الازهر

[الازهر][twocolumns]

مجالس العلماء

[مجالس العلماء][bsummary]

س و ج

[س وج][grids]

هل يجوز لوالدين توزيع الميراث فى حياتهم؟

لا يجوز توزيع الميراث حال الحياة؛ لأن الإرث مرتبط بموت المورث وثبوت حياة الوارث بعده، والوصية للورثة باطلة نصًا وإجماعًا؛ قال النبى -صلى الله عليه وسلم-: “لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ” “رواه أبو داود والترمذى، وصححه الألباني”.
 كما أن الذى يصح هو الهبة الناجزة المقبوضة حال الحياة مع مراعاة وجوب العدل بين الأولاد للذكر مثل الأنثى لجميع الأولاد وإن كلمة الميراث تطلق على ما تركه الميت من عقار أو مال أو حقاً من الحقوق الشرعية، فعلم الميراث يسمى بعلم الفرائض ؛ وذلك لقوله تعالى “فريضة من الله” ولقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “تعلموا الفرائض وعلموها”. 
كما أن الإسلام شرع الميراث لتحقيق الأمن والأمان فى المجتمع وأيضا تحقيق الترابط والتماسك، و الإسلام يعمل على تفتيت الثروة، وذلك من خلال الميراث، وبالتالى فهو يعمل على تنمية المال واستثماره،كما أن الإسلام أول من وضع قواعد الاقتصاد العالمي؛ وذلك لقوله ـ تعالى: “وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِى جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا”.
وأن المال ليس ملكا للفرد، وإنما ملك للمجتمع ؛ بدليل أن الله تعالى وضع نظاماً للإنفاق؛ وذلك لقوله تعالى “وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا”.
 و الإسلام أعطى الحق فى الحجر على المبذر، وسماه سفيهاً، يقول تعالى : )وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ(، واختلف السلف فى المراد بالكنز المذكور فى القرآن والحديث، فقال أكثرهم: هو كل مال وجبت فيه الزكاة فلم تؤد، فأما مال أخرجت زكاته فليس بكنز،وقال ابن عمر: ما أدى زكاته فليس بكنز، وإن كان تحت سبع أراضين، وكل ما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض.
 ومثله عن جابر، وهو الصحيح.، وروى البخارى عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: “من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته، مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه - يعنى شدقيه - ثم يقول أنا مالك أنا كنزك”.

ليست هناك تعليقات: