ترتيب جيوش العالم ..ارقام خادعة ووسيلة لترويج تجارة السلاح

بقلم / احمد الدسوقى
عندما تريد السفر من القاهرة الى الاسكندرية هل تركب سيارة واحدة ام 10 سيارات ؟ بالتأكيد ستركب سيارة واحدة ، ولنفترض انك تملك 10 سيارات بالفعل هل هذا يعنى انك ستصل اسرع من غيرك الذى يمتك 8 سيارات فقط ؟ هذا المثل البسيط يكشف زيف الارقام التى تروجها مؤسسة "جلوبال فاير باور" Global firepower
فى تقريرها السنوي لتصنيف جيوش العالم
فالمؤسسة تعتمد اولا على الارقام المعلنة وهى غالبا معلومات منقوصة او مضللة لانك تتحدث عن امن الدول والشعوب ، وثانيا تعتمد المؤسسة على قيمة واردات الدول المستوردة للسلاح وتضعها فى مرتبة متقدمة بهدف الترويج لتجارة السلاح لكنها لا تنظر الى ان بعض الدول تشترى سلاحا مقابل شراء مواقف سياسية من دول كبرى ،فما قيمة ان تشترى قطر مثلا مئات الدبابات وعشرات الطائرات وهى ليس لديها جيش اصلا بل مجموعات من افراد للتشريفة ،وحسب المؤسسة نفسها فان عدد افراد الجيش القطرى 12 الف فرد  ومتناقضا فى الارقام عندما يدعى ان عدد سكان قطر يتجاوز 2 مليون اى انه يعتبر كل المقيمين فى قطر مواطنون وانهم خزان طبيعى للتجنيد على غير الحقيقة، الحقيقة ان عدد سكان قطر قرابة 170 الف بعد اضافة المجنسين الذين يشكلون واجهة الامارة فى الرياضات المختلفة وفى وسائل الاعلام ونصفهم تقريبا يعيش فى الخارج .
ثالثا ان القدرات القتالية للجندى وايمانه بقضيته لا يمكن قياسهابالارقام بدليل ان الحفاة الرعاة فى الصومال هزموا الجيش الامريكى الجبار وعلقوهم من ارجلهم وربطوهم فى سيارات دفع رباعى وعرضوهم امام اعين العالم فى مقديشيو .. ثم ان جندى واحد من جنود حزب الله او حماس او الجبهة الشعبية او الجهاد الاسلامى يستطيع هزيمة 10 جنود اسرائيلين او اوربيين او امريكان فى ساحة المواجهة لان الاول حريص على الشهادة بينما يحرص الثانى على الحياة .
الموسسة تزعم انها تعتمد على 50 معيارًا مُختلفًا، من بنيها القوى البحرية، البرية، والجوية، معايير تتعلق بالكادر البشري، الأسلحة، والتحديثات التكنولوجية في الجيش، القدرات العلمية، ومعلومات عن اقتصاد تلك الدول.
ولم تعط المؤسسة اهمية كبرى لقوة الردع بدليل انها وضعت دول مثل كوريا الجنوبية وبريطانيا فى مراكز متقدمة متجاهلة كوريا الشمالية التى تمتلك قوة ردع هائلة تستطيع من خلالها حرق دولة كبرى مثل الولايات المتحدة فى بضع ساعات .
، وحسب التقرير تربعت مصر على مرتبة أقوى جيش عربي  ، واحتلت الجزائر والمملكة العربية السعودية وسوريا والمغرب، المراتب الأربعة التالية.
وحتى وان كان هذا الزعم صحيحا فان منهج البحث مغلوط من البداية فالدول الثرية تستطيع الشراء لكنها لا تملك كفاءة التشغيل .
إذ حصلت مصر على المرتبة الـ18 عالميا والأولى عربيا، وجاءت بعدها الجزائر في المرتبة الثانية عربيا وحصلت على المرتبة الـ27 عالميا، وتلتها المملكة العربية السعودية في المرتبة الـ28 دوليا والثالثة عربيا، وحصلت سوريا على المرتبة الرابعة عربيا والـ42 دوليا، وجاءت في المرتبة الخامسة عربيا، المغرب التي حصلت على المرتبة الـ49 عالميا.
وجاء تصنيف الجيوش العربية الأخرى كالتالي: الإمارات العربية المتحدة، تونس، الأردن، عُمان، الكويت، قطر، اليمن، البحرين، لبنان، السودان، العراق، ليبيا، ثم جاءت الصومال في المرتبة الأخيرة عربيا وعالميا، على القائمة التي شملت 126 دولة.
أما على الصعيد العالمي، تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية القائمة، وتلتها روسيا في المرتبة الثانية، ثم الصين، فالهند، فبريطانيا. وفي المراتب السادسة إلى العاشرة، جاءت فرنسا وكوريا الجنوبية وألمانيا واليابان وتركيا بذلك الترتيب.
ويُذكر أن معهد أبحاث ستوكهولم العالمي للسلام، نشر تقريرا الشهر الماضي، يُفيد بارتفاع واردات الأسلحة من قبل دول الشرق الأوسط بنسبة 61 في المائة بين الفترتين من 2006 إلى 2010 و2011 إلى 2015، حيث حصدت السعودية مرتبة ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم، بزيادة قدرها 275 في المائة مقارنة بالفترة السابقة.
وذكر التقرير ارتفاع واردات السلاح من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 35 في المائة، أما تلك قطر فارتفعت نسبة استيرادها للأسلحة بنسبة 279 في المائة. في حين ارتفعت واردات الأسلحة في مصر بنسبة 37 في المائة أغلبها يعود إلى ارتفاع حاد شهدته الواردات في عام 2015.