لماذا يحرق الاخوان ...الأزهر ؟
بقلم الدكتور رفعت سيد أحمد
* بعد 30 يونيو 2013 أصبح دور الأزهر فى مواجهة خطر الإخوان والمتطرفين هو الدور الأبرز ولذلك اتجهوا لإحراقه
* من أكاذيب الإخوان والوهابيين ضد الأزهر هو ممالأته للاحتلال وصفحات التاريخ تؤكد أنه كان فى طليعة المقاومة داخل مصر وخارجها
* من العلماء العرب المجاهدين الذين أخرجهم الأزهر للجهاد فى فلسطين عز الدين القسام – أمين الحسينى – عبد القادر المظفر – أمين العورى – عبد الحليم الجيلانى – عبد الرحيم الحاج محمد – جميل الخطيب وغيرهم
* لقد وصف الشيخ محمد الغزالى متطرفى هذا الزمان من الإخوان والوهابيين بأنهم يقدمون لنا دين آخر غير دين الإسلام الذى نعرفه ونعتز به !!
* الأزهر كان دائماً فى قلب معركة الجهاد ضد الاحتلال الخارجى والاستبداد الداخلى ، ومحاولات العدوان عليه اليوم من قبل المتطرفين والفشلة من طلاب الإخوان والتى وصلت إلى حد الإحراق ، هو دليل على مدى كراهيتهم للإسلام الوسطى المقاوم لأنهم أبناء سلام الـC.I.A
* إن دعاة الغلو من الإخوان والسلفيين ، تعمدوا عبر السنوات الثلاث الماضية الهجوم على الأزهر وتحديداً على دوره الجهادى فى خدمة قضايا الأمة فى مواجهة الاستعمار ، وقوى الهيمنة الغربية ، واعتبروا الأزهر ، خاصة بعد ثورة 30/ 6/ 2013 ، أنه ممالئ لسلطة كامب ديفيد – كما أسمتها بعض قوى الغلو الدينى الإخوانى والسلفى – ولأنهم (جهلة) فإن الواجب الوطنى والأمانة العلمية تدعونا إلى أن نقدم لهم ولمن غرروا بهم من شبابنا الحقيقة عن تاريخ ودور الأزهر الجهادى ، ونحن هنا سنؤجل ما يتصل بدوره فى مقاومة الاحتلال الفرنسى فى ثورتى القاهرة الأولى والثانية عام 1800 أو دوره فى ثورة عرابى ومقاومة الاحتلال الإنجليزى ، ووقوفه إلى جانب عبد الناصر فى حروبه ضد الرجعية والأحلاف والعدوان ، إن كل هذا التاريخ سنذكره لاحقاً ، لكننا سوف نتناول جانباً آخر مهماً فى جهاد الأزهر ، ذلك هو تاريخ القادة الكبار من المجاهدين العرب الذين أخرجهم الأزهر للجهاد بعد أن تعلموا فيه ، فماذا عن هؤلاء ؟ .
(1) الحاج محمد أمين الحسينى :
ولد فى سنة 1897 فى مدينة القدس ، حصل على الابتدائية فى فلطسين ثم استوعب العلوم الدينية من الأزهر على يد الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا ، وغيرهم ثم غادر مصر وانضم الى الجيش التركى فى أزمير إبان الحرب العالمية الاولى وشارك فى الحركة الوطنية الفلسطينية وتولى الافتاء فى القدس عام 1921 وظل علما فى الجهاد الفسطينى حتى شهد انتصار العرب فى حرب رمضان 1973 وتوفى فى عام 1974 .
(2) الشيخ عز الدين القسام :
وهو سورى المولد فلسطينى الاقامة والجهاد ، التحق بالأزهر واتصل بقادة الفكر كالامام محمد عبده ورشيد رضا ، وتأثر بالاتجاهات الوطنية فى مصر ، وعاد الى سوريا عقب تخرجه فى الأزهر واشترك فى حركة المقاومة ضد الفرنسيين ، ثم لجأ الى حيفا فى فبراير 1922 فعمل بالتدريس ، ثم تولى امامة مسجد الاستقلال بحيفا ثم أسس مدرسة ليلية لتعليم الاميين من العرب . وعندما رأى تهويد وطمس ارض فلسطين تحولت دروسه الدينية الى دعوة للجهاد فجمع من المخلصين حوله إبان عام 1935 إيذانا بقيام الثورة الفلسطينية عام 1936 . وقد توفى فى إحدى معاركه مع القوات البريطانية شهيدا .
(3) الشيخ عبد القادر المظفر :
ولد بالقدس عام 1892 ، وكان والده مفتى الحنفية بالقدس ، ويشرف على ادارة الوعظ والارشاد فى مختلف أنحاء فلسطين .
ارتحل بعد وفاة والده الى الأزهر ، فظل يدرس فيه ، ثم عاد الى بلاده وراح يحث الناس على الثورة والجهاد للمحافظة على الارض من اليهود ، وقاد الجماهير فى الثالث عشر من أكتوبر 1933 فى مظاهرة عارمة تندد بالانتداب البريطانى ، فألقى القبض عليه ضمن رفاقه وصدر الحكم عليه بالاعدام ، فنال شرف الاستشهاد .
(4) الشيخ عبد الحليم الجيلانى :
ولد عام 1890 بمدينة الخليل وارتحل الى الأزهر ، ومكث فيه عشر سنوات يطلب العلم واشترك مع اخوانه فى ثورة 1919 ثم عاد الى فلسطين فعين إماما وخطيبا بالحرم الابراهيمى بالخليل ، واشترك فى هبة البراق عام 1929 ، ثم فى ثورة 1936 ، واسندت اليه قيادة المناضلين فى قضاء الخليل حتى فاضت روحه شهيدا فى آخر شهر اكتوبر 1937 على إثر معركة ضد الجنود البريطانيين .
(5) الشيخ عبد الرحيم الحاج محمد :
ولد فى بلدة عنبتة وكان أبوه الشيخ محمد عبد الله عيسى يشغل منصب مختار البلدة ( عمدة ) وكان من اهل الحل والعقد ، يرجع اليه الناس فى جميع أمورهم ، وجاء الشيخ عبد الرحيم الى الأزهر ، واستمر فى الدراسة ستة أعوام عاد بعدها الى فلسطين ، واشتغيل بالتدريس فترة ، ثم انخرط فى سلك المجاهدين عام 1929 ، ثم اشترك فى ثورة 1936 ، ثم تولى القيادة العامة لجميع المجاهدين فى شمال فلسطين ، واستشهد فى إبريل 1938 اذ تربصت به مجموعة من الجنود البريطانيين وأمطروا عليه وابلا من نيران بنادقهم .
(6) الشيخ أمين العورى :
ولد فى بلدة عور ، ثم رحل فى العاشرة الى القدس حيث كان والده يشغل منصبا رفيعا بالمجلس الاسلامى الاعلى ، ولما أشرف سنه على العشرين أرسله أبوه الى الأزهر لتلقى العلم ، فجاور فيه نحو اثنتى عشرة سنة ، ثم عاد الى الدرس ، وتولى وظيفة قيم الصخرة المشرفة ببيت المقدس ، ثم أسند اليه منصب أمين عام سر الافتاء ، فضلا عن عمله بوظيفة تدريس التفسير بمسجد الصخرة . اشترك فى ثورة 1936 واشرف على تنظيم المجاهدين ، ونال شرف الشهادة إبان قيامه بعملية فدائية ضد قطار البضائع القادم من يافا متجها الى القدس فى الحادى والعشرين من نوفمبر 1936 .
(7) الشيخ فوزى الامام :
ولد بمدينة يافا سنة 1901 وكان أبوه واعظ وإمام مسجد العجمى بتلك المدينة ، وارتحل الشيخ فوزى الى مصر والتحق بالأزهر ، وقضى سبعة أعوام ثم عاد الى فلسطين ، وشارك فى ثورة 1936 ، وكان وقتها يعمل بالوعظ فى المسجد الذى كان يعمل فيه أبوه .
واستمر فى الوعظ والمقاومة ضد الصهاينة ، ويحض الشباب على الجهاد ، واستمر يقوم بواجبه فى حماية الأحياء العربية من اعتداءات الصهاينة حتى استشهد فى فبراير 1948 .
(8) الشيخ حسن البطة :
ولد فى خان يونس ، ورحل الى مصر والتحق بالأزهر وتخرج فى كلية الشريعة ، واخذ يجتمع بالفلسطينيين من الأزهريين ليقوموا بواجبهم نحو بلادهم وعاد فى إبريل سنة 1948 ليقوم بدور بطولى ضد الصهاينة ، وانضم إليه الشباب وعندما دخلت القوت المصرية فلسطين انضم تحت إمرتها ، وقدم الكثير معهم ، ثم اشتغل بالتدريس حتى 1954 ، ثم التحق بالجيش الفلسطينى وقتذاك ، وأصبح أحد ضباطه البارزين ، واشترك فى صد القوات الصهيونية فى العدوان الثلاثى عام 1956 حتى تربصت به القوات الإسرائيلية ، ووقع اسيرا فى يدها ، ومثلت بجسده بعد ان صعدت روحه الطاهرة الى بارئها .
(9) الشيخ جميل الخطيب :
أنهى دراسته بالأزهر بكلية الشريعة عام 1940 ، ثم عين خطيبا بالمسجد الاقصى ، وفى عام 1951 عين رئيسا للهيئة العلمية الإسلامية بالقدس ـ وهى هيئة عليا ـ .
***
هكذا كان الأزهر يخرج العلماء المجاهدين الذين لا يحملون راية الجهاد فحسب ، ولكنهم يحملون راية العلم والنور التى تدعو الى الجهاد على بصيرة وعلى هدى .
هؤلاء العلماء هم الذين تربوا فى الأزهر الشريف على أيدى علمائه وعلى رؤيتهم للجهاد ، ورؤيتهم للاستشهاد ، ورؤيتهم للدفاع عن الأوطان والمقدسات .
* إن هؤلاء مجرد نماذج لعلماء أزهريين عرب تخرجوا من الأزهر ، وذهبوا إلى بلادهم يقودون الثورات والمقاومة ضد أعداء الأمة من الصهاينة والغزاة الأجانب ؛ إن إجلاء وكشف دور هؤلاء الدعاة والمجاهدين ، يكفى للرد على أولئك الحمقى من تيارات الغلو والتطرف الذين يتهمون الأزهر بالتخاذل ، ويلقون على تاريخه الناصع ، قذورات فكرهم وغلوهم المخالف أصلاً للإسلام ديناً وحضارة ، بهذه الاتهامات يحاولون أن ينفوا التهمة الرئيسية التى عُرفوا بها وتؤكدها الشواهد الدامغة منذ سنوات ، وهى تهمة العمالة للمخابرات الغربية والإسرائيلية ، فيسارعون إلى اتهام الآخرين (وخاصة الأزهر) بها ، لإبعادها عنهم ، إن التاريخ شاهد على جهاد الأزهر ، وهى شهادة لا تحتاج إلى موقف أو رأى أو شهادة من المتطرفين ، خوارج هذا الزمان ، أولئك الذين قال عنهم ذات يوم وقبل رحيله بأيام العلامة الشيخ محمد الغزالى (رحمة الله عليه) : " كأنى بهؤلاء المتشددين يقدمون لنا ديناً آخر غير دين الإسلام الذى نعرفه ونعتز به " .
نعم إنهم أصحاب دين آخر ، دين لا يعرفه الأزهر ولا يعرفه الإسلام دين الإرهاب والعنف وخدمة أعداء الأمة من خلال زرع الفتن ونشر التطرف والدم فى أرجاء الوطن
***
جهاد الأزهر فى مصر
أما دور الأزهر الجهادى فى مصر فهو طويل وتاريخى منذ جهاد الفاطميين ضد الغزاة الفرنجة وحتى يومنا هذا (2014) ، وحتى لا يستغرقنا التاريخ أكثر مما ينبغى ، دعونا نذكر فقط بدوره منذ الحملة الفرنسية على مصر (1798) ، حيث يحدثنا التاريخ عن أن الأزهر تحمل تبعات الزعامة الوطنية وقيادة الأمة والوقوف أمام المعتدي حين تعرضت مصر سنة 1213 هـ= 1798 م للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت ؛ فلم ينخدع علماء الأزهر بمحاولات التودد وإظهار التبجيل والتقدير الذي أبداه قائد الحملة نحوهم، حيث أشعلوا ثورة القاهرة الأولى .فإذا تأملنا نظرة نابليون بونابرت تجاه الأزهر كصرح للثقافة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي ربما نتعرف على الدور المؤثر للأزهر، فمما أورده المؤرخ كريستوفر هيرولد من تصريحات بونابرت في منفاه “ أن الأفكار الدينية كانت على الدوام مسيطرة على الشعب المصري“ وقال : “الأزهر، هو المركز الوحيد الذي يستطيع أن يضرب للناس المثل فيقتدي به الرأي العام في العالم الإسلامي”. كما كان بونابرت يشكو بلهجة تغلب عليها المرارة من المواعظ العدائية التي يلقيها الأئمة في المساجد في صلاة الجمعة، وكتب لكليبر يقول : “علينا أن نهدهد التعصب حتى ينام قبل أن نستطيع اقتلاعه”.
لقد أدرك نابليون ـ ومن بعده كل القوى المناوئة للإسلام ـ أهمية الأزهر وقدرته على إفشال مخططاتهم في ميدان الاختراق الثقافي والعسكري، فبينما كان قادة الحملة الفرنسية يعتقدون أنهم قضوا تماماً على المقاومة الشعبية فوجئوا بثورة شعبية يقودها الأزهر يوم الأحد 21 أكتوبر 1798م، يرجعها هيرولد إلى ما يسميه “تحريض المتعصبين من الزعماء الدينيين، كما كانت فرمانات السلطان سليم التي تدعو جميع المسلمين إلى الجهاد ضد الفرنسيين - تدخل مصر ويقرؤها الأئمة علناً في المساجد .. كما كان المؤذنون يحضون الناس على الثورة - من قمم المآذن - خمس مرات في اليوم” ، أما العناصر المجاهدة حقاً فهم الغلاة في الدين كالأئمة وطلاب الأزهر،وتم إجهاض الثورة وأعدم العشرات من علماء الأزهر،إلا أن نابليون قد علق على هذا الحادث بعد ذلك بعشرين عاماً بقوله : (كانوا قوماً ذوي تفكير عنيف متطرف) .. تلك المقولة التي تتردد الآن كثيراً في الخطاب السياسى والإعلامى الغربى وأذياله هنا فى العالم الإسلامى .وبعد خروج الفرنسيين قاد الأزهر وعلماؤه رغبة الشعب فى حكم أنفسهم بأنفسهم و كانت ثورة 1805م من أهم الثورات الأزهرية التاريخية حيث أختار علماء الأزهر محمد على والياً على مصر ثم تصدوا لحملة الإنجليز على مصر بقيادة فريزر عام 1807 .. كما كان علماء الأزهر على رأس ثورة عرابى وثورة 1919 بل أن قائد الثورة نفسه سعد زغلول كان من رجال الأزهر الذين تعلموا و تخرجوا منه ثم من على منبر الأزهر بدأت مقاومة الشعب المصرى للعدوان الثلاثى عام 1956م عندما قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) .
كذلك يحدثنا التاريخ عن أن الأزهر ، منذ المحاولات الصهيونية الأولى لتنفيذ مخططهم فى فلسطين ، ففى سنة 1929 ، ومع حادثة البراق خرج الشيخ المراغى شيخ الازهر وعلمائه وطلابه يتنادون بنصرة الشعب الفلسطينى ، " ويحذرون بريطانيا من سياستها المؤيدة للصهاينة ، وذلك عندما قام الصهاينة بمظاهرات يطوفون فيها مدينة تل أبيب رافعين الاعلام الصهيونية ، ويهتفون : الحائط حائطنا ، يقصدون بذلك حائط البراق .. بعدها قام المسلمون بزيارة البراق بعد صلاة الجمعة فوجدوه مليئا باليهود ، فوقع الصدام بين المسلمين واليهود . وكان دور الأزهر وقتذاك مشهوداً ورائداً ضد الغزوة الصهيونية ، ولايزال هذا الدور قائماً وإن ضعف ووهن قليلاً ، لكنه أبداً لم ينقطع ، ونحسبه سيستمر إن شاء الله خاصة بعد ثورة يناير 2011 وموجتها الثانية فى 30/ 6/ 2013 التى أعادته إلى دوره ورسالته الجهادية رغم الإرهاب الإخوانى المدعوم أمريكياً ، والذى وصل إلى حد محاولة إحراق الأزهر عبر طلاب الإخوان الفاشلين فى العلم والدين كما فشلوا فى الثورة ، وفى إدارة الدولة ، إلا أن الأزهر سيبقى ، وسيزدهر كنموذج للإسلام المصرى الوسطى ، إسلام الثورة الحقيقية ، وليس ثورات الـ C.I.A كما يفعل بقايا الإخوان والمتطرفين فى مصر والمنطقة ! .
* من أكاذيب الإخوان والوهابيين ضد الأزهر هو ممالأته للاحتلال وصفحات التاريخ تؤكد أنه كان فى طليعة المقاومة داخل مصر وخارجها
* من العلماء العرب المجاهدين الذين أخرجهم الأزهر للجهاد فى فلسطين عز الدين القسام – أمين الحسينى – عبد القادر المظفر – أمين العورى – عبد الحليم الجيلانى – عبد الرحيم الحاج محمد – جميل الخطيب وغيرهم
* لقد وصف الشيخ محمد الغزالى متطرفى هذا الزمان من الإخوان والوهابيين بأنهم يقدمون لنا دين آخر غير دين الإسلام الذى نعرفه ونعتز به !!
* الأزهر كان دائماً فى قلب معركة الجهاد ضد الاحتلال الخارجى والاستبداد الداخلى ، ومحاولات العدوان عليه اليوم من قبل المتطرفين والفشلة من طلاب الإخوان والتى وصلت إلى حد الإحراق ، هو دليل على مدى كراهيتهم للإسلام الوسطى المقاوم لأنهم أبناء سلام الـC.I.A
* إن دعاة الغلو من الإخوان والسلفيين ، تعمدوا عبر السنوات الثلاث الماضية الهجوم على الأزهر وتحديداً على دوره الجهادى فى خدمة قضايا الأمة فى مواجهة الاستعمار ، وقوى الهيمنة الغربية ، واعتبروا الأزهر ، خاصة بعد ثورة 30/ 6/ 2013 ، أنه ممالئ لسلطة كامب ديفيد – كما أسمتها بعض قوى الغلو الدينى الإخوانى والسلفى – ولأنهم (جهلة) فإن الواجب الوطنى والأمانة العلمية تدعونا إلى أن نقدم لهم ولمن غرروا بهم من شبابنا الحقيقة عن تاريخ ودور الأزهر الجهادى ، ونحن هنا سنؤجل ما يتصل بدوره فى مقاومة الاحتلال الفرنسى فى ثورتى القاهرة الأولى والثانية عام 1800 أو دوره فى ثورة عرابى ومقاومة الاحتلال الإنجليزى ، ووقوفه إلى جانب عبد الناصر فى حروبه ضد الرجعية والأحلاف والعدوان ، إن كل هذا التاريخ سنذكره لاحقاً ، لكننا سوف نتناول جانباً آخر مهماً فى جهاد الأزهر ، ذلك هو تاريخ القادة الكبار من المجاهدين العرب الذين أخرجهم الأزهر للجهاد بعد أن تعلموا فيه ، فماذا عن هؤلاء ؟ .
(1) الحاج محمد أمين الحسينى :
ولد فى سنة 1897 فى مدينة القدس ، حصل على الابتدائية فى فلطسين ثم استوعب العلوم الدينية من الأزهر على يد الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا ، وغيرهم ثم غادر مصر وانضم الى الجيش التركى فى أزمير إبان الحرب العالمية الاولى وشارك فى الحركة الوطنية الفلسطينية وتولى الافتاء فى القدس عام 1921 وظل علما فى الجهاد الفسطينى حتى شهد انتصار العرب فى حرب رمضان 1973 وتوفى فى عام 1974 .
(2) الشيخ عز الدين القسام :
وهو سورى المولد فلسطينى الاقامة والجهاد ، التحق بالأزهر واتصل بقادة الفكر كالامام محمد عبده ورشيد رضا ، وتأثر بالاتجاهات الوطنية فى مصر ، وعاد الى سوريا عقب تخرجه فى الأزهر واشترك فى حركة المقاومة ضد الفرنسيين ، ثم لجأ الى حيفا فى فبراير 1922 فعمل بالتدريس ، ثم تولى امامة مسجد الاستقلال بحيفا ثم أسس مدرسة ليلية لتعليم الاميين من العرب . وعندما رأى تهويد وطمس ارض فلسطين تحولت دروسه الدينية الى دعوة للجهاد فجمع من المخلصين حوله إبان عام 1935 إيذانا بقيام الثورة الفلسطينية عام 1936 . وقد توفى فى إحدى معاركه مع القوات البريطانية شهيدا .
(3) الشيخ عبد القادر المظفر :
ولد بالقدس عام 1892 ، وكان والده مفتى الحنفية بالقدس ، ويشرف على ادارة الوعظ والارشاد فى مختلف أنحاء فلسطين .
ارتحل بعد وفاة والده الى الأزهر ، فظل يدرس فيه ، ثم عاد الى بلاده وراح يحث الناس على الثورة والجهاد للمحافظة على الارض من اليهود ، وقاد الجماهير فى الثالث عشر من أكتوبر 1933 فى مظاهرة عارمة تندد بالانتداب البريطانى ، فألقى القبض عليه ضمن رفاقه وصدر الحكم عليه بالاعدام ، فنال شرف الاستشهاد .
(4) الشيخ عبد الحليم الجيلانى :
ولد عام 1890 بمدينة الخليل وارتحل الى الأزهر ، ومكث فيه عشر سنوات يطلب العلم واشترك مع اخوانه فى ثورة 1919 ثم عاد الى فلسطين فعين إماما وخطيبا بالحرم الابراهيمى بالخليل ، واشترك فى هبة البراق عام 1929 ، ثم فى ثورة 1936 ، واسندت اليه قيادة المناضلين فى قضاء الخليل حتى فاضت روحه شهيدا فى آخر شهر اكتوبر 1937 على إثر معركة ضد الجنود البريطانيين .
(5) الشيخ عبد الرحيم الحاج محمد :
ولد فى بلدة عنبتة وكان أبوه الشيخ محمد عبد الله عيسى يشغل منصب مختار البلدة ( عمدة ) وكان من اهل الحل والعقد ، يرجع اليه الناس فى جميع أمورهم ، وجاء الشيخ عبد الرحيم الى الأزهر ، واستمر فى الدراسة ستة أعوام عاد بعدها الى فلسطين ، واشتغيل بالتدريس فترة ، ثم انخرط فى سلك المجاهدين عام 1929 ، ثم اشترك فى ثورة 1936 ، ثم تولى القيادة العامة لجميع المجاهدين فى شمال فلسطين ، واستشهد فى إبريل 1938 اذ تربصت به مجموعة من الجنود البريطانيين وأمطروا عليه وابلا من نيران بنادقهم .
(6) الشيخ أمين العورى :
ولد فى بلدة عور ، ثم رحل فى العاشرة الى القدس حيث كان والده يشغل منصبا رفيعا بالمجلس الاسلامى الاعلى ، ولما أشرف سنه على العشرين أرسله أبوه الى الأزهر لتلقى العلم ، فجاور فيه نحو اثنتى عشرة سنة ، ثم عاد الى الدرس ، وتولى وظيفة قيم الصخرة المشرفة ببيت المقدس ، ثم أسند اليه منصب أمين عام سر الافتاء ، فضلا عن عمله بوظيفة تدريس التفسير بمسجد الصخرة . اشترك فى ثورة 1936 واشرف على تنظيم المجاهدين ، ونال شرف الشهادة إبان قيامه بعملية فدائية ضد قطار البضائع القادم من يافا متجها الى القدس فى الحادى والعشرين من نوفمبر 1936 .
(7) الشيخ فوزى الامام :
ولد بمدينة يافا سنة 1901 وكان أبوه واعظ وإمام مسجد العجمى بتلك المدينة ، وارتحل الشيخ فوزى الى مصر والتحق بالأزهر ، وقضى سبعة أعوام ثم عاد الى فلسطين ، وشارك فى ثورة 1936 ، وكان وقتها يعمل بالوعظ فى المسجد الذى كان يعمل فيه أبوه .
واستمر فى الوعظ والمقاومة ضد الصهاينة ، ويحض الشباب على الجهاد ، واستمر يقوم بواجبه فى حماية الأحياء العربية من اعتداءات الصهاينة حتى استشهد فى فبراير 1948 .
(8) الشيخ حسن البطة :
ولد فى خان يونس ، ورحل الى مصر والتحق بالأزهر وتخرج فى كلية الشريعة ، واخذ يجتمع بالفلسطينيين من الأزهريين ليقوموا بواجبهم نحو بلادهم وعاد فى إبريل سنة 1948 ليقوم بدور بطولى ضد الصهاينة ، وانضم إليه الشباب وعندما دخلت القوت المصرية فلسطين انضم تحت إمرتها ، وقدم الكثير معهم ، ثم اشتغل بالتدريس حتى 1954 ، ثم التحق بالجيش الفلسطينى وقتذاك ، وأصبح أحد ضباطه البارزين ، واشترك فى صد القوات الصهيونية فى العدوان الثلاثى عام 1956 حتى تربصت به القوات الإسرائيلية ، ووقع اسيرا فى يدها ، ومثلت بجسده بعد ان صعدت روحه الطاهرة الى بارئها .
(9) الشيخ جميل الخطيب :
أنهى دراسته بالأزهر بكلية الشريعة عام 1940 ، ثم عين خطيبا بالمسجد الاقصى ، وفى عام 1951 عين رئيسا للهيئة العلمية الإسلامية بالقدس ـ وهى هيئة عليا ـ .
***
هكذا كان الأزهر يخرج العلماء المجاهدين الذين لا يحملون راية الجهاد فحسب ، ولكنهم يحملون راية العلم والنور التى تدعو الى الجهاد على بصيرة وعلى هدى .
هؤلاء العلماء هم الذين تربوا فى الأزهر الشريف على أيدى علمائه وعلى رؤيتهم للجهاد ، ورؤيتهم للاستشهاد ، ورؤيتهم للدفاع عن الأوطان والمقدسات .
* إن هؤلاء مجرد نماذج لعلماء أزهريين عرب تخرجوا من الأزهر ، وذهبوا إلى بلادهم يقودون الثورات والمقاومة ضد أعداء الأمة من الصهاينة والغزاة الأجانب ؛ إن إجلاء وكشف دور هؤلاء الدعاة والمجاهدين ، يكفى للرد على أولئك الحمقى من تيارات الغلو والتطرف الذين يتهمون الأزهر بالتخاذل ، ويلقون على تاريخه الناصع ، قذورات فكرهم وغلوهم المخالف أصلاً للإسلام ديناً وحضارة ، بهذه الاتهامات يحاولون أن ينفوا التهمة الرئيسية التى عُرفوا بها وتؤكدها الشواهد الدامغة منذ سنوات ، وهى تهمة العمالة للمخابرات الغربية والإسرائيلية ، فيسارعون إلى اتهام الآخرين (وخاصة الأزهر) بها ، لإبعادها عنهم ، إن التاريخ شاهد على جهاد الأزهر ، وهى شهادة لا تحتاج إلى موقف أو رأى أو شهادة من المتطرفين ، خوارج هذا الزمان ، أولئك الذين قال عنهم ذات يوم وقبل رحيله بأيام العلامة الشيخ محمد الغزالى (رحمة الله عليه) : " كأنى بهؤلاء المتشددين يقدمون لنا ديناً آخر غير دين الإسلام الذى نعرفه ونعتز به " .
نعم إنهم أصحاب دين آخر ، دين لا يعرفه الأزهر ولا يعرفه الإسلام دين الإرهاب والعنف وخدمة أعداء الأمة من خلال زرع الفتن ونشر التطرف والدم فى أرجاء الوطن
***
جهاد الأزهر فى مصر
أما دور الأزهر الجهادى فى مصر فهو طويل وتاريخى منذ جهاد الفاطميين ضد الغزاة الفرنجة وحتى يومنا هذا (2014) ، وحتى لا يستغرقنا التاريخ أكثر مما ينبغى ، دعونا نذكر فقط بدوره منذ الحملة الفرنسية على مصر (1798) ، حيث يحدثنا التاريخ عن أن الأزهر تحمل تبعات الزعامة الوطنية وقيادة الأمة والوقوف أمام المعتدي حين تعرضت مصر سنة 1213 هـ= 1798 م للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت ؛ فلم ينخدع علماء الأزهر بمحاولات التودد وإظهار التبجيل والتقدير الذي أبداه قائد الحملة نحوهم، حيث أشعلوا ثورة القاهرة الأولى .فإذا تأملنا نظرة نابليون بونابرت تجاه الأزهر كصرح للثقافة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي ربما نتعرف على الدور المؤثر للأزهر، فمما أورده المؤرخ كريستوفر هيرولد من تصريحات بونابرت في منفاه “ أن الأفكار الدينية كانت على الدوام مسيطرة على الشعب المصري“ وقال : “الأزهر، هو المركز الوحيد الذي يستطيع أن يضرب للناس المثل فيقتدي به الرأي العام في العالم الإسلامي”. كما كان بونابرت يشكو بلهجة تغلب عليها المرارة من المواعظ العدائية التي يلقيها الأئمة في المساجد في صلاة الجمعة، وكتب لكليبر يقول : “علينا أن نهدهد التعصب حتى ينام قبل أن نستطيع اقتلاعه”.
لقد أدرك نابليون ـ ومن بعده كل القوى المناوئة للإسلام ـ أهمية الأزهر وقدرته على إفشال مخططاتهم في ميدان الاختراق الثقافي والعسكري، فبينما كان قادة الحملة الفرنسية يعتقدون أنهم قضوا تماماً على المقاومة الشعبية فوجئوا بثورة شعبية يقودها الأزهر يوم الأحد 21 أكتوبر 1798م، يرجعها هيرولد إلى ما يسميه “تحريض المتعصبين من الزعماء الدينيين، كما كانت فرمانات السلطان سليم التي تدعو جميع المسلمين إلى الجهاد ضد الفرنسيين - تدخل مصر ويقرؤها الأئمة علناً في المساجد .. كما كان المؤذنون يحضون الناس على الثورة - من قمم المآذن - خمس مرات في اليوم” ، أما العناصر المجاهدة حقاً فهم الغلاة في الدين كالأئمة وطلاب الأزهر،وتم إجهاض الثورة وأعدم العشرات من علماء الأزهر،إلا أن نابليون قد علق على هذا الحادث بعد ذلك بعشرين عاماً بقوله : (كانوا قوماً ذوي تفكير عنيف متطرف) .. تلك المقولة التي تتردد الآن كثيراً في الخطاب السياسى والإعلامى الغربى وأذياله هنا فى العالم الإسلامى .وبعد خروج الفرنسيين قاد الأزهر وعلماؤه رغبة الشعب فى حكم أنفسهم بأنفسهم و كانت ثورة 1805م من أهم الثورات الأزهرية التاريخية حيث أختار علماء الأزهر محمد على والياً على مصر ثم تصدوا لحملة الإنجليز على مصر بقيادة فريزر عام 1807 .. كما كان علماء الأزهر على رأس ثورة عرابى وثورة 1919 بل أن قائد الثورة نفسه سعد زغلول كان من رجال الأزهر الذين تعلموا و تخرجوا منه ثم من على منبر الأزهر بدأت مقاومة الشعب المصرى للعدوان الثلاثى عام 1956م عندما قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) .
كذلك يحدثنا التاريخ عن أن الأزهر ، منذ المحاولات الصهيونية الأولى لتنفيذ مخططهم فى فلسطين ، ففى سنة 1929 ، ومع حادثة البراق خرج الشيخ المراغى شيخ الازهر وعلمائه وطلابه يتنادون بنصرة الشعب الفلسطينى ، " ويحذرون بريطانيا من سياستها المؤيدة للصهاينة ، وذلك عندما قام الصهاينة بمظاهرات يطوفون فيها مدينة تل أبيب رافعين الاعلام الصهيونية ، ويهتفون : الحائط حائطنا ، يقصدون بذلك حائط البراق .. بعدها قام المسلمون بزيارة البراق بعد صلاة الجمعة فوجدوه مليئا باليهود ، فوقع الصدام بين المسلمين واليهود . وكان دور الأزهر وقتذاك مشهوداً ورائداً ضد الغزوة الصهيونية ، ولايزال هذا الدور قائماً وإن ضعف ووهن قليلاً ، لكنه أبداً لم ينقطع ، ونحسبه سيستمر إن شاء الله خاصة بعد ثورة يناير 2011 وموجتها الثانية فى 30/ 6/ 2013 التى أعادته إلى دوره ورسالته الجهادية رغم الإرهاب الإخوانى المدعوم أمريكياً ، والذى وصل إلى حد محاولة إحراق الأزهر عبر طلاب الإخوان الفاشلين فى العلم والدين كما فشلوا فى الثورة ، وفى إدارة الدولة ، إلا أن الأزهر سيبقى ، وسيزدهر كنموذج للإسلام المصرى الوسطى ، إسلام الثورة الحقيقية ، وليس ثورات الـ C.I.A كما يفعل بقايا الإخوان والمتطرفين فى مصر والمنطقة ! .
لماذا يحرق الاخوان ...الأزهر ؟
Reviewed by Gharam elsawy
on
10:30 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: