سيرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم الحلقة(الثانية والثلاثون)
الحلقة ( 32 )
يلا صلوا على النبى
هجره نبينا ﷺ من مكه للمدينه (ج3)
و شفنا امبارح ابو بكر بيبكى من الفرحه لأنه هيهاجر فى صحبه النبى صلى الله عليه و سلم و بدأ يستعد للهجره، و بدأ النبى عليه الصلاه و السلام يحط الخطه بإن على بن ابى طالب ينام مكانه و أعطى النبى البرده الخضراء بتاعته عشان يتغطى بيها على رضى الله عنه .. دلوقتى جه وقت الهجره..بس النبى لسه فى بيته ..وتحصل مشكله كبيره ..قريش جت بدرى..
قريش على باب بيت النبى بالسيوف مستنينو يخرج عشان يقتلوه و ينفذوا خطتهم و مكرهم،لكن الله خير الماكرين.. وينزل وحى للنبى ان ربنا هيخلى غشاوه على عين كفار قريش و حيقدر يعدى منهم ..و يخرج النبى و فى إيده حفنه من التراب و يعدى و هوه بيقرأ الأيه دى:{وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس:9].وبقى يعدى النبى من وسطيهم و يحط فوق راس كل واحد منهم شويه تراب و كفار قريش لا حاسين و لا شايفين .. الحمدلله ..الله على كل شئ قدير ♡
و يعدى النبى بسلام و يروح على بيت ابو بكر و يبقى ابو بكر مجهز ناقتين فقال للنبى : يا رسول الله ، إن عندي ناقتين أعددتهما للخروج ، فخذ إحداهما ، فقال النبى : أخذتها بالثمن (النبى عايز ثواب الهجره كله ..حتى اى مال حيندفع فى السفر عايز يدفعه من ماله الخاص ..ده حال رسول الله لما يلاقى ثواب .. وده لازم يببقى حالنا احنا كمان.. اننا نطمع فى الثواب و لو بتسبيحه واحده و منكسلش عنها، قال تعالى:قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ )َ
المهم يخرج ابو بكر و النبى من الباب الخلفى و أتجهوا جنوبًا إلى غار ثور ، طيب النبى اتحرك و هاجر.. مين لسه واقف مستنى النبى يطلع من بيته ؟كفار قريش لسه واقفين و محاصرين البيت فيعدى واحد من الكفار و يلاقيهم واقفين فيقول لهم ..ماذا تنتظرون هنا؟ قالوا: محمدًا.. فقال: خيَّبَكم الله، قد والله خرج عليكم محمد. (النبى خرج و هاجر من باااادرى.. انتو واقفين على الفاضى) لما كفار قريش عرفوا اتجننوا من الغيظ و اللى جننهم اكتر بئه التراب اللى لاقوه على راسهم ..
لان ده دليل ان محمد حط التراب و عدى فعلا من قدامهم و محدش فيهم شافه.. فأكيد دى معجزه.. قام كفار قريش بسرعه حاولوا يبصوا من فتحات فى الباب فلاقوا واحد متغطى بالبرده الخضرا..فقالوا: والله إن هذا محمدا نائم.. فقام واحد منهم اقترح أنهم يقتحموا البيت لكن اعترض معظمهم ..طب ليه؟ اصل يا جماعه الكفار قالوا: والله إنها لسُبة "عيب"في العرب أن يتُحدثَ عنا أنْ تسورنا الحيطان على بنات العمِّ، وهتكنا سترَ حرمتنا...(شايفين الأخلاق..الرسول صلى الله عليه و سلم قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
يعنى كان فى شويه اخلاق ..كان فى انسانيه ..و ربنا اتم علينا النعمه بنزول القرآن و ببعثة محمد خير خلق البريه )
المهم فضل الكفار مستنين للفجر فقام على بن ابى طالب من فراش رسول الله، فلما قريش شافت كده اتجننت و أعلنت حالة طوارىء.. و أول قرار اخدوه هو البحث عن ابو بكر الصديق ..لانه صاحب رسول الله..فيجرى أبو جهل بنفسه ومعاه مجموعه من المشركين، وخبط على الباب و فتحت أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها، فزعق ابو جهل وقال: أين أبوك؟ فقالت أسماء : لا أدري. فرفع أبو جهل ايده و ضربها بالقلم لدرجه ان الحلق قطع ودنها و وقع على الأرض ..رضى الله عنها اسماء بنت ابى بكر :')♡
دلوقتى كفار قريش بيراقبوا مخارج و مداخل مكه .. و بدأو يعلنوا عن مكافأه كبيره للى يدلهم عن مكان محمد.. طيب النبى عليه الصلاة و السلام فين دلوقتى؟النبى مع ابو بكر ماشيين حوالى 8 كيلو لناحيه الجنوب لحد ما وصلوا لجبل صعب جدا و طريقه كله طوب اسمه جبل ثور وكان فيه غار فأتسمى بغار ثور..فيدخل ابو بكر الغار قبل رسول الله علشان يطمن ان مفيش فيه ثعبان او اى شئ مؤذى و يبدأ يقطع من هدومه عشان يسد الفتحات اللى جوه الغار عشان لو فيها عقرب او تعبان ..و بعدين يقوله ادخل يا رسول الله ..جميل اوى يا سيدنا ابو بكر.. وتتبقى فتحه عارفين ابو بكر حيعمل ايه؟
ابو بكر حيسدها برجله.. و ابو بكر يخلى النبى يسند راسه على رجله عشان يرتاح شويه.. (وعايزكوا تتخيلوا معايا سبب حنان سيدنا ابو بكر ورعايته لرسول الله حتلاقوا ان السبب هوه رقه و براءه طبع سيدنا النبى و طيبته و تحمله للمشقه و معاملته الجميله اللى بتخلى اى شخص معاه عايز يشيله من على الارض شيل.. و حتفضلوا على مدار السيره حتتعلموا صدق الحب و جمال الصداقه و الوفاء بين رسول الله و ابو بكر)
و بعد ما سد ابو بكر برجله الفتحه.. فيلدغه عقرب ..فأبو بكر يمسك نفسه و ميحركش رجله عشان ميقلقش راحه رسول الله و من شده الألم تدمع عين ابو بكر و تنزل الدموع على خد رسول الله فيصحى و يقول مابك يا ابا بكر؟.. فيقول ابو بكر: أصيبت قدمى يا رسول الله فيتفل النبى (حبه مايه من فمه الشريف) على الجرح المسمم فيشفى ابو بكر بإذن الله..
كفار قريش قالبين الدنيا على النبى..و بيدورا فى كل حته و فعلا اكتشفوا الطريق اللى مشى فيه النبى عليه الصلاه و السلام وصاحبه ابو بكر رضى الله عنه.. و وصل الكفار للجبل اللى فيه الغار .. و طلعوا الجبل و وقفوا قدام الغار بالظبط.. و الغار صغير اوى.. ابو بكر جوه مش مصدق انهم قدام الغار..فبدأ يتوتر و بقى مضطرب جدا.. اصل ابو بكر مش خايف على نفسه ..ابو بكر خايف على النبى و على الدعوه لدين الله
فبمنتهى القلق بص للنبى و قال : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصْرَهُ رَآنَا. (لو حد منهم بس يوطى راسه كده و يبص تحت ..حيكشفنا )و يرد النبى و هوه قاعد فى سكينه و يقول : "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيِنْ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا".و فعلا الحمدلله ربنا حفظ رسول الله و صاحبه عن الكفار.. يقول الله تعالى:إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا . وهنا اتذكر ابو بكر فى القرآن الكريم و اثبتت صحبته لرسول الله ♡
طيب الرسول صلى الله عليه وسلم حيقعد مع ابو بكر فى الغار لمده ثلاث أيام..و دلوقتى فى ادوار مهمه اوى حيقوم بيها اكتر من شخص منهم .عامر بن فُهَيرة رضي الله عنه ده كان مولى ابو بكر الصديق رضي الله عنه..عامر حيرعى الغنم فى الطريق اللى فيه آثار قدم النبى الشريفه و ابو بكر..عشان يمحى آثار الاقدام وساعتها محدش من الكفار حيقدر يعرف طريقهم..
أما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كانت بتاخد الاكل و الشرب و تروح يوميآ الغار لرسول الله و ابوها.. و كان مناسب جدا انها تمسك المهمه دى عشان محدش حيشك فيها ..اصل صعب ان إمرأه تمشى المسافه دى فى الصحرا و خصوصا لو فى الشهور الأخيره لحملها وكانت بتربط الأكل و الشرب بحزام حوالين بطنها وعشان كده سماها الرسول بذات النطاقين وكانت بتمشى المسافه دى وتطلع الجبل الصعب ده لمده 3 ايام متواصله..
و فى واحد اسمه عبد الله بن أُرَيْقِط
ده حيبقى مع النبى و ابو بكر فى تكمله المسيره للمدينه و حيجيب ناقه تالته، و كمان حيكون معاه عامر بن فُهَيرة و حيكملوا معاهم لحد المدينه بإذن الله..خرج الرسول مع ابو بكر بالليل من الغار .. و اتجهوا ناحيه اليمن و بعدين غربا ناحيه البحر الاحمر و بعدين شمالا فى طريق صعب اوى كله تعاريج و حفرو هنا كان ابو بكر بيعمل حاجه جمييييله اوى .. ابو بكر كان يمشى على يمين النبى حبه و بعدين يلف و يمشى على شماله حبه كمان و يلف و يمشى قدامه حبه و بعدين يلف يمشى ورا النبى حبه :') ♡
فالنبى خد باله فسأل ابو بكر و قال : ما بك يا أبا بكر؟ فرد ابو بكر و قال : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذْكُرُ الطَّلَبَ (ان حد يجيلك من وراك) فَأَمْشِي خَلْفَكَ، ثُمَّ أَذْكُرُ الرَّصَدَ (ان حد يجيلك من امامك) فَأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْك.ثم اذكر الميمنه و اذكر الميسره.. شايفين ابو بكر بيحمى النبى ازاى !! كان ابو بكر بيقول للنبى : إِنْ قُتِلْتُ أَنَا فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَإِنْ قُتِلْتَ أَنْتَ هَلَكَتِ الْأُمَّةُ.
طيب دلوقتى قريش حتتجنن ، و بتحاول تحفز الناس كلها بالمكافأت انه يدورا على النبى و كانت المكافأه 100 ناقه يعنى ثروه كبيره جداا .. وكله كان مموت نفسه و بيجتهد عشان يلاقى النبى عشان ياخد المكافأه لكن كلهم فشلوا إلا واحد اسمه سُرَاقَةُ بن مالك .. سُرَاقَةُ شاف النبى و ابو بكر فبسرعه خد فرسه و سلاحه لحد ما قرب من النبى و ابو بكر ، و ابو بكر شاف سُرَاقَةُ بيقرب منهم اكتر بس الحمدلله حصلت معجزه.. إيه هيه؟ رجل الفرس اللى راكبه سراقه عماله تغرس جوه الرمل .. مره و اتنين و تلاته فسُرَاقَةُ فهم ان فى شئ مانعه عن الرسول و ابو بكر فقام قايل: يا محمد أسألك الأمان ..
و فعلا قرب من النبى و قال : ان قريش عامله ديه للى حيمسك بيكم و انا عايزها.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سُرَاقَةُ "أَخْفِ عَنَّا". و بعدين قال له كلام عجيب اوى قال صلى الله عليه و سلم : "كَأَنِّي بِكَ يَا سُرَاقَةُ تَلْبَسُ سُوَارَيْ كِسْرَى ".. (النبى بيقوله حيجى اليوم اللى حتاخد فيه الاساور الذهب اللى كِسْرَى ملك الفرس بيلبسهم فى ايده ) فسراقة بقى مذهول مش مصدق ان ممكن ده يحصل فى يوم من الأيام فقال للنبى : امضى لى على ورقه ان لو انتصرتوا على الفرس حتدونى اساور كِسْرَى فعلا..
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن فهيره انه يكتب لسراقه ده فى ورقه كضمان.. و مشى سراقه و بدأ يضلل الناس عشان يبعدوا عن طريق النبى و يقول لهم: ابعدوا ..الطريق ده انا دورت فيه كويس اوى بلاش تمشوا فيه مش حتلاقوا محمد.. سبحان الله ربنا سخر سراقه لرسول الله ..قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} على فكره حتمر الأيام و حنشوف بعد كده بعد فتح مكه و سراقه حيسلم و بعد وفاه رسول الله و بعد ما حتتفتح بلاد الفرس على ايد امير المؤمنين الخليفه عمر بن الخطاب.. حيكون فى غنائم المسلمين و فيها اساور كِسْرَى ملك الفرس ..
فسراقة حيكون عجوز و حيدى لعمر الورقه اللى اتكتب له ضمان من النبى انه له سُوَارَيْ كِسْرَى فحيدى سيدنا عمر رضي الله عنه سُوَارَيْ كِسْرَى لسراقه تنفيذا لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..قال تعالى:" وَ مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٰو يبكى" سراقه و يبكى سيدنا عمر. صدقت يا رسول الله ♡ ودا عرفناه مع بعض في سلسلة قصص حياة الخلفاء الراشدين اللي نشرناها قبل سلسلة السيرة النبوية
سيرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم الحلقة(الثانية والثلاثون)
Reviewed by Ahmed Aldosoky
on
7:16 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: