدينية في مجالات شتى فيعطون من أوقاتهم وجهدهم خدمة للدين والمجتمع، وتخريج مجموعة من الكتاب والكاتبات من أصحاب القلم الرسالي الموجه، وغير ذلك من الآثار الطيبة والحميدة.
11- الاهتمام بقضية البقيع: نادى وبصوت مدوي بقضية قبب أئمة البقيع التي هدمت في الثامن من شوال لعام 1344هـ (1925م)، بعد أن غابت هذه القضية عن الساحة الشيعية عقوداً من الزمن، إلى أن تعالى الصوت الشيعي تدريجياً بعد ذلك يصدع مطالباً بإعادة البناء، حيث ابتدأ النداء عبر مراحل عدة منها:
- نادى سماحته في عام 1425 هـ (2004م) بإقامة مهرجان بسيط لإحياء هذا الحدث تحت عنوان: (البقيع حدث مغيب) وقد تعرض هذا المهرجان لتدخل أمني من قبل السلطات السعودية، مما أدى إلى المنع من إقامة المهرجان، بعد أن تعرضت الحكومة لضغوط كبيرة وكثيرة من الوهابية التي ثارت ثائرتها بحجة "إقامة شركيات في بلاد التوحيد"، مما سبب ذلك استدعاء سماحة الشيخ من قبل السلطة.
- نادى سماحته بإقامة المهرجان في العام الذي تلاه تحت مسمى: (البقيع الخطوة الأولى لبنائه) في عام 1426 هـ (2005م) وقد تعرض أيضاً للمنع من السلطات، مما أنتج عن هذين النداءين مطالبة آخرين في العالم الإسلامي الحكومة السعودية ببناء قبب البقيع، وقد وعدت الحوزة العلمية في العراق بالتكفل بتكاليف البناء، وقد جمعت تواقيع 8 ملايين من الشيعة للمطالبة ببناء البقيع.
- تلا ذلك وبإصرار من سماحة الشيخ على تنظيم المهرجان وإحياء الذكرى في عام 1427 هـ (2006م) فنادى بإقامة مهرجان تحت مسمى: (البقيع قبب ومنائر)، وقد تعرض هذا المهرجان أيضاً للمنع، ولكن الجديد هنا هو في أخذ وعداً من أحد المسئولين بالحكومة بتنظيم المهرجان أو مطالبته الشرعية لتظيمه، وكان من مطالباته له -أي للمسئول بالدولة- ووعده له، حتى وإن لم يتجاوز كونه حبراً على ورق: "تجويز المطالبة بحقه الشرعي في بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام، إضافة إلى حذف عبارات من الكتب الدراسية والإعلام الرسمي التي تتهم بناة القبور -وما يرتبط بها- بالشرك".
- في العام الذي تلاه 1428 هـ (2007م) أقام المؤمنين المهرجان وقد كان الإرباك من رجال الأمن من أن يقام، وقد أقيم برغم المنع له في السنوات التي تليها.
- أنتجت هذه النداءات أن ارتسمت ذكر البقيع في أذهان المسلمين حيث خرجت بتوفيق الله في أوربا وأمريكا بعض التجمعات المنظمة في مسيرات سلمية منادية بحق المطالبة ببناء مقبرة البقيع المخربة ومنائرها المهدمة، ومنددة بالعمل المشين لهدم تلك القبب، وكذلك في بعض الدول الإسلامية.
12- توثيق حقوق الطائفة الشيعية: في عام 1428 هـ (2007م) قدم سماحته لنائب أمير المنطقة الشرقية -بعد تجاذبات بينه وبين السلطات- عريضة نموذجية غير مسبوقة تجسد المطالب الشيعية في المملكة، وقد أثنى على هذه المطالب المطلعين والمراقبين وعدها المطلعون نموذجاً شجاعاً وصريحاً وأسلوباً يُحتذى في المطالبة بالحقوق.
13- تشكيل المعارضة الرشيدة: في خطابٍ جماهيري بليلة العاشر من شهر محرم لعام 1429هـ (2008م) نادى آية الله النمر بتشكيل (جبهة المعارضة الرشيدة)، والتي من وظيفتها ومسؤولياتها: "معارضة الفساد الاجتماعي والكهنوت الديني والظلم السياسي" الواقع على المواطنين في السعودية.
وغيرها من المشاريع والنشاطات والمواقف العديدة التي أثمرت عن تكوين توجهات وتحركات تعود بركاتها على المجتمع.
* ميلاده ونسبه:
ولد سماحة الشيخ نمر باقر النمر عام 1379 هـ (1959م)، بمنطقة العوامية - إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية-.
ينتمي سماحته إلى عائلة رفيعة القدر في المنطقة برز فيها علماء أفذاذ أبرزهم آية الله العظمى الشيخ محمد بن ناصر آل نمر، و"حجة الإسلام الشيخ حسن بن ناصر آل نمر، والأديب الشاعر محمد حسن آل نمر (رائد القصة القصيرة بالقطيف ورئيس تحرير جريدة البهلول بالعراق)، سماحة الشيخ عبد الحسين آل نمر (أحد تلاميذ الشيخ محمد بن نمر)"
" بالإضافة لمجموعة من خطباء حسينيون كجده من أبيه: الحاج علي بن ناصر آل نمر المدفون إلى جانب أخيه آية الله الشيخ محمد بن نمر بمقبرة العوامية، والملا عبد الله بن حسين آل نمر وغيرهم من الشخصيات المرموقة.
أما نسبه لأمه فيعود للشخصية العوامية البارزة الحاج الوجيه سلمان محمد الفرج المعروف باسم (سلمان الشيوخ) الذي اشتهر بكرمه ووقفه للأرض الزراعية الكبيرة بالعوامية (الرامس) لعموم أهالي العوامية".
* الحالة الاجتماعية:
له من الأبناء ابن واحد وثلاث بنات، وقد وافت المنية زوجته بعد معاناة مع مرض السرطان وآية الله النمر في معتقله بالرياض عام 1433هـ.
* دراسته ورحلته لطلب العلم الديني:
بدأ دراسته النظامية في مدينة العوامية إلى أن انتهى إلى المرحلة الثانوية؛ ثم هاجر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية طلباً للعلوم الدينية الشرعية في عام 1400 هـ (1980م)، فالتحق بحوزة الإمام القائم (عج) العلمية في مدينة طهران، التي تأسست على يد آية الله العظمى السيد محمد تقي الحسيني المدرسي (دام ظله) في ذات العام، والتي انتقلت بعد قرابة العشر سنوات إلى منطقة السيدة زينب (ع) بسوريا.
وقد أتمّ سماحته فيها دراسة الأصول والفقه، فأتمّ في علم الأصول: أصول المظفر، ورسائل الشيخ الأنصاري والكفاية للآخوند الخراساني، وأتمّ في الفقه: اللمعة الدمشقية للشهيد الأول، وجامع المدارك للخوانساري، والمكاسب للشيخ الأنصاري، ومستمسك العروة الوثقى للسيد الحكيم، وغيرها من الكتب الفقهية.
وقد حضر دروس وأبحاث أبرز أساتذة حوزة الإمام القائم وغيرها؛ فمن المدرسين الذين حضر لهم:
1- بحث الخارج عند آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله).
2- بحث الخارج عند سماحة آية الله السيد عباس المدرسي (حفظه الله) في سوريا.
3- بحث الخارج عند سماحة آية الله الخاقاني (حفظه الله) في سوريا.
4- الدروس العالية عند سماحة العلامة الشيخ صاحب الصادق (حفظه الله) في طهران .
5- درس اللمعة عند سماحة العلامة الحجة الشيخ وحيد الأفغاني (قدس سره).
6- كما حضر درس الأخلاق لدى المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) بقم المقدسة.
وقد بلغ سماحته مرتبة (الاجتهاد)، وإضافة إلى مرتبته العلمية المرموقة فإنه لم ينقطع عن ممارسة مسؤولياته التربوية والتثقيفية والاجتماعية، مازجا بذلك بين العلم والعمل.
"ويعد سماحته من خيرة المدرسين، حيث قام سماحته بتدريس المقدمات للعديد من الطلبة في الحلقة العلمية، ومن ثم بدأ بتدريس السطوح، والمكاسب، والرسائل، والكفاية، كما قام بتدريس كتاب اللمعة الدمشقية مرات عديدة في الحوزة العلمية في إيران وسوريا" (3)، كما ودَّرَسَ كتاب جامع المدارك، ومستمسك العروة الوثقى، والحلقات للسيد محمد باقر الصدر، وغيرها من الدروس الحوزوية.
تخرجت على يديه ثلة من العلماء الأفاضل الذين مارسوا ويمارسون الأدوار الدينية والاجتماعية والقيادية في مجتمعاتهم.
وتولى سماحته إدارة حوزة الإمام القائم بطهران وسوريا لعدة سنوات، وكان من أعمدتها وإدارييها المتميزين، وساهم مع زملائه العلماء في تطويرها وتقدمها.
* من سماته:
يتمتع سماحته بخلق رفيع وقوة في تمسكه بمبادئ وقيم الدين الحنيف، والتي تبلورت عملياً في مسيرته الفكرية والجهادية.
كما ويتمتع سماحته بنظرة ثاقبة في المستجدات الواقعة، وبرؤية تحليلية دقيقة وموضوعية لمجريات الواقع الاجتماعي والسياسي، والتي كان يستلهمها من بصائر الذكر الحكيم، وهدى السنة المطهرة، وبما لديه من ثقافة غزيرة ومتنوعة.
نفاذ البصيرة والقدرة على التحليل واستشراف المستقبل الذي تميز بها سماحته تعتمد على ركيزتين:
الأولى: الوحي: (القرآن والسنة المطهرة).
الثانية: العقل.
فجمع من خلالهما بين (فقه القيم) و(فقه الواقع) مما أكسبت تحليلاته لمجريات الأمور الدقة والموضوعية والواقعية، ومكنه من قراءة متقدمة للواقع، ومنحه براعة في الكشف عما وراء الأحداث، وهذا يعود لما يمتلكه سماحته من مقومات عقلية وعلمية.
كما "وقد عرف عن الشيخ الجد والاجتهاد والنشاط والمثابرة والإيمان العميق وقد شهد له الجميع ممن عرفه ودرس معه بأنه فاق أقرانه، ومع أن الشيخ لا يجامل على حساب الدين والمبدأ إلى جانب شجاعته ودفاعه عن الحق بكل قوة وصراحة وعدم خشيته من الملامة في الله، فهو إلى جانب ذلك لا يحمل في قلبه أي حقد على أحد من الناس على الإطلاق ولذلك يعد الشيخ مضرب المثل في طهارة النفس وسموها ورفعتها"
حملة عالمية للدفاع عن المظلوم الشيخ نمر باقر النمر
Reviewed by Gharam elsawy
on
1:30 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: