الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من هنا بدأ الاسلام ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 31 )

سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من هنا بدأ الاسلام ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 31 )

تتمة صفات خلقية أهلت العرب لحمل رسالة الإسلام :
صفة أخرى أيضاً في العرب: وهي الصبر وقوة التحمل. اكتسب العرب هذه الصفة من طبيعة البلاد التي يعيشون فيها، فهم يعيشون في بلاد جافة، وظروف المعيشة عندهم صعبة قاسية، كانوا بصفة عامة أبعد الناس عن الترف، فكانت هذه الصفة من الصفات العظيمة التي كفلت للدعوة النجاح، كان لا بد من الصبر لتحمل مشاق الرسالة الضخمة، صبر على الفقر ولمدة طويلة، صبر على الجوع؛ لأن الجهاد يحتاج لذلك، يقيم الواحد صلبه بتمرات قليلة، صبر على المشقة والحر والتعب والسفر الطويل والحصار الأطول، صبر على القتال والنزال والجهاد، صبر حتى على تأخر النصر، لا يستعجل، لا يمل، لا يضجر، من كانت هذه صفته وكان بعيداً عن الترف كان دعامة راسخة للأمة الإسلامية.

إذاً: كانت هناك حكمة عظيمة جداً في اختيار هذا المكان دون غيره حتى تنزل فيه الرسالة وتنشأ فيه الأمة. هناك صفات خاصة جداً تمتع بها هذا المكان، وصفات تمتع بها ساكني هذا المكان، ولو تكررت هذه الصفات في زمن من الأزمان، فستقوم الأمة من جديد بنفس الطريقة وبنفس النجاح إن شاء الله.

 تلخيص القواعد الهامة لبناء الأمة الإسلامية، وهي عشر قواعد:
القاعدة الأولى:


لابد أن تحافظ الأمة على نقاء رسالتها ووحدة مصدرها، وعدم خلط القرآن والسنة بالمناهج الأخرى.

القاعدة الثانية:

اعتقاد أن النصر من عند الله عز وجل، وقد جرت سنة الله عز وجل أن ينصر القلة المؤمنة على الكثرة المشركة.

اقرأ أيضا :سلسلة بناء أمة ...من دروس السيرة النبوية ( من هنا بدأ الاسلام ) للدكتور راغب السرجاني ( الحلقة 30)

القاعدة الثالثة:

على المسلمين أن يستفيدوا من كل قانون موضوع، ما لم يكن هناك تعارض مع الشرع والعقيدة الصحيحة، فإن حدث التعارض يقدم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
القاعدة الرابعة:


الجيل الذي يستطيع أن يبني هذه الأمة هو جيل يتقن اللغة العربية ويعظمها ويتعلم اللغات الأخرى، ولكن لا يقدمها على لغة القرآن.

القاعدة الخامسة:


ابدأ بدعوة الأقرب فالأقرب، وأقرب الناس إلى الاستجابة هم المسلمون أنفسهم، جيرانك، أصحابك فابدأ بهم.

القاعدة السادسة:

لا تقوم الأمم إلا على أكتاف الصادقين.


القاعدة السابعة:

ابدأ بالكريم فإنه أقدر على حمل الدعوة.



القاعدة الثامنة:


الجبان قد يقتنع بقضية المال ولكن قلبه لا يقوى على الدفاع عنه، فعليك بالشجاع.

القاعدة التاسعة:


لا يحرص على قيام الأمة إلا عزيز النفس، ومن كان يرضى بالذل قَبِلَ أن يكون في ذيل الأمم.




القاعدة العاشرة
:

الترف مهلكة، والمعتمد على المترفين كالذي يبني قصراً من الرمال، فابحث عمن كان الصبر صفته، وعمن كانت المجاهدة حياته.


كانت هذه هي القاعدة الأخيرة المستخرجة، وتلك عشر كاملة.

أسأل الله عز وجل أن ينفعني وينفعكم بها، وأن ينير طريقنا بمنهج القرآن، وبهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }[غافر:44]،

ليست هناك تعليقات: