الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ..( السيدة زينب رضى الله عنها ) الجزء الأول

سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ..( السيدة زينب رضى الله عنها ) الجزء الأول

السيدة زينب رضى الله عنها هي السيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم القرشية الهاشمية، وأمها السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، وقد ولدت قبل البعثة بمدة قيل إنها عشر سنين ، وكانت أكبر بناته صلى الله عليه وسلم والأولى من بين أربع بنات هن : زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن ، وأول من تزوج منهن رضي الله عنهن

وقد أحبها الرسول صلى الله عليه وسلم وفرح بقدومها ،وفرحت بها السيدة خديجة رضي الله عنها ، وترعرعت السيدة زينب رضى الله عنها في بيت النبوة فشبت على مكارم الأخلاق فكانت الوردة الطاهرة التى يتقدم لها الخطاب
تقدم لخطبتها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، وأمه هالة بنت خويلد أخت السيدة خديجة رضي الله عنها وهى التى فاتحت السيدة خديجة وطلبت منها خطبة السيدة زينب رضي الله عنه لأبنها ،فسرت لذلك السيدة خديجة رضي الله عنها ، وسألت الرسول صلى الله عليه وسلم أن يزوجها منه فوافق عليه الصلاة والسلام
وكان أبو العاص بن الربيع كريم الخصال ، و من رجال مكة المعدودين مالاً و أمانة و تجارة ، وتزوجت السيدة زينب رضي الله عنها بابن خالتها وسعد الزوجين وأكرمهما الله تعالى بوليدهما علي بن أبي العاص ومن بعده اخته أمامة

ومرت الأيام والزوجين في سعادة ومحبة ، و عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأربعين من عمره جاءه الوحي في غار حراء و بدأت الدعوة إلى الله ، فآمن به أهل بيته جميعا ومنهم السيدة زينب رضي الله عنها
اقرأ أيضا :ما حكم الاحتفال بالمولد النبوى؟......... حلال أم حرام
وكان زوجها في سفر عندما اسلمت رضي الله عنها ، ولم يعلم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما عاد وعلم بالخبر ، حاولت أن تدعو ه إلى الاسلام و كذلك حاول معه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكنه رفض أن يترك دين آباؤه و كان مما قال لها :
" والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "
وحاول كفار قريش أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناته ، فمشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت ، قال: لا والله لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه..

واشتد ايذاء الكفار للمسلمين وحاصروا المسلمين في شعب أبي طالب ، ثم توفى أبو طالب وتوفت بعده السيدة خديجة رضي الله عنها ، وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهاجرت معه بناته إلا السيدة زينب فقد بقيت في مكة مع زوجها ، بقيت حزينة وحيدة بعد أن توفت والدتها وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم...

بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه فاطمة وأم كلثوم رضي الله عنهن إلى دار الهجرة ، أما رقية رضي الله عنها فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب رضي الله عنها التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها.

بعد أن استولى المسلمون على قافلة كانت قادمة من بلاد الشام حاملةً بضائع لأهل مكة وقتل عمرو بن الحضرمي وأخذ رجال القافلة كأسرى، اشتد غضب رجال قريش، وخاصة بعد أن وصلهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينوي التعرض لقافلة أبي سفيان
وحشد رجال قريش وأشرافها الجيوش وجهزوا العتاد والأسلحة لمواجهة محمد صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه للقضاء عليهم في المدينة ، و في تلك الأثناء وصلت قافلة أبي سفيان سالمة إلى مكة.

وشارك أبا العاص زوج السيدة زينب رضي الله عنها ، قومه المشركين وقرر الوقوف ضد رسول الله ووالد زوجته صلى الله عليه وسلم والمسلمين في موقعة بدر ، تاركاً زوجته وطفليه في مكة، رغم طلب زوجته منه البقاء في مكة، وعدم المشاركة مع المشركين.

كانت زينب رضي الله عنها تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر والدها على أعداء الله ِ، وأن يحفظ زوجها من كل سوء على الرغم من عصيانه لله ، وبدأ القتال وواجه المشركون بعددهم الكبير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه القلة المؤمنة، ولكن الله تعالى نصر رسوله والمؤمنون نصراً كبيراً وهزم أعداء الإسلام على الرغم من عدم التوافق العددي بين الجيشين.
ووصل خبر انتصار المسلمين إلى مكة وكانت فرحة زينب رضي الله عنها بهذا الانتصار لا توصف، ولكن خوفها على زوجها لم يكمل تلك السعادة التي غمرتها، حتى علمت بأن زوجها لم يقتل وأنه وقع أسيراً في أيدي المسلمين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى أبا العاص زوج ابنته ضمن الأسرى، واستبقاه عنده بعد أن أمر الصحابة أن يستوصوا بالأسرى خيراً.
فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بني عليها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال:" إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا ".
قالوا: نعم ! يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها.
وادنى رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه صهره ، فأسر إليه حديثا لم يعلم ما هو فحنى ابو العاص رأسه موافقا ، ثم حيا و مضى فلما بعد التفت صلى الله عليه و سلم الى أصحابه من حوله فأثنى على أبي العاص خيرا و قال : " والله ما ذممناه صهرا "
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد اشترط عليه أن يبعث له حين عودته لمكة ابنته زينب فعاهده على ذلك ووفى أبو العاص بذلك ، وهاجرت السيدة زينب إلى المدينة..

ليست هناك تعليقات: