ما موقف الشرع من الأب الذى يقف فى طريق زواج ابنته ؟
ما موقف الشرع من الأب الذى يقف فى طريق زواج ابنته ممن ترغب؟ وهل من حقه رفض عريس ابنته؟ ـ يجيب عنه د.صبرى عبد الرؤوف ـ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إذا تقدم رجل يطلب الزواج من المرأة ووافقت على الزواج، لكن الولى منع الزواج مع تحقق الكفاءة فى الرجل واستعداده لدفع مهر مثلها، فليس من حقه المنع.
أما إذا طلبت المرأة من وليها أن يزوجها من غير كفء لها، فإن لوليها الحق فى الامتناع عن تزويجها، لأن له حقاً فى الكفاءة، والمقصود بالكفاءة ألا يكون الرجل أقل فى مكانته وخلقه ومركزه الاجتماعى من المرأة.
ومنع المرأة من الزواج من الرجل الكفء الذى يدفع مهر مثلها هو ما يطلق عليه “العضل”، وهو ظلم من الولى للمرأة، فلا يجوز للولى أن يمنع المرأة من الزواج بمن ترضاه زوجاً لها ما دامت الكفاءة محققة منه باتفاق أئمة المسلمين، وكان الإجبار ومنع المرأة من الزواج ممن ترضاه يحصل من أهل الجاهلية الذين يزوجون نساءهم غير مراعين مصلحتهن، وإنما لأغراض لهم فى الزواج، فيعضلون المرأة عن الزواج بمن يكون كفؤاً لها، لوجود عداوة أو غرض لهم، وهذا عمل من أعمال الظلم والعدوان التى كان يمارسها الجاهليون، وقد حرمه الله ورسوله واتفق العلماء على تحريمه، فإن الله تعالى قد أوجب على أولياء النساء أن يراعوا مصلحتهن ولا يسيروا مع أهوائهن، كما هو المطلوب من كل ولى أو وكيل، فإن الذى يتصرف لغيره بناء على ولاية أو وكالة يجب عليه ألا يقصد هواه، فإن هذا من الأمانة التى أمر الله تعالى أن ترد إلى أهلها. فقال تعالى: “إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ” والأمانة هنا هى النصيحة الواجبة على كل مسلم ومسلمة.
ما موقف الشرع من الأب الذى يقف فى طريق زواج ابنته ؟
Reviewed by Ahmed Aldosoky
on
12:57 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات: