الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

افطار جماعى يتحول الى معركة سياسية

على غرار السنوات الماضية، نظمت بلدية باريس أمس الأربعاء إفطار جماعيا على شرف مسلمي فرنسا بمناسبة حلول شهر رمضان حضره نحو 1000 شخص من مختلف الجنسيات والديانات، وسط معارضة من اليمين المتطرف وأقصى اليسار.
كانت الجالية المسلمة في فرنسا ليلة الأربعاء على موعد مع إفطار جماعي وسهرة فنية هي تقليد سنوي تنظمه بلدية باريس في "أوتيل-دوفيل" على شرف المسلمين، ميزه حضور كبير لمختلف الجاليات، وغابت عنه كلمة رئيسة البلدية التي كانت وراء تنظيم هذه التظاهرة الاشتراكية آن هيدالغو.
وتعدت المناسبة طابعها الاحتفالي الديني بإفطار رمضاني جماعي في شهر رمضان لتتحول إلى عرس فني وإنساني عالمي، امتزجت فيه كل الثقافات التي كانت حاضرة بقوة تحت ألوان قاعات المبنى، فبعثت في طيف واحد بألوان إنسانية وبريشة فرنسية مغاربية خالصة.
عائلة المهياوي ذات الأصول المغربية جاءت من مدينة تولوز خصيصا لزيارة أفرادها المقيمين في باريس والمشاركة في الاحتفالية، وقالت عن المناسبة "سعداء جدا بالمشاركة في الإفطار الجماعي وهو أصلا من مميزات مجتمعنا العربي والمسلم.. نتمنى أن تستمر المناسبة حتى نتشارك الفرحة بيننا ومع الأجانب كما ترون هم حاضرون اليوم أفراحنا وعاداتنا".
الشابة الدانماركية، سارة باشيليير هي الأخرى حضرت الإفطار حيث تقول "أجد السهرة جميلة جدا، الموسيقى رائعة ومحببة، الناس طيبون جدا، الجميع معا يحيون رمضان، لدينا موسيقى ورقص وأكل" وأضافت "أنا لا أعرف الكثير عن الإسلام لكن أعلم بأن هناك رمضان وأعرف الصيام.. أعرف المطبخ العربي ولكن ليس كثيرا.. أنا هنا من أجل التعلم".
أصبح تنظيم احتفالية إفطار على شرف المسلمين في فرنسا تقليدا "راسخا" يثير منذ تنظيمه لأول مرة عام 2001 جدلا واسعا في الأوساط السياسية في فرنسا، خاصة وسط اليمين، حيث دعا حزب الجبهة الوطنية المتطرف إلى إلغائها، لطابعها الديني، ولكونها تمول بأموال ضرائب الفرنسيين وفق ما نقلته صحيفة "لوفيجارو".
وكانت البلدية أعلنت عن مناقصة مفتوحة بهذه المناسبة بمغلف مالي مقدر بـ 70 ألف يورو أي أقل من المغلف المالي الذي رصد السنة الماضية والذي بلغ 100 ألف يورو.
اليمين الوسط هو الآخر اعترض على ما صار يعتبر "تقليد في البلدية الاشتراكية"، حيث جاء في تصريح صحفي للنائب عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية جاك ميارد "الإسلام مثل باقي الديانات لا ينبغي أن يدخل الفضاء العمومي".
على غرار موقف الأحزاب اليمينية، ندد أقصى اليسار باحتفالية الإفطار، حيث اعتبر أوليفيي مايلوبو وفابريس مولان وهما عضوان منتخبان في مجلس بلدية باريس عن حزب اليسار الراديكالي، في مقال نشرته مجلة "نوفال أوبسارفاتور" الفرنسية، إن تنظيم هذه الاحتفالية دعاهم للتحرك، معتبران أن المعركة التي يقودها اليسار الراديكالي منذ 2001 هي الدفاع عن اللائكية داخل مجلس بلدية باريس.
إلا أن موقف اليسار الراديكالي لم يتوقف بالتنديد بتنظيم احتفالية المسلمين بل تعداه إلى المطالبة بمنع تنظيم بلدية باريس لكافة الأعياد الدينية، كالكاثوليكية واليهودية ...
واتهم النائبان الأحزاب اليمينية بانتقادها فقط الاحتفال بشهر رمضان تحت غطاء الدفاع عن اللائكية، وقالا إن هذا يأتي في إطار "حرب" دينية ضد المسلمين فقط وبشكل عام المهاجرين.
جاء في تصريح لفرانس24 عن يفيس كونتاسو العضو في مجلس بلدية باريس عن حزب الخضر "من المهم جدا في هذه الفترة التي نرى فيها أشخاصا يريدون استغلال الجاليات والديانات أن نقول في المقابل إن الاختلاف هو ما يخلق الثراء، ويجب أن نتعلم أن نمد اليد رغم وجود أشخاص من أتباع الديانات لديهم تصرفات غير مقبولة.. أنا أؤكد أن غالبية المسلمين يعيشون في تناغم مع المسيحيين واليهود"
وعن سؤال حول احتمال إجراء الاحتفاليات ذات الطابع الديني خارج مقر البلدية على اعتبار أنها مبنى رسمي عمومي يجب أن يحترم النظام اللائكي قال إن "البلدية تستغل مبانيها ومقارها لمختلف المناسبات والأهداف خصوصا إذا كان الهدف توجيه رسالة سياسية مفادها الأخوة فمن الطبيعي أن تقوم البلدية بإحياء هذه المناسبات وتتحمل المسؤولية، إنها طريقة أخرى لممارسة السياسية بطريقة ذكية".

ليست هناك تعليقات: