الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

إمام المسجد الحرام: الوهابية بريئة من التكفير ومنهج الخوارج الخطير

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام ،إن السلفية بمفهومها التأصيلي عقيدة وقيم ومنهج وحياة لا يصلح الزمان والمكان إلا بها، يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله (إن من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الأولين المهاجرين والأنصار، وإتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ).
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أنه لا ينافي هذا الأخذ بالتجديد في وسائل وآليات العصر والإستفادة من تقنياته في مواكبة للمعطيات والمكتسبات ، ولا يضير هذه الدعوة الغراء الساطعة ما يعتري أفعال البشر من خلل أو ذلل فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما لا يضيرها أفعال بعض المنتسبين إليها ممن تشدد أو تساهل ، فدين الله وسط بين الغلي فيه والخافي عنه ، وهذا لا يقتضي أبدا النيل من رموزها والوقيعة في علمائها والطعن في درر مؤلفاتها وسلبها عن سياقاتها الصحيحة ودلالاتها الواضحة بأفهام مغلوطة وأهواء مقصودة ، ولا يكون خطأ بعض الأفراد وشططهم في فهم وتطبيق بعض المصطلحات الشرعية محسوبا على المناهج والمبادىء والأصول مع دعوة مناشد وطالب الحق والمنصفين بعدم الإصغاء إلى الشائعات المغرضة والمحرضة .
وأكد الشيخ السديس أنه من فضل الله على هذا المنهج السلفي أن كتب له الله البقاء والانتشار ، بينما تعيش كثير من الشعارات والدعوات العثار والإندثار ، ولقد تفيأت بلادنا المباركة بلاد الحرمين الشريفين في تاريخها الإسلامي المشرق عقيدة سلفية ودعوة إصلاحية تجديدية أسفرت عن التمكين المكين لهذا الدين المتين بعد المراهنة مع جحافل الزيغ والباطل التي اندحرت بفضل الله .

مشيرا فضيلته إلى أنه كان من هذه الدعوات المباركة الطيبات الذاكيات، دعوة الإمام المجدد إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله قد قام بالدنيا مقام هداية يدعو الى التوحيد والإيمان وأضاء نوراً متألقاً يهدي به الى الله فقد كانت دعوته رحمه الله دعوة تجديدية لمن درس من الملة والدين تصحيحية لما فسد من معتقدات بعض المسلمين فحاربت البدع والخرافات والآراء الشاذة والضلالات فلم تكن دعوة إلى دين جديد ولا إلى مذهب خامس بل ترسمت هدي سيد الأنبياء والصحابه الأصفياء والتابعين الأوفياء بالعمل بالكتاب والسنة وهي بريئة كل البراء عن نباءات التكفير ومنهج الخوارج الخطير ومع ذلك فقد لقيت هذة الدعوة الإصلاحية من المزاعم والافتراءات والتشويه والشائعات الكثير .
لا يمر يوم الا ونقرا او نسمع نقدا علميا رصينا لهذا الفكر المنحرف والقراءة المشوهة للاسلام التي جاء بها محمد بن عبد الوهاب ، والتي ساهم المال والسلطان السعودي في الترويج لها ، من قبل علماء دين ومفكرين واعلاميين ، وهي دراسات بينت مدى خطورة هذا الفكر على حاضر ومستقبل الشعوب الاسلامية ، في حال عدم الوقوف في وجهه وايقافه عند حده ومحاربته ، بالدليل والحجة والنقاش العلمي الرصين.
الاسرة الحاكمة في السعودية ، التي تُعتبر الوهابية احدى دعائم حكمها في جزيرة العرب ، استشعرت خطورة انتشار ظاهرة نقد الوهابية بهذا الشكل المكثف ، على عرشها ، لذلك انتقلت الى مرحلة الهجوم مستخدمة نفوذها واموالها وذراعها الطويلة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط ، مستنسخة الفكرة الصهيونية التي قمعت ولجمت كل من ينتقد التاريخ وفقا للرواية الصهيونية ، كما هو الحال مع قضية المحرقة او الهولوكوست ، التي بنت عليها الصهيونية كيانها في فلسطين المحتلة ، وذلك عندما اعتبرت التطرق الى هذه القضية من المحرمات يستحق مرتكبها اشد واعنف العقوبات ، ويبدو ان الوهابية استحسنت هذه الفكرة ، وجعلت من شخص مؤسسها خطا احمر ومحرم من المحرمات ، لسد الطريق امام الموجة العارمة من الغضب التي تحتاح العالمين العربي والاسلامي من التطبيقات العملية الكارثية للافكار الظلامية لمؤسس الوهابية .

ليست هناك تعليقات: